أفادت وسائل إعلام كينية بوفاة عاملة منزلية كينية في الدمام بالمملكة العربية السعودية خلال جراحة نقل كلية "أُرغمت" عليها من قبل رب عملها لصالح أحد أفراد عائلته، تزامناً مع عودة الجثمان إلى البلد الواقع شرق أفريقيا.
وأثار الخبر ردود فعل متباينة في كينيا والسعودية على حد سواء، وسط غلبة للتشكيك فيه من قبل السعوديين الذين أشاروا إلى صرامة ضوابط العمليات من هذا النوع. علماً أنه لم يُشر حساب السفارة الكينية في المملكة من قريب أو بعيد للحادثة.
وفاة غامضة لعاملة كينية في السعودية بعد أيام من بدء عملها هناك. زوج الراحلة يقول إنها اتصلت تستغيث به قائلةً إن رب عملها يرغمها على نقل كليتها لقريب له، وسعوديون يشككون: إحنا مو جمهورية موز
تفاصيل مثيرة
وفي تقرير إخباري لموقع أخبار محطة "k24tv" التلفزيونية الكينية، الأربعاء 27 تموز/ يوليو، ورد أن العاملة المنزلية روز أتينو (Rose Atieno) البالغة 33 عاماً، قضت عقب نحو ثلاثة أسابيع من وصولها المملكة إثر عملية غير ناجحة لنقل إحدى كليتيها، مردفاً بأنها وصلت المملكة في 23 أيار/ مايو 2022، وتوفيت في 7 حزيران/ يونيو.
وأضاف التقرير أن زوج العاملة تلقى آخر اتصال منها بعد انقطاع وكانت تستغيث به وتخبره أن رب عملها يحتجزها قسراً في مشفى لنقل إحدى كليتيها لقريب له. قال الزوج ويدعى عبد الرازق جمعة: "لم أتمكن من الوصول إليها لأكثر من ثلاثة أيام. أُغلق هاتفها المحمول وبعد خمسة أيام، اتصلت بي من رقم غريب وأخبرتني أنها اختطفت وأنها محتجزة في مستشفى محلي رغماً عنها للتبرع بكليتها".
وأوضح جمعة أنه لم يسمع من زوجته مرة أخرى، فيما أبلغه صديق أنها قضت في أحد المستشفيات بعدما نُقلت إليه لإسعافها عقب سقوط مزعوم من على السلم خلال تنظيف النوافذ في منزل رب عملها.
قال زوج العاملة لمواقع كينية: لم أتمكن من الوصول إليها لأكثر من ثلاثة أيام. أُغلق هاتفها المحمول وبعد خمسة أيام، اتصلت بي وأخبرتني أنها محتجزة في مستشفى محلي رغماً عنها للتبرع بكليتها
وختم بأنه برغم الألم على فراق زوجته، كان لديه الوقت لتفحص جسدها عقب وصوله إلى كينيا والتحقق من وجود "علامات شفاء جراحية على بطنها تثبت أنها خضعت لعملية جراحية قبل وفاتها في ظروف غامضة".
ولم يُشر التقرير إلى نية الأسرة المضي قدماً في أي مسلك قانوني لكشف غموض ملابسات الزوجة وحقيقة إرغامها على نقل كليتها. كما لم يُفد بأي موقف حكومي كيني حاصل أو محتمل حيال الأمر.
تشكيك ودهشة
وعبّر كينيون عن غضبهم وألمهم لوفاة مواطنتهم وفق الملابسات المعلنة وتمنوا أن تهتم حكومتهم بتحقيق العدالة لها وإظهار الحقيقة، فيما ألقى معلقون عرب باللوم على نظام الكفالة وطالبوا بظروف عمل آدمية للعاملات المنزليات والعمالة الأجنبية بوجه عام في المملكة.
لكن العديد من المعلقين السعوديين شكك في الخبر لا سيّما بالإشارة إلى القواعد الصارمة والمعقدة لنقل الأعضاء في المملكة والتي تتضمن عدم نقل الأعضاء إلا بين أفراد الجنسية الواحدة، والتحقق من موافقة المتبرع بمروره على لجان نفسية واجتماعية، وعقد فحص صحي شامل له، واشتراط إجراء العملية في المشافي المرخص لها بذلك فقط لتخضع للرقابة، وفق "نظام التبرع بالأعضاء البشرية" في المملكة.
صحافية كينية: علمت للتو أن معظم الكينيات اللواتي يسافرن إلى السعودية كعاملات منزليات يُجبرن على نزع أعضائهن لأجل العائلات التي ‘تشتريهن‘. من تتعاون تفقد كلية فقط وتستمر في ‘العمل‘. أما اللواتي يرفضن يُقتلن ويُستغل المزيد من أعضائهن
قالت نورة: "القصة فيها ثغرات كثيرة! أولاً، عملية التبرع بالأعضاء تأخذ إجراء طويلاً وبروتوكولات كثيرة حتى لو كان المتبرع مطابقاً وجاهزاً. ثانياً، وش هالصدفة العظيمة جت من كينيا مطابقة لقريب المريض ‘حسب روايتها طبعاً أنها أجبرت على التبرع له!‘".
وكتبت سوزان: "على كل العيوب اللي في السعودية، إحنا مو جمهورية موز، ولا الدعوة عندنا فوضى لهالدرجة".
مع ذلك، قال البعض إنهم يثقون في الحكومة السعودية وتحقيق العدالة للضحية إن صح مضمون الخبر.
في غضون ذلك، قالت صحافية كينية تُدعى جوما، عبر حسابها في تويتر الذي يتابعه أكثر من 75 ألف شخص: "علمت للتو أن معظم النساء الكينيات اللواتي يسافرن إلى السعودية للعمل كعاملات منزليات يُجبرن على نزع أعضائهن من أجل العائلات التي ‘تشتريهن‘. ومن تتعاون منهن تفقد كلية فقط وتستمر في ‘العمل‘. أما اللواتي يرفضن فقد يُقتلن ويُستغل المزيد من أعضائهن".
وأضافت في تغريدة أخرى: "آخر حالة هي حالة روز أتينو التي توفيت أمس. وصلت إلى المطار وأخذها ‘صاحب العمل المستقبلي‘ مباشرة إلى المستشفى ‘للتبرع‘ بكليتها لطفل من الأسرة. وهو أمر معروف لمن يشحنون هؤلاء النسوة إلى السعودية".
بانتظام، تبلّغ عاملات منزليات في جميع أنحاء الخليج العربي، لا سيما السعودية، عن انتهاكات متعلقة بنظام الكفالة الاستعبادي، بما يشمل الحرمان من الراحة واحتجاز وثائق السفر والتمييز والعنصرية والتنمر والتحرش الجنسي.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، شغلت قضية التحرش بعاملة كينية في السعودية من قبل رب عملها مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة وعدة دول عربية. وحظيت العاملة بتعاطف واسع ومطالبة بمعاقبة المتحرش.
وقبل ذلك بشهرين، أعلنت وزارة الخارجية الكينية أن 89 مواطنة ومواطناً كينيين، معظمهم من العاملات في المنازل، لقوا حتفهم في السعودية خلال العامين الماضيين، مشيرةً إلى أن هناك شكوكاً في أن وفاتهم ليست طبيعية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...