شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بين الإسلاميين والقوميين... معركة حطين في الوجدان العربي المعاصر

بين الإسلاميين والقوميين... معركة حطين في الوجدان العربي المعاصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 20 يوليو 202203:13 م

في تموز/ يوليو سنة 1187م (583هـ)، تمكن المسلمون من تحقيق نصر عسكري كبير على الصليبيين في موقعة حطين. استطاع السلطان صلاح الدين الأيوبي أن يهزم ملك بيت المقدس غي دي لوزينيان، بعدما كبّد جيوشه خسائر فادحة في أرض المعركة. واستغل المسلمون ذلك الانتصار في استعادة الكثير من المدن الساحلية المهمة، كما تمكنوا من استعادة مدينة بيت المقدس.

وشغلت معركة حطين مكانة كبرى في الوجدان الإسلامي قديماً وحديثاً باعتبارها إحدى أهم المعارك التي شهدها العالم الإسلامي عبر تاريخه الطويل، كما جرى توظيف تلك المعركة من قِبل العديد من التيارات العروبية والقومية المعاصرة.

وصف معركة حطين في المصادر الإسلامية

وردت أخبار الانتصار في معركة حطين في عشرات المصادر التاريخية الإسلامية. من أهم تلك المصادر كل من "الكامل في التاريخ" لابن الأثير الجزري (ت. 630هـ)، و"الروضتين في أخبار الدولتين" لأبي شامة المقدسي (ت. 665هـ)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (ت. 774هـ).

اهتم ابن الأثير بذكر التفاصيل التي سبقت المعركة، فبيّن شجاعة صلاح الدين عندما أصر على ملاقاة العدو، فقال لقادة جيشه بعد أن سمع مشورتهم: "الرَّأْيُ عِنْدِي أَنْ نَلْقَى بِجَمْعِ الْمُسْلِمِينَ جَمْعَ الْكُفَّارِ، فَإِنَّ الْأُمُورَ لَا تَجْرِي بِحُكْمِ الْإِنْسَانِ، وَلَا نَعْلَمُ قَدْرَ الْبَاقِي مِنْ أَعْمَارِنَا، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ نُفَرِّقَ هَذَا الْجَمْعَ إِلَّا بَعْدَ الْجِدِّ بِالْجِهَادِ".

واعتنى ابن الأثير في وصفه لأحداث المعركة بالإشارة إلى الدور الحاسم الذي لعبته خطة صلاح الدين في الاستيلاء على الماء: "وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ نَزَلُوا عَلَى الْمَاءِ، وَالزَّمَانُ قَيْظٌ شَدِيدُ الْحَرِّ، فَوَجَدَ الْفِرِنْجُ الْعَطَشَ، وَلَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ الْوُصُولِ إِلَى ذَلِكَ الْمَاءِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانُوا قَدْ أَفْنَوْا مَا هُنَاكَ مِنْ مَاءِ الصَّهَارِيجِ وَلَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ الرُّجُوعِ خَوْفاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَبَقُوا عَلَى حَالِهِمْ إِلَى الْغَدِ، وَهُوَ يَوْمُ السَّبْتِ، وَقَدْ أَخَذَ الْعَطَشُ مِنْهُمْ. وَأَمَّا الْمُسْلِمُونَ فَإِنَّهُمْ فِيهِمْ، وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَخَافُونَهُمْ، فَبَاتُوا يُحَرِّضُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَقَدْ وَجَدُوا رِيحَ النَّصْرِ وَالظَّفَرِ، وَكُلَّمَا رَأَوْا حَالَ الْفِرِنْجِ خِلَافَ عَادَتِهِمْ مِمَّا رَكِبَهُمْ مِنَ الْخِذْلَانِ، زَادَ طَمَعُهُمْ وَجُرْأَتُهُمْ، فَأَكْثَرُوا التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ طُولَ لَيْلَتِهِمْ...".

وحرص على التأكيد على عظم الانتصار الذي تحقق في حطين، فقال واصفاً إياه: "وَكَثُرَ الْقَتْلُ وَالْأَسْرُ فِيهِمْ، فَكَانَ مَنْ يَرَى الْقَتْلَى لَا يَظُنُّ أَنَّهُمْ أَسَرُوا وَاحِداً، وَمَنْ يَرَى الْأَسْرَى لَا يَظُنُّ أَنَّهُمْ قَتَلُوا أَحَداً، وَمَا أُصِيبَ الْفِرِنْجُ، مُنْذُ خَرَجُوا إِلَى السَّاحِلِ، وَهُوَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ إِلَى الْآنَ، بِمِثْلِ هَذِهِ الْوَقْعَة".

أما أبو شامة المقدسي فقد عمل على صياغة أخبار المعركة بأسلوب يغلب عليه الطابع الأدبي الذي يميل إلى استخدام المحسنات البديعية والقوالب الإنشائية، فكان مما قاله في وصف الانتصار: "فآتاهم الله النَّصْر الهني وَالظفر السّني وشفوا مِنْهُم حنين الحنايا وأدركوا فيهم منى المنايا وفازوا وظفروا وَقتلُوا وأسروا… وعادوا سَالِمين سالبين غَانِمِينَ غَالِبين فَكَانَت هَذِه النّوبَة باكورة البركات ومقدمة مَا بعْدهَا من ميامن الحركات".

وربط أبو شامة بين المعركة وسياقاتها الدينية التي صورتها باعتبارها حرباً بين الإسلام والكفر، وبالغ في هذا الربط لدرجة أنه شبه يوم حطين بليلة القدر، فقال: "وهيئت دركات النيرَان وهنئت دَرَجَات الْجنان وانتظر مَالك واستبشر رضوَان فَهِيَ لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر تنزل فِيهَا الْمَلَائِكَة وَالروح وَفِي سحرها نشر الظفر يفوح وَفِي صباحها الْفتُوح فَمَا أبهجنا بِتِلْكَ اللَّيْلَة الفاخرة...".

ولم ينسَ المؤرخ المقدسي أن يؤكد على ثبات وشجاعة السلطان، فقال واصفاً دوره المهم في أرض المعركة: "وَالسُّلْطَان رَحمَه الله قد وثق بنصر الله فَهُوَ يمْضِي بِنَفسِهِ على الصُّفُوف ويحضهم ويعدهم من الله بنصره المألوف ويغري المئين بالألوف وهم بمشاهدته إيَّاهُم يجيدون ويجدون ويصدون الْعَدو ويردون... وَلَو لم يكن لَهُ إِلَّا فَضِيلَة هَذَا الْيَوْم لَكَانَ متفردا على الْمُلُوك السالفة فَكيف مُلُوك الْعَصْر فِي السمو والسوم غير أَن هَذِه النّوبَة الْمُبَارَكَة كَانَت لِلْفَتْحِ الْقُدسِي مُقَدّمَة ولمعاقد النَّصْر وقواعده مبرمة محكمَة".

أما ابن كثير الدمشقي الذي صنف كتابه "البداية والنهاية" في القرن الثامن الهجري، فقد نقل أحداث المعركة عن ابن الأثير، ورغم أنه لم يورد الكثير من تفاصيل الحرب، إلا أنه قد أجمل وصفها بقوله: "كَانَتْ أَمَارَةً وتقدمة وإشارة لفتح بيت المقدس، واستنقاذه من أيدي الكفرة".

حطين في خطاب تيارات الإسلام السياسي

عملت تيارات الإسلام السياسي على استدعاء معركة حطين في خطابها الدعائي بصور شتى، إذ حرصت على الاستفادة من الزخم العاطفي الكبير الذي تثيره ذكراها في نفوس الجماهير.

على سبيل المثال، اعتبر مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، أن حطين كانت نقطة تحول رئيسة في التاريخ الإسلامي بأكمله. يذكر في رسائله أن الصليبيين كادوا أن يستأصلوا شأفة المسلمين "ولكن الله تبارك وتعالى لم يأذن بعد بانتصار الباطل على الحق، فاستطاعت مصر أن تجمع حولها فلول بعض هذه الدويلات وتقذف بهم في نحر الصليبيين بقيادة صلاح الدين، فتستعيد منهم بيت المقدس وتريهم كيف تكون الهزيمة في حطين".

في بيان لإذاعة صوت العرب، أثناء حرب 1967، جاء: "يا عرب، غربان إسرائيل تساقطت، غداً غداً لن تكون إسرائيل، سقطت طائرة إسرائيلية قرب حطين ومعنى هذا سقوط العدو في حطين، أسقطناهم بالأمس بقيادة صلاح الدين واليوم نسقطهم بقيادة عبد الناصر"

سنجد المنطق نفسه حاضراً في كتاب "لمحات من حطين" للكاتب الإسلامي محمد جلال كشك. يربط كشك بين الحملات الصليبية والاحتلال الصهيوني لفلسطين فيقول: "هذا الشبه بين الغزوة الصهيونية في القرن العشرين، والغزوة الصليبية في القرن الحادي عشر… شبه يلاحظه كل دارس للتاريخ، والمتتبعين لأهداف الغزوتين وطابعهما وأساليبهما". بحسب هذا التصور، يُعاد تجسيد البابا أوربان الثاني -الذي دعا للحملات الصليبية- في شخص تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، ويصبح المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م إعادة لمؤتمر كليرمونت عام 1095م، وفي السياق نفسه يُشبه الفاطميين بالحكام العرب الخونة الذين رضوا بتسليم فلسطين للعدو. يتناسى كشك جهود السلاجقة والزنكيين والفاطميين في قتال الصليبيين، وينظر إلى حطين باعتبارها الانتصار الأول، فيقول: "في حطين تقرر مصير الأرض، وقال التاريخ كلمته… لا بالنصر العسكري الساحق وحده… بل بانتصار الأمة على كل عناصر ضعفها، تخلصها من الأوهام حول طبيعة الغزاة، وتبينها قدرتها على المواجهة… ومن هنا تبرز حطين كقمة شاهقة في التاريخ، كإحدى المعارك المصيرية التي أبقت بلاد الشام عربية إلى الأبد، بل أبقت الوطن العربي كله عربياً".

وفي كتابه "صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس"، عمل الباحث الليبي علي محمد الصلابي على مقاربة انتصار حطين بشكل يغلب عليه الطابع الإعجازي-الغيبي، فنراه ينقل عن بعض الكتب "أن والدة السلطان صلاح الدين كانت تخبر أنها أتيت في نومها وهي حامل بالسلطان، فقيل لها: إن في بطنك سيفاً من سيوف الله تعالى". وهكذا يظهر نصر حطين بوصفه حدثاً بُشر به قبل وقوعه بسنوات طويلة.

من جهة أخرى، نقل الصلابي في كتابه عن العالم الهندي أبي الحسن الندوي دعوته لاستثمار العاطفة الدينية في الجهاد المسلح بالشكل الذي وقع في حطين. يقول الندوي: "خاطبوا المسلمين بلغة القرآن أيها الإخوان لا بلغة السياسة، أثيروا فيهم الحنان، والإيمان، بكلمة الجهاد، بكلمة الحنين إلى الشهادة، إنهم لا يزالون يحسنون فهم هذه اللغة، إنما كان سر سيطرة صلاح الدين على القلوب والأرواح في أنه فهم هذا السر، إن المسلمين لا يندفعون إلا بدافع الجهاد، فجمع تحت رايته الإيمانية أشتاتاً من القيادات، وضروباً وأنواعاً من الشعوب، واستطاع أن يوحد كلمة العالم الإسلامي الممزق المتشتت المنقسم على نفسه… إنما تملكون ثروة لا تملكها أميركا ولا تملكها روسيا، تلك ثروة الإيمان، تلك ثروة الإيمان الدافق، إن هذه الثروة موجودة ولكنها تحتاج إلى إثارة، تحتاج إلى تحريك، تحريك صادق مؤمن".

من جهته، بالغ الداعية الإسلامي الكويتي طارق السويدان في تقدير حجم القوى المتحاربة في حطين، وذلك حتى يظهر انتصار المسلمين في تلك المعركة على كونه حدثاً استثنائياً فريداً، نادر الحدوث. يقول السويدان في إحدى مقالاته: "غنم المسلمون الكثير في معركة حطين، وارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير، فقد انتصر (12) ألف مسلم على جيش جرار قوامه (63) ألف من الصليبيين، وأمر صلاح الدين أن تنصب له خيمة في حطين، فبات فيها مصلياً شاكراً لله رب العالمين".

على صعيد التيارات الجهادية، استُدعيت ذكرى حطين للتأكيد على قدرة المؤمنين على الوقوف ضد الطغاة الظالمين في كل عصر. يقول المفكر المصري محمد قطب في كتابه "لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة" إن "الذين غيروا ميزان الحرب في حطين تحت قيادة صلاح الدين لم يكونوا من ذلك الجيل الأول ‘الصحابة’... والذين هزموا الروس في أفغانستان وفي الشيشان لم يكونوا من الجيل الأول. والذين يحتملون ما لا يحتمل من ألوان التعذيب الوحشي في سجون الطغاة ويظلون مصرّين على عقيدتهم ليسوا من الجيل الأول... إنما هي ظاهرة تتكرر كلما وجد مؤمنون في الأرض، والدارس المسلم أولى الناس بأن يدخلها في دراساته النفسية، رضي ‘أهل الفن!’ أو أبوا، واعترفوا أو لم يعترفوا بالنتائج التي تصل إليها الدراسة".

عملت الذاكرة الصوفية -هي الأخرى- على الاستفادة من الزخم المرتبط بذكرى حطين، من خلال ربط المعركة بعدد من كبار الصوفية المعروفين في القرن السادس الهجري. على سبيل المثال قيل إن: صلاح الدين لما استنجد بالدولة الموحدية -التي حكمت المغرب والأندلس في تلك الفترة- قبل صراعه مع الصليبيين، فإن ألف صوفي مغربي استجابوا لندائه، فقدموا إلى المشرق تحت قيادة القطب الشهير أبي مدين الغوث (ت. 594هـ). وأكد الخطاب الصوفي أن أبا مدين فقد ذراعه في المعركة، وأنه أبلى مع أصحابه بلاءً حسناً، وأن صلاح الدين رد الجميل للصوفية فمنحهم وقفاً مخصوصاً في بيت المقدس، وهو الوقف المعروف باسم حارة المغاربة.

حطين في الخطاب العروبي والقومي

عملت التيارات العروبية والقومية على الاستفادة من الزخم المرتبط بانتصار حطين، وذلك من خلال إظهارها بوصفها المعركة التي ردت اعتبار الأمة العربية.

في بحثه المعنون "تطور الفكر الوحدوي عند محب الدين الخطيب" ينقل الدكتور مهند مبيضين عن الأديب السوري المعروف بدعمه لقضية العروبة محب الدين الخطيب دعوته لجمع الشعوب العربية على قضية واحدة. تظهر حطين هنا كبارقة الأمل التي يجب التجمع حولها. يقول الخطيب: "يا أمتي هيا بنا نغتسل جميعاً في مياه طبريا ونشهد تراب حطين على أن نتجرد من أدران اليأس القاتل والشهوات الخسيسة والأنانية الحقيرة".

شغلت معركة حطين مكانة كبرى في الوجدان الإسلامي قديماً وحديثاً باعتبارها إحدى أهم المعارك التي شهدها العالم الإسلامي عبر تاريخه الطويل، كما جرى توظيف تلك المعركة من قِبل العديد من التيارات العروبية والقومية المعاصرة

الربط بين انتصار حطين والقضية العربية ظهر على أوضح صورة في تموز/ يوليو سنة 1953، مع افتتاح إذاعة صوت العرب في ذكرى حطين. بعد عشر سنوات فحسب من ذلك، شارك الجيش المصري في إنتاج فيلم "الناصر صلاح الدين" والذي بدأت أحداثه بمعركة حطين. حاول صناع الفيلم أن يعقدوا حالة من حالات التماهي بين شخصيتي بطل حطين صلاح الدين الأيوبي والزعيم المصري جمال عبد الناصر. وبحسب ما ذكر مخرج الفيلم يوسف شاهين، شارك الجيش المصري في إنتاج هذا العمل من خلال توفيره للآلاف من المجندين.

وبرز اسم حطين في الخطاب الدعائي للدولة المصرية بالتزامن مع وقوع النكسة في 1967. كانت البيانات الإذاعية الصادرة عن صوت العرب تستعيد ذكرى الانتصار المدوي في حطين بينما تزف إلى الشعوب العربية أنباء النجاحات التي حققتها الجيوش العربية في ساحة المعركة ضد العدو الصهيوني. وجاء في بعض تلك البيانات: "يا عرب، غربان إسرائيل تساقطت، غداً غداً لن تكون إسرائيل، سقطت طائرة إسرائيلية قرب حطين ومعنى هذا سقوط العدو في حطين، أسقطناهم بالأمس بقيادة صلاح الدين واليوم نسقطهم بقيادة عبد الناصر"، بحسب ما ورد في كتاب "يوميات أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967-1970م".

رغم الهزيمة، بقيت حطين حاضرة في قلب الوجدان العربي المأزوم. في تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1969، عُرضت مسرحية "وطني عكا" للكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي للمرة الأولى على خشبة المسرح القومي. في أحد مقاطعها ورد اسم حطين في سياق التباكي والتحسر على أمجاد الماضي التليد:

يا حطين يا عزة أمجادي النبيلة

أيها البوق الذي يعزف في زهو يثير الكبرياء

يا نفيراً لم يزل يبعث في الأعماق إحساساً جليلاً بالإباء

يا انتصارات صلاح الدين يا راياته

أخفقن على أرض البطولة

البكائية ذاتها تكررت عقب وفاة جمال عبد الناصر. وقف الشاعر السوري نزار قباني سنة 1971م منشداً في ذكرى ميلاد عبد الناصر:

رفيق صلاح الدين... هل لك عودةٌ/ فإن جيـوش الروم تنهى وتأمرُ

رفاقك في الأغوار شدّوا سُروجَهم/ وجندك في حِطِّين، صلّوا.. وكبّروا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image