يتواصل لليوم الثالث على التوالي، في الكويت، الغضب الذي أثارته تغريدة داعمة لحقوق أفراد مجتمع الميم عين نشرتها السفارة الأمريكية في البلد الخليجي الذي لا يزال يجرّم المثلية. غضب رافقه الكثير من تعليقات الكراهية أو الهوموفوبيا (رهاب المثلية).
في 2 حزيران/ يونيو، نشر حساب السفارة الأمريكية في الكويت في تويتر صورةً احتفالية بشهر فخر المثلية، وعلّق عليها: "دفاعاً عن حقوق الإنسان لأفراد مجتمع الميم، قال الرئيس بايدن: ‘يستحق كلّ الناس الاحترام والكرامة والقدرة على العيش دون خوف بغض النظر عمن هم أو من يحبون‘".
غضب رسمي وشعبي
أثارت التغريدة غضباً واسعاً في صفوف الكويتيين، بمن فيهم نواب حاليون وسابقون في مجلس الأمة ومسؤولون وشخصيات عامة. من هؤلاء النائب السابق عبد الله فهاد الذي رأى في تغريدة السفارة بمثابة "استفزاز للشعب الكويتي" و"ترويج لأجندتها المنافية لقيم مجتمعنا وثوابته" و"عدم احترام لقوانين الدولة وأنظمتها".
طالبتها بـ"احترام القوانين والنظم السارية" محلياً… الخارجية الكويتية ترفض احتفاء السفارة الأمريكية بـ #شهر_الفخر، ومطالبات شعبية بحذف السفارة منشورها والاعتذار عن "استفزاز الشعب الكويتي"
أما النائب الحالي عبد الكريم الكندري، فقال إن دعم السفارة علناً للمثليين يعد "مخالفاً" للمادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، مطالباً إياها بحذف المنشور والاعتذار عنه.
وانتهز عضو مجلس الأمة، أسامة الشاهين، الفرصة لتحذير السفارات الأجنبية في البلاد بضرورة "احترام النظام العام للكويت ودينها الرسمي"، منتقداً سلوك السفارة الأمريكية "المرفوض" و"خروجها ‘المتكرر‘ عن أصول العمل الدبلوماسي". وحمّل وزارة خارجية بلاده مسؤولية عدم "وقف وضبط" هذا السلوك.
هذه المواقف الغاضبة التي دعمها تأييد شعبي واسع دفعت وزارة الخارجية الكويتية لاتخاذ موقف عاجل باستدعاء القائم بأعمال السفارة جيم هوليستايدر، واستنكار ما نشرته السفارة عبر حساباتها في مواقع التواصل من "إشارات وتغريدات تدعم المثلية".
أوضح بيان الخارجية الكويتية أن مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمريكتين بالإنابة نواف عبد اللطيف الأحمد التقى هوليستايدر وسلّم إليه مذكرة تؤكد رفض دولة الكويت لما نُشر وتشدد على ضرورة احترام السفارة للقوانين والنظم السارية في دولة الكويت والإلتزام بعدم نشر مثل تلك التغريدات التزاماً بما نصت عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
ويعاقب القانون الكويتي الرجال البالغين الذين ينخرطون في علاقات جنسية مثلية بالسجن سبع سنوات، وفق نص المادة 193 من قانون الجزاء الكويتي. والكويت هي واحدة من 69 دولة لا تزال تعاقب على السلوك الجنسي المثلي.
دبلوماسية تدعم المثلية؟
ولم تُنهِ خطوة الخارجية الكويتية باستدعاء القائم بأعمال السفارة الغضب الكويتي إزاء "دعم المثليين" في أراضي البلاد إذ يُصر البعض على ضرورة حذف السفارة تغريدتها وتقديم اعتذار عن نشرها، وهو ما لم يحدث.
في غضون ذلك، فجّرت شابة كويتية مزيداً من التعليقات المناهضة للمثلية بعد تحدّيها وزارة الخارجية بإعلان مناصرتها حقوق المثليين، زاعمةً انتماءها للمجتمع الدبلوماسي الكويتي.
"حتى المثليون يستاهلون حقوقهم الإنسانية"... الشابة الكويتية #أريام_معرفي تُثير ضجّةً بجواز سفر دبلوماسي، والخارجية تُكذّبها وتقول إنه "منتهي الصلاحية" وكان يخص والدها
في مقطع فيديو متداول على نطاق واسع، قالت الفتاة: "أنا اسمي أريام معرفي. أنا مرأة كويتية وأنا مؤمنة أنه كل إنسان يستحق حقوقه الإنسانية الأساسية وأنه يعيش بسلام وأمان. هذا علم المثليين (تمسكه وتلوح به) لأن حتى المثليين يستاهلون حقوقهم الإنسانية. وهذا جوازي الكويتي الدبلوماسي واللي مو عاجبه انقهروا على راحتكم".
وطلب مغردون غاضبون توضيحاً من وزارة الخارجية، وموقفاً مماثلاً لما اتخذ مع السفارة ضد أريام إن صحّت روايتها.
ونفت الخارجية الكويتية انتماء الفتاة للسلك الدبلوماسي، قائلةً إنها "ليست موظفة في وزارة الخارجية"، وإن "الجواز الدبلوماسي الذي تحمله منتهي الصلاحية وحصلت عليه عندما كان والدها يعمل في أحد المكاتب الفنية الخاصة بإحدى الجهات الحكومية والملحقة بالسفارة وانتهت مهامه وأُلغيت صلاحية جواز سفره وأسرته".
وفي حسابها الذي يتابعه نحو ستة آلاف شخص على انستغرام، تصف أريام نفسها بأنها "ناشطة" و"كويتية لاجئة في لندن".
بوجه عام، وتعقيباً على السجال الدائر في الكويت، اعتبر حساب "+Bidoon Liberation LGBTQ" المعني بقضايا أفراد مجتمع الميم عين من فئة "البدون" أو العديمي الجنسية، أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الكويتية التي تشدد من خلاله على ضرورة الالتزام بالقوانين المحلية التي تعزز من العنف والتهميش والإقصاء ضد مجتمع الميم عين بشكلٍ صارخ يصل إلى مرحلة القتل أحياناً والسجن والتعذيب غالباً، يؤكد أن هذه المنظومة السياسية تمارس هذه الاضطهادات إيماناً بطبيعة الممارسات الإجرامية الرجعية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ 12 ساعةأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 18 ساعةحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يومينمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com