شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
متّهم أيضاً بـ

متّهم أيضاً بـ"تلميع صورة الإمارات"... لمن يجمع أبو فَلَّة التبرعات؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 23 يناير 202207:44 ص

من غرفة زجاجية قرب برج خليفة العملاق، استمر اليوتيوبر الشهير حسن سليمان (أبو فَلَّة) في البث المباشر نحو 11 يوماً متواصلاً لجمع 10 ملايين دولار أمريكي لحملة "لنجعل شتاءهم أدفأ" التي تستهدف نحو 100 ألف أسرة لاجئة خلال موجة الصقيع الحالية. 

اليوتيوبر (24 عاماً) الذي يرفض المجاهرة بأصوله وبلده، على اعتبار أن المهم "أخلاقه والمحتوى اللي قاعد أقدمه" ويتابعه نحو 24 مليون شخص عبر يوتيوب وسبعة ملايين على انستغرام و950 ألفاً على تويتر، جمع أكثر من 11 مليون دولار أمريكي. ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول بث خيري مباشر متواصل، وحصد أكبر عدد من المتابعين لبث خيري أيضاً، قرابة 157 مليون متابع.

أين تذهب أموال التبرعات؟

لكن سُبُل إنفاق مبلغ التبرعات الضخم أثارت ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية خلال الساعات الماضية إذ صرّحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي نُفّذت الحملة بالتعاون معها، بأن "نصف هذا المبلغ سيخصص لدعم جهود المفوضية للوصول إلى العائلات اللاجئة والنازحة ومساعدتهم خلال الأشهر المقبلة".

فهم متابعون من تصريح المفوضية أن نصف الأموال سيذهب "مصاريف إدارية" أي رواتب لموظفي المفوضية ونفقات تشغيلية لبرامجها وما شابه، لا إلى اللاجئين مباشرةً. اتهم هؤلاء المفوضية باستغلال شهرة اليوتيوبر المعروف بأعماله الخيرية لجمع أكبر قدر ممكن من المال لموظفيها. واقترحوا أن يتغير اسم الحملة إلى "حملة دعم موظفي المفوضية" لا "حملة دعم اللاجئين".

بعد جمعه 11 مليون دولار لحملة #ندفئ_شتاء_100_ألف_أسرة… شكوك حول سُبُل إنفاق تبرعات #أبو_فلة و"رسالة من الشعب السوري"، وآخرون يصرون على أنه "أسطورة" و"نعم المؤثرين"

واعتبر مغردون غاضبون ذلك "استحماراً" للمتبرعين و"سرقة أموال بحجة التبرعات ومساعدة المحتاجين"، في حين سخر آخرون مرددين عبارات مثل: "أيها السادة المتبرعون: كان لنا شرف سرقتكم" و"ظلموا أبو فلة بنصبتهم هذه". واتفقكثيرون على أن أبو فلة "رجل طيب يحب الخير ومساعدة المحتاجين" و"قد تكون نيته سليمة لكن الأسلوب الذي اتبعه ليس صحيحاً بكل تأكيد".

على الجانب الآخر، نُظّمت حملات لدعم أبو فلة قادها مشاهير عرب مثل الفنان المصري محمد هنيدي، واصفينه بأنه "أسطورة" و"نعم المؤثرين".

إثر هذه الضجّة، غرّدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في محاولة لتوضيح تصريحها المثير للجدل: "كامل التبرعات التي نجح #أبو_فلة في جمعها لصالح العائلات المحتاجة عبر حملة ‘لنجعل شتاءهم أدفأ‘ ستُرصد للاجئين والنازحين والمحتاجين".

وأضافت أن نصفها الأول سيُنفق عبر برامج المساعدات للمفوضية والنصف الآخر من خلال شبكة بنوك الطعام الإقليمية. لكن التوضيح لم يقنع الكثيرين واستمر التشكيك في مصارف التبرعات مع دعوات للمقتدرين إلى التبرع للاجئين رأساً أو للجماعات المحلية الموثوق بها.

وقالت الناشطة السورية دارين العبد الله: "رسالة الشعب السوري لأبو فلة: كلنا نحبك ونشكرك شكراً جزيلاً على ما تفعل ونثمن جهودك ونقدر دموعك السخية لنصرة أهلنا في الخيام. لكننا نأسف أن الأموال التي تعمل على جمعها تذهب إلى الأمم المتحدة التي لم تكن أمينة لإيصالها لمستحقيها بل أن جزءاً منها يذهب إلى نظام بشار الأسد".

عمل خيري مُسيّس؟

لم يكن هذا الجدل الوحيد حول ما يفعله أبو فلة الذي انتقل، نهاية العام المنصرم، للإقامة في دبي وغادر الكويت للمرة الأولى في حياته، وفق قوله. وبات يُروَّج لنشاطه الخيري ضمن منجزات مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" وتحت شعار "الإمارات أرض الخير والعطاء"، وهذا ما أدى إلى التشكيك في صدق أهداف نشاطه الخيري منذ ذلك الحين.

انتقاله إلى دبي وانضواؤه تحت شعار "الإمارات أرض الخير والعطاء" وتصريحه "اعتنقنا الإنسانية ثم اعتنقنا الديانات"... أبو فَلَّة متهم بـ"تلميع صورة الإمارات" و"الكفر" وبإنكار "أصله الصومالي"

تُعرّف المؤسسة عن نفسها بأنها "مؤسسة تنموية مجتمعية إنسانية تهدف إلى صنع الأمل وبناء مستقبل أفضل للإنسان أينما كان". لكن ناشطين ومتابعين يرون أنها أداة لتلميع صورة القيادة الإماراتية، وبخاصة حاكم دبي الذي أُدين في مناسبات عدة بانتهاك حقوق الإنسان بما في ذلك حقوق أفراد عائلته.

وكانت الإعلامية والناشطة الفلسطينية منى حوا في طليعة الذين انتقدوا "استقطاب" الإمارات أبو فلة و"تسييس" عمله الخيري التطوعي. علماً أنها كانت من أكبر مشجعاته ومشجعيه في السابق.

في 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، كتبت منى: "أبو فلة إنسان جميل، قبل فترة جمع من غرفته في الكويت بـ28 ساعة مليون دولار تبرعّات للاجئين. استقطبته الإمارات ووضعته في غرفة زجاجية تحت برج خليفة لذات الهدف، سريالية بائسة. بعد 48 ساعة لم يُكمل حتى مليون من أصل 10! ربما تتدخل الإمارات لإنقاذ الحرج، لكن يبقى زيف دبي يبعد الناس ولا يجمعهم".

وأردفت: "كل شيء جميل قادرة السلطة في الإمارات على إفساده وتحويله لشيء مبتذل، حتى فعل الخير البسيط... تحت برج خليفة تبرعات للاجئين؟ في دبي؟ دبي؟".

وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية كانت قد تبرعت بمليون و100 ألف دولار للحملة. وظهر أبو فلة وهو يرتدي وشاحاً إماراتياً ووضعت خلفه صورة حاكم دبي وتم توجيه الشكر له على مبادراته السخية.

وفي تعقيبه على مبلغ تبرع من مواطن عربي مسيحي خلال البث المباشر، قال أبو فلة: "هذه الحملة هي حملة إنسانية. اعتنقنا الإنسانية ثم اعتنقنا الديانات". وهو ما أدى إلى العديد من التعليقات الغاضبة التي تصمه بـ"الكفر" أيضاً.

واتهم بعض الكويتيين، في تعليقات عبر تويتر، اليوتيوبر الشاب بالتنصل من "أصله"، قائلين إنه صومالي ولا يحمل الجنسية الكويتية، مطالبين السلطات في بلدهم بالتدخل لتبيان الحقيقة ووقف وصفه بـ"اليوتيوبر الكويتي".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image