انتشرت صور لكتب مدرسية جرى توزيعها على المدارس، ومديريات التربية، في مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب، لطلاب مرحلة الصف الأول الابتدائي، عن السيرة النبوية، تحوي صوراً مسيئةً إلى نبي الإسلام محمد، وهو ما أثار غضباً بين الأهالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن هناك دعوات انتشرت بين الأهالي لحرق الكتب التي جرى توزيعها، والتي عدّوها مسيئةً إلى السيرة النبوية، كونها تحوي صوراً لشخص يرتدي بدلة زفافه، برفقة زوجته المكشوفة الرأس، وأسفل الصور كتابات عن السيرة النبوية.
وحسب مصادر المرصد السوري، فإن قوات تابعةً لـ"الجيش الوطني"، و"الشرطة العسكرية" المعارضة، "بدأت بعمليات دهم وبحث عن مصادر الكتب، بهدف مصادرتها من مديريات التربية، والمدارس، قبل توزيعها على بقية الطلاب، ضمن مناطق سيطرتها".
أطلق ناشطون سوريون حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاغ "إلا رسول الله التعليم في المحرر"، مطالبين بالتحقيق في الواقعة
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر جمع كمية كبيرة من الكتب، وحرقها في أحد الشوارع التي قالوا إنها في مدينة الباب الخاضعة لقوات درع الفرات، الموالية لتركيا.
وأطلق ناشطون سوريون حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاغ "إلا رسول الله التعليم في المحرر"، مطالبين بالتحقيق في الواقعة، ودعوا إلى تنظيم وقفات احتجاجية تندّد بسوء إدارة ملف التربية والتعليم.
"حكومتنا المحسوبة على الثورة، تدار من طهران، وتضع في منهاجها اسم ‘البحر الفارسي بدل الخليج العربي’، وتسيء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجته"
وغرّدت الناشطة السورية دارين العبد الله: "حكومتنا المحسوبة على الثورة، تدار من طهران، وتضع في منهاجها اسم ‘البحر الفارسي بدل الخليج العربي’، وتسيء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجته. يجب إقالة الحكومة المؤقتة... في انتظار رأي شعبنا لنرى. إذا صمتنا هذه المرة، فلا داعي للغضب عندما يتم بناء الحسينيات، ورفع صور قاسم سليماني في المحرر".
ونفت الحكومة السورية المؤقتة، في بيان، أي علاقة بكتاب السيرة النبوية الذي أثار غضب الأهالي، مؤكدةً أن الكتب المدرسية المعتمدة لديها هي من طباعة مؤسسة قطر الخيرية، وممهورة بخاتم الحكومة، وأشارت إلى أنه "لا توجد مادة باسم السيرة النبوية في المنهاج المعتمد من قبلها".
وأشار العديد من المختصين في قطاع التعليم السوري، إلى أن الكتب جرت طباعتها في مراكز تابعة لوزارة التربية والتعليم التركية، مثل مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث.
وروى الأكاديمي السوري المعارض، فاتح شعبان، أنه "تمّت دعوته منذ عام تقريباً من قبل ما يُسمّى بـ"مركز الاستشراف" في إسطنبول، للمشاركة في إعداد مناهج دراسية للمناطق المحررة، لكني رفضت لعدم وجود أي جهة سورية تشرف على المنهاج، والأمر منوط فقط بمركز الاستشراف".
المركز المسؤول عن طباعة الكتاب أكد أن الرسوم ليست من أحداث السيرة، ولا تعبّر عنها، ودعا إلى سحب الكتب فوراً، لمعالجة الأمر
وأضاف في منشور على صفحته فيسبوك: "رفضت المشاركة رفضاً مطلقاً، على الرغم من المغريات المادية، وكذلك فعل العديد من الزملاء الأكاديميين الحريصين على التعليم في المناطق المحررة، ووقع في الفخ -أو أوقع نفسه- كل شخص لا يحمل أي قيم ثورية، أو يجهل خطورة ما يجري... واليوم ظهرت نتائج هذا المنهاج في منطقة الباب".
وأصدر المركز المسؤول عن طباعة كتاب السيرة النبوية، بياناً أكد فيه أن الرسوم ليست من أحداث السيرة، ولا تعبّر عنها، ودعا إلى سحب الكتب فوراً، لمعالجة الأمر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...