أعلنت مكتبة "تنمية" يوم الأحد الماضي عن طرح رواية "تشيللو" لرئيس هيئة الترفيه بالسعودية، تركي آل الشيخ، بسعر 16 جنيهاً، أي ما يعادل دولاراً واحداً.
وقد أعلنت تنمية عن الرواية على صفحتها بفيسبوك، ما أثار جدلاً كبيراً بين القراء، وصل إلى حذف المنشور تماماً. ولكن صفحة تركي آل الشيخ الرسمية على فيسبوك عرضت "سكرين شوت" لإعلان "تنمية".
وقد طرحت رواية "تشيللو" لأول مرة في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أقيم في الفترة بين 1 إلى 10 أكتوبر الحالي، ويُذكر أن الرواية هي العمل الأدبي الأول لتركي آل شيخ.
جدل كبير أثير حول الرواية، ومن بين جوانبه اندهاش بسبب ثمنها الزهيد، خاصة مع ارتفاع سعر الكتاب بعد تعويم سعر الجنيه المصري في نوفمبر 2016، كما أن رواية "تشيللو" منشورة بدار "ذات السلاسل" الكويتية، ما يعني أن الرواية قادمة من دولة عربية، ويُضاف إليها تكاليف الشحن.
أعلنت مكتبة "تنمية" عن طرح رواية "تشيللو" لرئيس هيئة الترفيه بالسعودية، تركي آل الشيخ، بسعر 16 جنيهاً، أي ما يعادل دولاراً واحداً، وهو ما أثار جدلاً كبيراً بين القراء، وصل إلى حذف المكتبة للمنشور من صفحتها
وقد كان سعر الدولار بـ8 جنيه مصري قبل التعويم، أما بعد القرار الرسمي فقد وصل إلى الضعف، ووصل في 2016 إلى 19 جنيهاً، وفي الوقت الحالي استقر عند 15 جنيهاً.
في البداية استغرب شريف بكر ، صاحب دار نشر "العربي"، ثمن الرواية المُعلن عنها، لكنه أحال السبب لاحتمال أن تكون الرواية مدعومة من قِبل تركي آل شيخ الذي لا يهتم بالربح، فقد ذكر بكر في حديثه أن رواية "تشيللو" أرجعته لمذكرات الأمير السعودي الوليد بن طلال التي نُشرت عام 2005، بعنوان "الوليد: الملياردير، رجل الأعمال، الأمير"، وقتها أعلنت عنه مكتبة "مدبولي"، وكان سعر الكتاب زهيداً أيضاً، "هو مش بيكون همه الربح أد ما عايز الناس تقرأ"، وقد وصف بكر الرواية بأنها ليست مشروع كتاب ولكنها مشروع تسويقي للشخص نفسه، "لو عليه فهو عايز يوزعها ببلاش".
وفي تغريد كتبها تركي آل الشيخ على حسابه الرسمي بموقع تويتر عن طباعة 20 ألف نسخة جديدة من "تشيللو" لتوزيعها في الدول العربية، وأن دار "ذات السلاسل" قد طلبت منه طباعة 10 آلاف نسخة إضافية، وفي تغريدته أشار إلى إعلان الدار نفسها عن نفاد نسخ الرواية بمعرض الرياض الدولي للكتاب.
"يكتب أدب بس ما يتقريش"
"التقفيل فخم، الغلاف سميك جداً وخامته شبه الشمواه، حتى صفحات الورق من الداخل مصنوع بجودة عالية، كما أن الرواية تحتوي على رسومات جمالية"
يتفق أحمد دنيا، مؤسس مكتبة مبتدأ للنشر والتوزيع، مع العربي في رأيه، ويؤكد على أن التفسير المُحتمل لسعر الرواية الزهيد هو كونها مدعومة بالفعل، ويُضيف دنيا أن دار "ذات السلاسل" لا تُصدر روايات بسعر قليل، "وأقل كتاب عندها بتمانية دولار"، وقد تواصلت مع دار "ذات السلاسل" الكويتية كقارئة تسأل عن سعر الرواية، ردّت الدار عبر واتساب بأن سعر الرواية هو 0.350 فلس.
ويرى دنيا أن رواية "تشيللو" ليست مهمة للقارئ المصري حتى وإن كان ثمنها زهيداً وحتى "لو تم توزيعها مجاناً في مصر".
تفاعل القراء المصريين بالنسبة لرواية "تشيللو" اختلف، بينما حملت أرجاء فيسبوك سُخرية حالما أعلنت مكتبة "تنمية" عن طرح الرواية، وهناك رفض من بعض القراء لقراءتها، مثلما قال هاني محمود: "النوع ده من الروايات ميتقريش وحتى لو كان ببلاش"، على العكس منه كان الكاتب أحمد الزيني.
ففي الأربعاء الماضي اتجه الكاتب أحمد الزيني إلى سور الأزبكية، وفيما كانت عيناه تلتقطان عناوين الكتب المعروضة، لفت نظره نزول مجموعة كبيرة من نسخ رواية "تشيللو"، كان على ما يبدو أنها وصلت حديثاً إلى سور الأزبكية: "لقيت الباكيتات مقفولة ولسة بتبتدي تترص"، تردد الزيني قليلاً هل يشتريها أم لا، وحينما أخبره البائع بأن سعرها 25 جنيهاً لم يتردد لحظة، "كان عندي فضول أقراها وتقريباً كنت أول واحد يشتريها".
في البداية، اعتقد الزيني أن الرواية غير أصلية مثل كثير من الكتب الموجودة بسور الأزبكية، لكنه ما إن وصل لمنزله وفتح الكتاب اندهش من جودة الطباعة، "التقفيل فخم، الغلاف سميك جداً وخامته شبه الشمواه"، يصف الزيني حال الرواية، ويُكمل أن حتى صفحات الورق من الداخل مصنوع بجودة عالية، كما أن الرواية تحتوي على رسومات جمالية، من هنا تأكد الزيني أن الرواية هي نسخة أصلية وليست مضروبة.
تعتبر رواية تركي آل الشيخ من أرخص الروايات المباعة في مصر الآن، لم يُعلن عن سعر مثل هذا في سوق النشر بمصر لرواية شهيرة، خاصة مع قرار التعويم الذي رفع من سعر مستلزمات الورق والطباعة
وقد وصل الزيني في قراءته لثلث الرواية حتى الآن، وقد تفاجأ في بدايتها أنها رواية رعب، وليست ذات طابع رومانسي كما اعتقد، وتحكي الرواية عن آلة تشيللو مسكونة بروح، وتنتقل الرواية من إيطاليا إلى الرياض، وما جعل الزيني يتوقف قليلاً عن قراءتها أنها تصف الرياض كمدينة مُتقبّلة للاختلاط بين الجنسين، "ودا غريب بالنسبالي، لأني عشت في الرياض سنين طويلة ومفيهاش الاختلاط ده"، داخل الرواية يستعرض الكاتب العلاقة بين شاب وفتاة داخل الجامعة، على حد قول الزيني، وتعجب الكاتب الشاب من صناعة عالم متخيل مثل ذلك غير موجود في الواقع.
وإلى الآن فإن انطباع الزيني عن الرواية جيد "كتجربة جديدة بسبب شكل الرواية الفخم واللوحات الفنية اللي جوة الصفحات"، كما أن أسلوب السرد يمتاز بالجودة "وفيه تشبيهات كويسة"، ويقل فيها الحوار.
وفي سؤال الزيني عن اختلاف سعر الرواية بين سور الأزبكية والمكتبات المصرية، فسر الأمر أنه ربما يكون بائع الأزبكية رفع السعر حتى يحقق هامش ربح، "وكان لسة ميعرفش هتنزل في المكتبات المصرية بكام"، وأضاف الزيني أن سعر الرواية الزهيد يعني أن كاتبه قد تخلى عن مكاسبه من بيع الرواية، "ممكن تكون متوزعة ببلاش، أنا ككاتب لو عندي الإمكانيات المادية هعمل كدا، عشان الناس تقرا".
تعتبر رواية تركي آل الشيخ من أرخص الروايات المباعة خارج دور النشر الحكومية، لم يُعلن عن سعر مثل هذا في سوق النشر بمصر لرواية شهيرة، خاصة مع قرار التعويم الذي رفع من سعر مستلزمات الورق والطباعة، فبعدما كان طن الورق قبل التعويم بحوالي 5000 جنيه مصري، أصبح بحوالي 17 ألف جنيه، كما يقول أحمد دنيا.
تفاعل القراء المصريين بالنسبة لرواية "تشيللو" اختلف، بينما حملت أرجاء فيسبوك سُخرية حالما أعلنت مكتبة "تنمية" عن طرح الرواية، وهناك رفض من بعض القراء لقراءتها، مثلما قال هاني محمود: "النوع ده من الروايات ميتقريش وحتى لو كان ببلاش"، على العكس منه كان الكاتب أحمد الزيني
تعويم الجنيه
وفي رأي دنيا، فإن التعويم له جوانب أخرى ليست سلبية، حيث أن حركة الترجمة نشطت داخل مصر كبديل عن شراء حقوق الكتاب المترجم من الدول العربية، "وبقالنا حصة في السوق العربي، تحديداً داخل المعارض العربية"، وبدلاً من الاعتماد على دور النشر العربية خاصة اللبنانية، "ورغم أن هامش الربح للناشر بيكون أعلى مع الكتاب العربي، لكن بعد التعويم بقى السؤال هل القارئ المصري هيشتري الكتاب ولا لا".
وبخلاف رواية تركي، فإن سعر الكتاب العربي داخل مصر ارتفع ثمنه بعد التعويم، "يعني لو كتاب بـ80 جنيه سعر بيوصل لـ200 جنيه"، ويُذكر أن الكتب مُعفاة من ضريبة الجمارك، ولا تتحمل الكتب سوى تكلفة رسوم الشحن وضريبة القيمة المضافة على السلع المستوردة مثلها مثل أي طرد قادم من الخارج.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع