شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"أرقام" موسم الرياض2 تحيّر سعوديين… هل كان إنفاقها على التعليم والصحة أفضل؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 9 أكتوبر 202103:24 م

نحو ستة مليارات ريال سعودي (حوالى مليار ونصف المليار دولار أمريكي) جنتها المملكة العربية السعودية من فعاليات "موسم الرياض" في نسخته الأولى التي أنفقت عليها 3.1 مليار ريال (أقل بقليل من مليار دولار)، وفق ما أعلنه رئيس الهيئة السعودية العامة للترفيه المسؤولة عن الموسم، تركي آل الشيخ.

وكانت هيئة الترفيه قد أطلقت "موسم الرياض" للمرة الأولى عام 2019، واستمر من تشرين الأول/ أكتوبر ذاك العام حتى كانون الثاني/ يناير عام 2020.

ويأتي الاهتمام بـ"صناعة الترفيه" ضمن إستراتيجيات تطوير المملكة وفي إطار محاولات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تغيير صورة المملكة عالمياً من بلد متشدد إلى باد أكثر انفتاحاً على الغرب.

وبعدما كان شعار "موسم الرياض" في نسخته الأولى "تخيّل"، أصبح شعار النسخة الثانية التي أطلقت قبل أيام "تخيّل أكثر". رأى منتقدون لسياسة الترفيه السعودية أن "تخيّل أكثر يعني أنفق أكثر"، قائلين إن تطوير الخدمات العامة الحيوية كالصحة والتعليم ودعم العاطلين "أولى" بهذه الأموال.

حجم إنفاق غير معلن

لم يعلن آل الشيخ عن حجم نفقات الحكومة وأرباحها من موسم الرياض في نسخته الأولى إلا الجمعة 8 تشرين الأول/ أكتوبر. لكنه لم يفصح عن حجم الإنفاق المتوقع على النسخة الثانية حين سُئل عن ذلك.

"تخيّل أكثر يعني أنفق أكثر"... سعوديون ينتقدون إنفاق المليارات على #موسم_الرياض2 الترفيهي، قائلين إن التعليم والصحة ودعم العاطلين أولى بهذه الأموال، وأنصار "السعودية الجديدة" يردون بأن "زمن الصحوة انتهى"

"الأرقام" الوحيدة التي أفرج عنها آل الشيخ من موسم الرياض2 هي أنه سيتضمن 7500 فعالية في 14 منطقة وعلى مساحة 5.4 مليون متر مربع، بما في ذلك 350 عرضاً مسرحياً، و18 مسرحية عربية، وست حفلات غنائية عالمية، و70 حفلاً غنائياً عربياً، و10 معارض عالمية، و100 تجربة تفاعلية، ومباراة مصارعة حرة، ومباراة عالمية (لكرة القدم)، وتدشين 200 مطعم، و70 مقهى.

لكنه حين سُئل عن "الأرقام المتوقعة" للإنفاق على الفعاليات تلعثم وقال: "الحمد لله. الرقم مو مو مو كبير مقارنة بالإنجازات. يعني أنا أحب أتحفظ شوي عن الإفصاح عن الأرقام".

في أحد "بوسترات" الموسم، ظهرت مجموعة من لاعبي فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، في إشارة على ما يبدو إلى أن الفريق سيكون طرفاً في المباراة العالمية المزمع استضافتها في الرياض. لكن نجم الفريق الفرنسي، اللاعب الأرجنتيني الأشهر في العالم، ليونيل ميسي، على البوستر الدعائي الرئيسي للموسم الثاني من موسم الرياض كان مفاجئاً وصادماً للكثيرين.

في شباط/ فبراير الماضي، وعقب تقارير حول مساعٍ سعودية للاتفاق مع ميسي على أن يكون وجهاً دعائياً للسياحة السعودية، وجه أهالي معتقلي رأي في البلاد مناشدة للاعب بألا يتورط في "التبييض الرياضي" و"غسل سمعة مدفوع" للمملكة.

آنذاك، أشارت تقارير إعلامية إلى أن العرض المغري لميسي كان سبعة ملايين دولار. ويعدّ هذا -إن صح- مؤشراً آخر إلى ارتفاع نفقات موسم الرياض، باعتبار أن المباراة العالمية وحدها ستضم نجوماً عالميين مثل كيليان إمبابي ونيمار.

منتقدون يقولون إن #مقاطعة_موسم_الرياض واجبة من أجل "الحفاظ على سمعة بلدنا، وهوية المجتمع، وأخلاق الشباب، وإيقاف العبث بالمال العام، وحماية بلدنا من الانحلال لأن محتوى الموسم هابط ومنحط"، وآخرون يرون أنه "استثمار كبير" للدولة

"مقاطعة موسم الرياض"

وعبر وسمي #تركي_ال_الشيخ و#مقاطعه_موسم_الرياض، تداول مغردون منشوراً دُوّن فيه: "أليس بالأولى أن تُصرف أموال الشعب وضرائبه لتحسين المدارس والمستشفيات ودعم العاطلين بدلاً من إعطائها لمغنيين وراقصات؟". واعتبر معلقون أن موسم الرياض "فُرض علينا فرضاً".

وقال هؤلاء إن مقاطعة موسم الرياض واجبة من أجل "الحفاظ على سمعة بلدنا، وهوية المجتمع، وأخلاق الشباب، وإيقاف العبث بالمال العام، وحماية بلدنا من الانحلال لأن محتواه هابط ومنحط".

ورد أنصار خطط تطوير المملكة على هذه الدعوات، قائلين إن "مدارسنا أفضل مدارس… ومستشفياتنا فيها أفضل كوادر"، ووصفوا مثل هذه الانتقادات بـ"التخلف"، مشددين على أن "زمن الصحوة انتهى".

وسخر أحدهم: "قاطع. لا تحضر واقعد في البيت. وإلا اعتكف في مسجد طوال موسم الرياض".

ونبه فريق منهم إلى أن فعاليات موسم الرياض عبارة عن "استثمار كبير" يعود بالنفع على الدولة، مدللين على حجتهم هذه بأن الشركات العالمية الكبرى تقبل على المشاركة فيه.

ورداً على دعوات دعم العاطلين، قال معلقون إن الموسم الأول وفّر نحو 35 ألف وظيفة مباشرة و17 ألف وظيفة غير مباشرة وجلب للبلاد أكثر من 11 مليون زائر. 

يشار إلى أن هيئة الترفيه تأمل أن يحقق الموسم الثاني نحو 20 مليون زائر، وهذا من شأنه أن ينشط السياحة في البلاد.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image