شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
لماذا لم نر شخصية مبارك على الشاشة؟... بعد أن شاهدنا فاروق ونجيب وناصر والسادات

لماذا لم نر شخصية مبارك على الشاشة؟... بعد أن شاهدنا فاروق ونجيب وناصر والسادات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 23 يوليو 202102:39 م

حين سألوا النجم الراحل أحمد زكي عن إمكانية تقديمِه لسيرة الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك على الشاشة، أكد أنه يحلم بتقديم عمل فني يتناول الضربة الجوية التي قادها مبارك خلال حرب العاشر من أكتوبر عام 1973، غير أن حلم زكي الذي سبق وقدم سيرة ذاتية للرئيس جمال عبد الناصر في فيلم "ناصر 56"، ومحمد أنور السادات في فيلم "أيام السادات"، بقي مجرد حلم، خصوصاً بعد أن رحل "الإمبراطور" في 2005، وبعد أن جسد سيرة ذاتية للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في فيلم "حليم"، والذي عُرض تحت عنوان "أسطورة يجسدها أسطورة".

زكي لم يكن الوحيد الذي كشف عن تلك الرغبة، فهناك أيضاً نجوم آخرون عبروا عنها، ومنهم خالد الصاوي الذي أشار في تصريحات سابقة له أن شخصية مبارك ثرية من الناحية الفنية، وتقديمها في عمل فني سيكون أمراً هاماً، لأنه ترك أثراً كبيراً في تاريخ مصر التي استمرّ في حكمها نحو 30 عاماً، كما أنه لا ينسى أحدٌ تأثيره في محيطه العربي، بحسب قوله.

نفس الحال تكرر مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، الذي أكد  موافقته على تجسيد شخصية الرئيس الأسبق حسنى مبارك غير أنه وضع شرطاً وحيداً لإتمام العمل، وهو أن يدور حول علاقة الأب بابنه، وكيف تسبب هذا الابن في ضياع أبيه. وأضاف الفخراني أن التحقق من أمر كهذا ومن حقائق أخرى كثيرة، يحتاج إلى التروي والتدقيق وهو ما يعني أنه سيحتاج وقتاً طويلاً ليتأكد من كلّ ذلك.

كما أعلن الفنان حسن يوسف موافقته على تقديم شخصية مبارك، وقال: "ما المانع من تجسيد شخصية الرئيس مبارك طالما أن الشخصية مكتوبة بشكل جيد وبدون تدخل أو تحيز، فالفنّ فنّ ومبارك بالنسبة لأي فنان سيجسّد شخصيته هو دور في فيلم."

"أتوقع أن تظلّ شخصية الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك عصية على التجسيد في الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية، لأنها ربما تكون مختلفة عن سابقيه من الناحية الكارزماتية والفنية"

والآن يبقى السؤال منطقياً، مع كل تلك الأمنيات لنجوم كبار، لماذا لم تظهر شخصية مبارك في عمل فني على الشاشة؟

الكاتب محمد الشماع يجيب لرصيف22 ويقول: "أتوقع أن تظل شخصية الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك عصية على التجسيد في الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية، لأنها ربما تكون مختلفة عن سابقيه، عبد الناصر والسادات، من الناحية الكارزماتية والفنية، وأتصور أن تجسيده في عمل يرصد قصة حياته لن يكون جيداً من الناحية الدرامية، بل المناسب في حالة مبارك هو تجسيد لحظة مهمة وفارقة في مشواره، مثل لحظات التنحي عن الحكم التي تلت ثورة 25 يناير 2011، أو لحظة وجوده أول مرة في قفص الاتهام، أو حتى لحظة تعرضه للاغتيال في أديس أبابا."

وتابع الشماع: "هناك أمر آخر يقوض هذه المسألة وهي الزمن، فالرئيس الراحل توفي في 2020، ولذلك من الصعب جداً خروج عملٍ عنه بعد هذا الوقت البسيط من الوفاة، فتجسيد لقطة من حياة عبد الناصر وهي لحظة التأميم في (ناصر 56) للمخرج محمد فاضل، خرجت للنور بعد أكثر من ربع قرن من الوقت، وكذلك تجسيد الراحل أحمد زكي لشخصية السادات في فيلم (أيام السادات) للمخرج محمد خان خرج إلى النور بعد 20 سنة من رحيل الزعيم المصري".

واختتم: "نقطة أخيرة تُصعِّب المسألة، وهي عدم وجود ممثّل موهوب مثل الراحل أحمد زكي الذي استطاع أن يجسد شخصيتي عبدالناصر والسادات في فيلمين، وبطريقة أداء مختلفة تناسب كل شخصية."

فيما قال الناقد الفني أندرو محسن إن تناول السيرة الذاتية للرئيس مبارك يعد أمراً شائكاً وحساساً جداً، وتابع لرصيف22: "مثلاً عندما أقدموا على عمل مشروع عن عبدالحليم حافظ كان هناك جدل كبير حوله واعترض الورثة عليه، فأغلب هذه النوعية من الأعمال تعطي صورة مثالية عن الشخصية، فكيف سيكون التعامل مع شخصية مثل مبارك؟ أتصور أنه من سيقدم على هذه الخطوة سيحتاج إلى الكثير من الوقت ليعرف ما الذي سيقدمه عنه تحديداً، هل سيقدم جزءاً من حياته فقط؟ هل سيظهره بصورة مثالية؟ لذا أرى أنه موضوع حساس للغاية."

وأكد الناقد الفني رامي عبد الرازق، لرصيف22 أن كتابة عمل عن مبارك وتقديمه في الوقت الحالي وربما على مدى سنوات أخرى أمر صعب. واتفق معه الناقد رامي المتولي، الذي قال: "من الصعب أن نرى شخصية مبارك في عمل فني على الشاشة، خاصة بعد ما جرى في يناير 2011، فكان من الممكن وجود عمل أثناء وجوده في الحكم، ولكن بعد وفاته أصبح الموضوع في غاية الصعوبة، والحل الوحيد الذي يمكن أن يجعل الجمهور يتقبل عملاً كهذا أن يظهر مبارك بشكل حقيقي؛ إنسان يخطئ ويصيب، وليس ملاكاً كما اعتدنا عليه في تقديم السير على مرّ العصور."

بينما يقول المخرج محمد عبدالمنعم إن هناك عدداً من العوامل التي تقف حائلاً دون تقديم أي سيرة ذاتية وليست فكرة عمل عن مبارك فقط، لأن تجارب كتلك تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، وفترات طويلة جداً في تصويرها حتى تخرج بالشكل المناسب، كما أنها ستحتاج إلى ممثلين من نوع خاص، وفى هذا التوقيت لا أجد من يصلح لتجسيد شخصية مثل شخصية مبارك.

وتابع لرصيف22: "أعمال السير الذاتية أصلاً لم تعد تحظى بالقبول لدى الجمهور، الذي عادة ما يقارنها بعضاً ببعض، رغم أن كل تجربة لها ظروفها وملابساتها، ولكن إجمالاً، وإن أردتم إجابة واضحة على هذا السؤال، فأنا أعتقد أن شخصية الرئيس الراحل مبارك لن تجد لها مكاناً على الشاشة."

يؤكد البعض أن مبارك منع عرض فيلم "وداع في الفجر"، لمدة 30 عاماً، بسبب ظهور مبارك في مشهدين من الفيلم بشخصيته الحقيقية

ورغم تجسيد أغلب شخصيات الزعماء والرؤساء المصريين، بداية من الملك فاروق ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر وانتهاءً بالرئيس محمد أنور السادات، إلا أن شخصية مبارك ظلت بعيدة عن تلك الأعمال، حتى أن البعض أكد أن مبارك منع عرض فيلم "وداع في الفجر" الذي لعب بطولته الفنان كمال الشناوي، وذلك لمدة 30 عاماً، بسبب ظهور مبارك في مشهدين من الفيلم بشخصيته الحقيقية، حيث جسد دور قائد سرب طيران يوجه التعليمات لأحد الطيارين، والذي لعب دوره كمال الشناوي.

وسبق ونشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، ما يفيد تأجيل مشروع فيلم "الضربة الجوية" إلى أجل غير مسمى. وقالت إنه كان من المقرر أن يتولى "جهاز السينما" قبل انطلاق أحداث يناير من عام 2011، تحويل قصة "حدث في أكتوبر" للكاتب صلاح قبضايا إلى عمل سينمائي، وطلب ممدوح الليثي من الكاتب عاطف بشاي أن يتولى كتابة السيناريو والحوار الخاص بالفيلم.

وبحسب وكالة الشرق الأوسط أيضاً، فقد كان من المقرر أن يقوم الفنان محمود حميدة بتجسيد شخصية الرئيس محمد حسني مبارك على أن يجسد الفنان خالد الصاوي شخصية الرئيس محمد أنور السادات، لكن مع تنحي مبارك في 2011 قرر جهاز السينما تأجيل الفيلم إلى أجل غير مسمى.

يؤكد البعض أن مبارك منع عرض فيلم "وداع في الفجر"، لمدة 30 عاماً، بسبب ظهور مبارك في مشهدين من الفيلم بشخصيته الحقيقية


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard