شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
32 شابّاً/ة مبدعاً يُحدِثون تغييراً إيجابياً في المنطقة العربية

32 شابّاً/ة مبدعاً يُحدِثون تغييراً إيجابياً في المنطقة العربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 28 يوليو 202111:00 ص

لم يكن الإبداع الحق في يوم صنيعة المؤسسات الحكومية ولا يأتي عبر توصيات واجتماعات وأوامر. كان دوماً ابن المبادرات الفردية المتخفّفة من عبء الوصايا والتعليمات.

حالياً، تعمل مجموعة مؤلّفة من 32 شابّاً/ة مبدعاً/ة، وعدد من الهيئات من سبعة بلدان عربية، على ردم الهوّة بين الثقافة والمواطنة والسياقات المحلّية، بدعم من برنامج "ثقافة داير ما يدور" الإقليمي الذي يشترك في تمويله الاتحاد الأوروبي.

يهدف أحد مكوّنات البرنامج، الذي يحمل عنوان "مبادرات ثقافية ومدنية يقودها الشباب" والذي انطلق رسمياً في نيسان/أبريل 2021، لتعزيز الوصول إلى الثقافة وإحياء الحوار بين الثقافات، عبر مشاريع فنّية مجتمعية قائمة على مبدأ التعاون ومنسجمة مع السياق الاجتماعي.

تعمل مجموعة مؤلّفة من 32 شابّاً/ة مبدعاً/ة وعدد من الهيئات من سبعة بلدان عربية، على ردم الهوّة بين الثقافة والمواطنة والسياقات المحلّية، من خلال مشاريع فنية متعددة منسجمة مع السياق الاجتماعي

تعزيز منظومة حيوية ثقافية

مع استلام أكثر من 377 طلباً خلال شهرين فقط من الدعوة المفتوحة، أصبح الطلب على دعم المشاريع الثقافية أمراً ملحّاً. فقد سارع الشباب بين عمر 18 و35 عاماً، من الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس، والمغتربين الليبيين والسوريين، لتقديم مشاريعهم الإبداعية للمشاركة في برنامج "مبادرات ثقافية ومدنية يقودها الشباب".

قال مهاب صابر، منسّق برنامج "ثقافة داير ما يدور": "استجاب برنامج 'مبادرات ثقافية ومدنية يقودها الشباب' لواقع استخلصناه من تقييمات للاحتياجات ودروس مكتسبة من البرامج السابقة". وأضاف: "نحن نركّز بشكل أساسي على تعزيز منظومة حيوية ثقافية، ولا سيّما في المناطق المحرومة، إضافةً لتشجيع التنوّع والحوار بين كلّ الجهات الفاعلة الثقافية في المنطقة".

إنّ برنامج "مبادرات ثقافية ومدنية يقودها الشباب"، الذي تُنفّذه الجمعية التونسية "الشارع فنّ"، القائمة في قلب مدينة تونس، يرتكز على ترابط الثقافة والمواطنة لتحفيز التغيير المستدام.

وقد اختارت الجمعية 32 مشروعاً من مجموعة متنوّعة من المقترحات، في مجالات الهندسة المعمارية والجغرافيا والإنتاجات السمعية البصرية والأزياء المستدامة والكتابة الإبداعية، انطلاقاً من تركيزها على التعاون والملاءمة السياقية والاستدامة.

إعادة النظر والتحديد والصياغة

قالت المسؤولة عن مشاريع الرصد والتعاون في جمعية "الشارع فنّ"، كاميل هولتزل: "بدلاً من الاكتفاء بتقديم منحة مالية، يكمن هدفنا في توفير الدعم الفعلي للأدمغة الشابّة الإبداعية في المنطقة ومساندتها، عن طريق تزويدها بما يلزمها من وقت ووسائل للتمكُّن من استحداث مشاريع مستدامة وقائمة على التعاون، ومنسجمة مع السياق ومع البيئة".

من خلال نهج فريد مؤلّف من مرحلتين، منحة بحثية ممتدّة من نيسان/أبريل إلى تشرين الأوّل/أكتوبر 2021، ومرحلة إنتاجية اعتباراً من العام 2022، يهدف البرنامج إلى تمكين الشباب من البلدان المختارة السبعة في المنطقة العربية لتنفيذ المشاريع الإبداعية من الألف إلى الياء.

يهدف برنامج "مبادرات ثقافية ومدنية يقودها الشباب" والذي انطلق رسمياً في نيسان/أبريل 2021، لتعزيز الوصول إلى الثقافة وإحياء الحوار بين الثقافات، عبر مشاريع فنّية مجتمعية قائمة على مبدأ التعاون ومنسجمة مع السياق الاجتماعي

بدورهم، أكّد المشاركون في البرنامج على أهمية المرحلة البحثية، فيشرح التونسي محسن بشير، البالغ 27 عاماً، والذي وقع الاختيار عليه على ضوء مشروعه الوثائقي التصويري تحت عنوان "Thirst Republic" أو "جمهورية الظمأ"، قائلاً: "قليلة هي البرامج التي تقدّم لك الدعم خلال المرحلة البحثية، رغم أنّها أهمّ مرحلة".

تصوير محسن بشير

في غضون شهرين فقط من انعقاد الاجتماع التمهيدي، يقول محسن إنّه أعاد النظر في مشروعه بالكامل وأعاد تحديده وصياغته. يسعى محسن، من خلال مشروع "جمهورية الظمأ"، إلى لفت انتباه الرأي العام وصانعي القرار حول التحدّيات المتعلّقة بالمياه التي يواجهها سكّان "نفزة"، القرية النائية في شمال تونس، من خلال وثائقي تصويري.

ومن جهة أخرى، تعترف الفنّانتان المغربيتان إيمان جميل وفاتن عرفاتي، بأنّ اقتراح المشروع الذي قدّمتاه في كانون الأوّل/ديسمبر 2020 تطوّر كثيراً و"يختلف تماماً عن الصورة التي في ذهننا الآن".

عادت الفنّانتان في الذاكرة: "وصلنا إلى طرفاية (مدينة ساحلية في غرب المغرب) وفي ذهننا فكرة محدّدة جداً (مهرجان فنّي سمعي في موقع آثار المرفأ القديم) ولكن سرعان ما أدركنا أنّ الفكرة غير ملائمة لواقع المكان".

التساؤل حول الهوية من خلال الوقائع المرتبطة بالأرض

اعتبر مؤيّد أبو أمونة، المحترف في مجال التواصل والسينما والمقيم في فلسطين، أنّ فرصة التعاون مع زملاء شباب من خارج حدود بلاده كان أمراً مهمّاً للغاية. وأضاف: "ساعد هذا البرنامج في توفير بيئة نابضة بالحياة ومثمرة لنا جميعاً، نحن الفنّانين الشباب والعاملين في المجال الثقافي، من أجل تنفيذ مشاريعنا وتبادل خبراتنا. أعتقد أنّ هذا الأمر سيُساهم إلى حدّ كبير في إحداث تغيير على المستوى المحلّي لدينا وضمن السياقات الأوسع".

مؤيّد أبو أمونة

يبحث مشروعه بعنوان "تأريخ" في موضوع كان وما زال مهمّاً، وهو قضية الشعب الفلسطيني قبل العام 1948 وما بعده، من خلال سلسلة من الأفلام التي تعرض المفاهيم المتداخلة حول التاريخ الفلسطيني والهوية الفلسطينية والسياقات الإبداعية المعاصرة.

أما بالنسبة إلى طوني جعيتاني، المخرج والفنّان في المجال السمعي والبصري، الذي يعمل على مسلسل تلفزيوني عن لبنان ما بعد الحرب، "فهذه هي الطريقة الحقيقية الوحيدة للابتكار، لأكون وفياً لسياقي ولبيئتي، عليّ أن أتكلّم عن موضوع يحرّكني... موضوع يخصّني".

ويُخبر طوني: "بصفتي لبنانياً وُلد في العام 1992، كنتُ أسمع باستمرار قصصاً عن الحرب الأهلية، وعلى الرغم من أنني لم أعشها، إلّا أنني حصلت على مئات من الروايات المختلفة عن الحرب. ولكن، لم أتمكّن من العثور على قصص عن الجيل ما بعد الحرب: الجيل الذي أنتمي أنا إليه".

لهذا السبب، قرّر طوني أن يخبر ليس قصّته فحسب، بل "القصّة الأكبر" أيضاً. وختم طوني قائلاً: "أحبّ فعلياً الفنّ المتشعّب وليس الفنّ المتقارب. فمع أنه ينطلق من محيطي، إنما يمكن أن يتحوّل ليصبح موضوعاً عالمياً بالفعل".

1+1=47 أو قوة التعاون

في غضون ثلاثة أشهر فقط، تبادل المشاركون المختارون النصائح، والخبرات السابقة، والأفكار بشأن التعاون في المستقبل. بالنسبة للشاب التونسي محسن بشير، يشكّل هذا التواصل مع زملاء شباب عرب حافزاً كبيراً.

"على عكس ما يعتقده الناس، لا تتوفّر لنا الفرصة غالباً للتفاعل مع شباب آخرين من المنطقة، على الرغم من أنّه لدينا الكثير من القواسم المشتركة".

محسن بشير

ويشارك محسن شعاره بفخر "1+1=47!"، فيفسّر أنه "يؤمن إيماناً شديداً بمبدأ التعاون والتآزر. فقد تكون العقل المدبّر الذكي، لكن إن تعاونت مع الآخرين تتضاعف النتيجة النهائية". ويضيف: "كلّ شخص منّا عبارة عن ميكروفون. ما أتعلّمه من المجموعة، يمكنني مشاركته مع مجموعتي الخاصّة: عائلتي، أصدقائي، محيطي. فأولّد بذلك تأثيراً مضاعفاً فعّالاً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image