أعلنت إيران أن محادثاتها مع السعودية تشهد "تطوراً جيداً" إلا أن الدولتين "بحاجة إلى مزيد من الوقت لحل الخلافات". ويأتي الإعلان الإيراني يوم الثلاثاء 6 يوليو/ تموز بعد ثلاثة أشهر من المحادثات التي بدأت في أبريل/ نيسان الماضي في العراق. بدأت المحادثات بعدما ظهر للسعودية والإمارات أن الولايات المتحدة تحت قيادة جو بايدن تتجه بجدية إلى تفعيل الاتفاق النووي مع طهران. وتأمل طهران في أن يقود تخفيف عدائها مع دول الخليج إلى إنعاش اقتصادها وتخفيف فواتير تدخلاتها الإقليمية التي تتبنى فيها مواقف وتكتلات معادية للمصالح السعودية الإماراتية.
بدأت المحادثات بعدما ظهر للسعودية أن الولايات المتحدة تتجه إلى تفعيل الاتفاق النووي مع طهران. وتأمل طهران في أن يقود تخفيف عدائها مع دول الخليج إلى إنعاش اقتصادها وتخفيف فواتير تدخلاتها الإقليمية التي تتبنى فيها مواقف معادية للمصالح السعودية الإماراتية.
ليست خلافات بسيطة
النقاط العالقة بين طهران والرياض ومن خلفهما أبو ظبي ليست نقاطاً بسيطة. فدول الخليج تتمسك بالوقف الكامل للبرنامج النووي الإيراني الذي تدفع إيران بكونه برنامجاً سلمياً، بينما تخشى دول الخليج وقوى دولية على رأسها الولايات المتحدة أنه يستهدف تطوير أسلحة نووية، كما تتمسك الرياض ومن خلفها دول مجلس التعاون الخليجي بوقف طهران تطوير الصواريخ الباليستية، إلى جانب التوقف الفوري عن دعم جماعات تراها السعودية وحلفاء جدد للإمارات جماعات إرهابية متطرفة وعلى رأسها جماعة الحوثي اليمنية وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. كما ترفض طهران على الجانب الآخر التحركات الخليجية التي تقودها الإمارات العربية المتحدة بالاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها، في الوقت الذي تدعم فيه طهران قيام الدولة الفلسطينية دون إبطاء على كامل أراضي فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر.
إلا أن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قال في مؤتمر صحافي بثته وسائل الإعلام الإيرانية، إن الوقت كفيل بحل كافة الخلافات القائمة بين العاصمتين.
وركزت الجولتان الأوليان من المحادثات اللتان جرتا في بغداد في أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين على الحرب التي تخوضها السعودية وإيران على الأراضي اليمنية، إذ تكاد السعودية "زعيمة التحالف العربي لدعم واستعادة الشرعية" تقاتل وحدها في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً بعد انسحاب الإمارات ودول أخرى ذات تمثيل شكلي من التحالف.
وتبحث السعودية عن مخرج "يحفظ ماء وجهها" من حرب اليمن التي باتت تستنزف نفسها في ظل تباطؤ اقتصادي تعانيه المملكة، في وقت باتت أطراف دولية تعد حرب اليمن معركة خاسرة فشلت فيها السعودية والتحالف العربي، ويدفع اليمنيون ثمنها في انهيار دولتهم وتفاقم أزمات الأمن والغذاء والصحة.
تكاد السعودية زعيمة التحالف العربي لدعم واستعادة الشرعية في اليمن، تقاتل وحدها في مواجهة جماعة الحوثي بعد انسحاب الإمارات ودول أخرى ذات تمثيل شكلي من التحالف.
إسرائيل متفائلة
بدأت المحادثات الإيرانية السعودية بمشاركة إماراتية، بالتزامن مع بدء محادات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، إذ سبق لأمريكا الانسحاب من المعادلة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في إطار سعي ترامب إلى كسب ود دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية، التي كانت المحطة الأبرز في زيارته الخارجية الأولى فور توليه مهام منصبه في 2016. إذ يرى الحلفاء الخليجيون للولايات المتحدة أن الاتفاق "غير متوازن ولا يليق بحقيقة التهديد الذي تحمله الطموحات الإقليمية الإيرانية".
لا ترى إسرائيل في تقدم المباحثات بين الجانبين السعودي والإيراني تهديداً لمصالحها، بل ترى فيه تعميقاً محتملاً للعلاقات مع "حليف محتمل"، إذ يشي انتقال المحادثات من بغداد إلى مسقط بـ"وضع السلام مع إسرائيل على طاولة التفاوض بين السعودية وإيران".
وبرغم أن محللين سياسيين، منهم ألبرت وولف الاستاذ المساعد في العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بوسط آسيا، قد اعربوا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل عن عدم تفاؤلهم بأن تكون تلك المحادثات مجدية، إلا أن إسرائيل ترى – بحسب الصحيفة- أن نجاح جولتي محادثات من دون عوائق يعني تقدمها إلى جولات مقبلة بنجاح.
وعلى غير المتوقع لا ترى إسرائيل في تقدم المباحثات بين الجانبين السعودي والإيراني شيئاً يدعو إلى التخوف، كونها "ستمتد إلى قضايا إقليمية أوسع من حرب اليمن" تهديداً لها، بل ترى فيها تعميقاً محتملاً للعلاقات مع "حليف محتمل"، إذ يشي انتقال المحادثات من بغداد إلى العاصمة العمانية مسقط – في رأي تايمز أوف إسرائيل- بوضع السلام مع إسرائيل على طاولة التفاوض بين السعودية وإيران، انطلاقاً من كون مسقط "المحطة القادمة المؤكدة لاتفاقيات أبراهام" بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع