شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
أيمكن أن يكون قرد هو الذي يتحكم بما نعيشه ... جرعة الأسبوع في سبعة أخبار

أيمكن أن يكون قرد هو الذي يتحكم بما نعيشه ... جرعة الأسبوع في سبعة أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 18 أبريل 202101:58 م

أول "لعبة" نحو الهاوية

يُقال إنه عام 1784، أي قبل أكثر من 100 عام من "تقنين" و"اعتماد" التنويم المغناطيسي كوسيلة طبية، قام نبيل فرنسي باكتشاف ما يسمّى، بـ"النوم المغناطيسي"، الظاهرة التي تطوّرت لاحقاً إلى الشكل الذي نعرفه الآن. السبب أن واحداً من فلاحي النبيل كان مصاباً بداء مجهول حينها، فاستحضر مالكه حينها مشعوذاً أو ساحراً نفّذ هذه "الخدعة/ العلاج" لشفاء الفلاح.

هددت تلك اللحظة تماسك البشرية العقلي، وأدت لاحقاً إلى اكتشافنا كبشر حسب بيتر سلوتردايك، أن هناك ما هو خارج إدراكنا وموجود داخلنا، ما يعني أن قدراتنا وفخرنا المعرفي، ذاك الذي يميزنا عن باقي الكائنات والوحوش، مشكوك في أمره.

لحظة مشابهة حدثت الأسبوع الماضي، قرد تحوي جمجمته شريحة إلكترونية تعود ملكيتها لمليونير ومحب للإنسانية، تمكن من "لعب" البينج بونج دون أن يخسر، بالطبع هدف التجربة نبيل: مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على تجاوز الصعاب وامتلاك حياة طبيعية.

سؤال جوهري: هل يقبل "الحاكم العربي" أن يبتلع الخازوق بنفسه منعاً للإحراج، أم يحمّل نتاج عناده للدولة والشعب لحفظ ماء وجهه؟

لكن، هناك قرد يلعب البينج بونج، قرد ذو إبهام، يدرك الشاشة وماهيتها ويمتلك علاقة سايبرية - حيوية معها، سواء كانت لعبة أو نهضة تقنية، المرة السابقة التي حصل فيها أمر مشابه، أي حالة التنويم المغناطيسي، اكتشفنا اللاوعي، وأننا مجرد أعراض له، وأن هناك ما هو شديد الغموض داخلنا، داخل مرعب وشهواني ومخيف، أما الآن، فلا نعلم ما الذي تخبئه هذه اللعبة، وما هو الجدار الذي ثُقب الآن وسينهار لاحقاً، فاضحاً لا فقط مهارات القردة، بل عجزنا كبشر وأفراد.

"المسيح المخلص" لن يمسح وجه محمد بن سلمان

رفضت إدارة متحف اللوفر وضع لوحة "المسيح المخلص" إلى جانب الجوكندا، لأن ببساطة اللوحة مزيفة، أو لنكن أكثر دقة دون توزيع أحكام قاطعة، هناك شك كبير في نسبتها إلى ليوناردو دافنشي، وبالطبع، "المشتري السري"، حسب ما يوصف بن سلمان، ولي العهد السعودي، "مبعوص"، بل إن الأمر قد يتسبب بأزمة دبلوماسية بين البلدين، لكن "نظن" أن الموضوع أبسط. يحاول بن سلمان لعب دور المحسن والمنفتح على الفنون وجامعها، وتسرّع في دفع الملايين ثمن اللوحة، التي تحولت إلى ما يشبه الأضحوكة، وفي ذات الوقت، لا يوجد تأكيد أنه صاحبها أو أنه اشتراها، بالتالي وقع بن سلمان في فخٍّ صمّمه بنفسه، إما أن يعلن أنه من اشترى اللوحة، و"يبلع" إحراج أنه أنفق ماله على ما هو مزيف، أو يستمر في إنكار ذلك، ويتحمل تقريع الكثيرين حول "أحمق" دفع الملايين ثمن لوحة مشكوك بإمرها، لم تعترف فرنسا بأصالتها، ما قد يحمّل السعودية بأكملها هذا الأثر السياسي.

هنا يأتي السؤال الجوهري: هل "الحاكم العربي" يقبل أن يبتلع الخازوق بنفسه منعاً للإحراج، أم يحمّل نتاج عناده للدولة والشعب لحفظ ماء وجهه؟

البيتكوين حرام يا كانزي الأموال في البنوك وتحت الوسادة

وأخيراً أفتى أحدهم (عبد الله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية) بأن البيتكوين حرام، لماذا؟ "لأنها لا تحمل معنى الثمنية"، والتي لا تتحقق شروط العملة الثلاثة دونها، لأن "لا ضامن لها" أي البيتكوين.

بالطبع يتجاهل من أفتى أننا نحن، من نتعامل بها نصدق قيمتها ونضمنها عبر هذا التصديق، وللمصادفة أن الأمر يشبه الدين نفسه، لا ضامن له سوى المؤمنين به.

ننتظر الآن من فقهاء "المال" ورجالات البنوك الإسلامية، تقديم عملة رقمية حلال وموثوقة، يضمنها الله سبحانه وتعالى، وبانتظار كل الحذلقات الفقهية والاقتصادية من أجل إقناع الناس والمستثمرين بها، وللعلم هناك محاولة من هذا النوع تحمل اسم "قنطار كوين"، لكن لا، مازلنا ننتظر اللاعبين من الوزن الثقيل، أصحاب الفتاوى عن جواز الصدقة الرقمية وكيفية تطبيقها، والأهم، تساؤلات عن كيفية توفير قروض رقمية إسلامية، لا تبيع المال على المال، ليكن اسم هذه العملة مثلاً، "غنيمة" أو "دبي" أو "جنة"، كونه لا يمكن لمسها بل نصدق بها ونتداولها، ونراهن على كسبها.

هناك محاولة لتقديم عملة "حلال" تحمل اسم "قنطار كوين"، لكن لا... مازلنا ننتظر اللاعبين من الوزن الثقيل، أصحاب الفتاوى عن جواز الصدقة الرقمية وكيفية تطبيقها

استثمارات جديدة في الفضاء ودبي تمتد إلى ما وراء النجوم

هناك خبران تزامنا الأسبوع الماضي، الأول يكشف عن إمبراطورية حاكم دبي حسب العناوين، ونقرأ فيه عن أملاك محمد بن راشد آل مكتوم في المملكة المتحدة وعن قيمة هذه الممتلكات، والخبر الثاني أعلنه على تويتر بن راشد نفسه، مفاده، أن هناك رائدي فضاء، امرأة ورجل من الإمارات، سيبدآن تدريبهما في وكالة ناسا للفضاء.

استراتيجية الإمارات في تدريب كوادر في الخارج واستيراد تكنولوجيا لا تستطيع تصنيعها أو "استعارتها" ثم إرسال مندوبين إلى هناك، فربما يحوي الفضاء فريق كرة قدم بحاجة لمساهمين، أو خيول نادرة لابد من اقتنائها، أو ربما هناك شركات طيران عابرة للمجرات لابد من امتلاكها

(يتأمّل محرر هذه الفقرة ما كتبه محاولاً إيجاد علاقة بين الخبرين)، يبدو أن الإمارات العربية تبحث عن استثمارات في الفضاء، المساحة التي أصبحت خاضعة لقوى عسكرية، وهناك أحلام قديمة باحتلالها، وهنا تبرز استراتيجية الإمارات، تدريب كوادر في الخارج، استيراد تكنولوجيا لا تستطيع تصنيعها، أو "استعارتها" ثم إرسال مندوبين إلى هناك، فربما يحوي الفضاء فريق كرة قدم بحاجة لمساهمين، أو خيول نادرة لابد من اقتنائها، أو ربما هناك شركات طيران عابرة للمجرات لابد من اقتنائها.

لا نعلم حقيقة ما هو المفيد في وجود رواد فضاء إماراتيين، ناهيك عن عرب بشكل عام (لا نقصد هنا العلماء بل السيّاح)، يمكن القول إنهم دوماً أساليب دعائية لترسيخ الحكاية الوطنية وأبّهتها، وترويج صورة مفادها أننا نستطيع اختراق الفضاء، ولسنا بحاجة سوى لكل البلدان التي تمتلك برامج فضاء قادرة فعلاً على الوصول إلى هناك. غير ذلك، الـattitude موجود، وشاهدنا ذلك بوضوح أثناء رحلة مسبار الأمل، الذي تعمل أجهزة مراقبته على الأرض على نظام تشغيل windows.

فايزر: نحور لقاح يومي ضد كوفيد-19

تلبي شركة فايزر الدوائية منذ تأسيسها النداءَ حين تطلقه البشرية، نداء مفاده أننا بحاجة لحل سريع وفوري واستهلاكي لمشاكلنا الآنية، حلّ يمكن ابتلاعه قبل نصف ساعة من الممارسة، كحالة الفياغرا، أو اثناء اختبار الفزع، كحالة الزانيكس، فقرار الـCEO في إيجاد حل سريع يضمن الربح أثبت فعاليته، والأمر لا يختلف مع كوفيد-19، الذي أعلنت الشركة مؤخراً أننا بحاجة لجرعة ثالثة من اللقاح، وقد يصبح الأمر سنوياً.

سلمنا حيواتنا لشركات تريد الحفاظ على رأسمالها واستمرار ربحها، فالمؤسستان العلمية والتجارية تتحدان لتحويل زمن "الصحة" إلى زمن اقتصادي تتحكم به الآن الأدوية واللقاحات

لا نحاول الادعاء أننا نفهم بالعلم، عملية تطوير اللقاحات أو إدارة الأوبئة، لكن "حكاية" تطور اللقاح هذه مشابهة جداً لحكايات الأدوية الأخرى التي تنتجها شركات الأدوية العالمية: في البداية جرعات محددة غالية الثمن، ثم جرعات أقل ثمناً وأكثر توافراً، ثم نسخة استهلاكية يتغير فيها اسم الدواء، وتصبح متوافرة للجميع.

بالطبع الربح على المستويات الثلاثة قائم ومستمر، وهنا تظهر المأساة الساخرة، سُلمت حيواتنا لشركات تريد الحفاظ على رأسمالها واستمرار ربحها، فالمؤسستان العلمية والتجارية تتحدان لتحويل زمن "الصحة" إلى زمن اقتصادي، تضبطه الآن الأدوية واللقاحات.

"طيز" واغتصاب إيمائي

يشهد شهر رمضان، حين الحديث عن المسلسلات، الكثير من الجدل وأبرز ما وجدناه هذا الأسبوع، هو "طيز" الممثل السوري عبد المنعم عمايري، التي ظهرت أطرافها في مسلسل "قيد مجهول" وأثارت غضب وحنق الكثيرين، والمشهد الثاني هو الاغتصاب الإيمائي والرمزي في مسلسل "الطاووس"، الذي يقال أنه مقتبس من واقعة اغتصاب فتاة الفيرموت التي حدثت في مصر منذ عدة سنوات.

أبرز ما وجدناه هذا الأسبوع، هو "طيز" الممثل السوري عبد المنعم عمايري، التي ظهرت أطرافها في مسلسل "قيد مجهول"

لا نحاول هنا الدخول في المهاترات، ولا تقييم الترفيه وكل هذه الصناعة، لكن المثير للاهتمام هو أن الجدل حول الأجساد في المنطقة يتركز حول العيب والخدش للحياء حين الحديث عن أجساد مؤدين عرب، في حين أن أجساد "الآخرين"، كالأطياز المتكررة في لعبة العروش وغيرها، لا تثير هذه العاصفة من الانتقادات، والكل يتابع بصمت.

يبدو أن الجمهور في المنطقة يأخذ الأمر على منحى شخصي، فهذه الأجساد تشبه أجساد المشاهدين، هم أقران ومواطنون وخاضعون لذات القوى السياسية التي يخضع لها المشاهد، وهذه الكتلة تحتفظ بحق المحاكمة الأخلاقية، وكأن "عيباً" واحداً على الشاشة هو فاتحة نحو فضح "أطياز" الجميع، فلا يجوز كشف أي واحدة منها ولا حتى الإشارة إليها، ذات الأمر مع الاغتصاب، ليبق سراً ودون تمثيل، ودون متخيلات عن نتائجه.

بالطبع، وهذا الغريب، أن جثث العراة الحقيقية والمعتقلين والمعذبين وكل هذا لا يثير ذات الحنق، أم أن الواقعي أقل أثراً من المتخيل؟ هذا التناقض في المواقف والرغبة في الحفاظ على "أخلاق الشاشة" هو بالضبط ما يجعل مسلسلات رمضان واحدة من أشد مساحات الهيمنة الثقافية تأثيراً، فهو يختزل مفهوم "التمثيل-representation" ويحدد شكله، وينفي كل ما لا يتطابق معه حتى لو كان واقعياً، لأن الأخبار أخبار، أما المسلسلات فهي ما تربكنا وما تحكي حكاياتنا النظيفة، الخالية من السياسة، والأهم، المخابراتية التي يتفق الكثيرون على تجاهلها.

كأن "عيباً" واحداً على الشاشة هو فاتحة نحو فضح "أطياز" الجميع، فلا يجوز كشف أي واحدة منها ولا حتى الإشارة إليها، ذات الأمر مع الاغتصاب، ليبق سراً ودون تمثيل

انستغرام يغزو عالم الأطفال

لا يعرف الربح والاستثمار حداً، كل الظواهر البشرية، سواء كانت جهداً، متعةً أو مجرد حياة يومية، هي مساحة للاستثمار، فكما هناك موز مقشر وقشارة موز وماكينة لتقشير الموز، وسائل التواصل الاجتماعي هي المساحة الأشد ربحاً الآن، خصوصاً في ظلّ هشاشة القوانين أو الضوابط التي تعجز عن مواكبة التطور التكنولوجي، وهذا ما تحاول شركة إنستغرام الخوض فيه، إذ أعلنت الشركة المملوكة من فايسبوك عزمها تطوير نسخة من إنستغرام تستهدف الأطفال فوق 13 عاماً.

لا نحاول نفي أهمية التكنولوجيا وما توفره، لكن انتهاكها الوحشي لا يمكن تجاهله، خصوصاً أننا لا نعلم الآن بدقة ما يتعرض له الأطفال. فإتاحة منصات من هذا النوع نتائجه غير متوقعة، بل ويدفعنا لطرح سؤال: هل براءة الأطفال مفهوم ثقافي أم حقيقة طبيعية؟ وإلى جانب من نقف حين نواجه هكذا تحديات؟لا نعلم بدقة ما هي المخاطر التي يمكن أن يدشنها هذا النوع من شبكات التواصل، خصوصاً أن الطفولة وتسليعها ما زالت خطاً أحمراً، تغازله المنتجات الفنية والشركات الكبرى والتي نجحت في تحويله إلى مساحة ربح ما زالت تقف حد "الجنسنة"، تلك المساحة الممنوعة التي تغوي المستثمرين.

هل براءة الأطفال مفهوم ثقافي أم حقيقة طبيعية؟ وإلى جانب من نقف حين نواجه هكذا تحديات؟

ملاحظة: يعمل فريق المقتطف الجديد دوماً على رصد ما يحصل في الدول العربية، وقد يظن البعض أننا نستهدف الإمارات، لكن أغلب الصحف الكبرى العالمية مملوكة من قطر أو تميل لها، بالتالي لا نعلم بدقة ما يحدث هناك، نرحب بأي اقتراحات أو أخبار عما يحصل في قطر، عدا برنامج الاتجاه المعاكس وفضائح كأس العالم القادم.

*المقتطف الجديد يعبّر عن آراء كتّابه وكاتباته وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image