أذكر حين شقوا الشارع الجديد الذي يدخل حيفا من الشرق إلى بلدتها التحتا/ البلدة القديمة قبل سنوات. وكنت، في كلّ مرّة أدخلها، يُتيح لي مرأى بعض البيوت القديمة التي تعلوها في وادي الصّليب أن أضمّ عينيّ قليلًا فأمدّ خيالي من سفح الكرمل حتّى قراره، وأتخيّل البلدة التحتا، سليمةً، قبل هدمها عام 1948. أتخيّل سنةً من سنوات الثلاثينيّات أو الأربعينيّات بينما كانت المدينة في غزّها العمراني والثقافي والحضريّ.
في السّنوات القليلة الأخيرة، أخذ هذا الخيال يتشوّه تماماً. عمارات حديثة لامعة تأكل، حرفيّاً، مركز المدينة، وتحوّله إلى مدينة منزوعة الأصل وقبيحة. المركز الذي شرع الشيخ ظاهر العمر الزيداني ببنائه، فسمي: حيفا الجديدة، الواقعة بين ساحة الحناطير (ساحة الخمرة، وتُعرف حاليًّا بـ"ساحة باريس) غربًا والجامع الصغير شرقاً- وساحة الحناطير هي تجمّع الحافلات الواصلة والمُسافرة إلى بيروت ودمشق وبغداد. يكتب المؤرّخ جوني منصور في كتابه "حيفا؛ الكلمة التي صارت مدينة": كان الشيخ ظاهر متأكّداً من أنّ هذه المدينة الصغيرة التي أحاطها بسور سوف تشقّ طريقها بين مدائن فلسطين الأخرى لتصبح لاحقًا في مقدّمتها. وأطلق عليها اسم "حيفا الجديدة" تمييزاً لها عن حيفا العتيقة التي جرى هدمها".
من بين الأمور التي تحفز الخيال المرئي على تصوّر المركز المدمر هو المعرفة بوجود مركز تاريخي في حيفا، تماماً كمركز نابلس أو الناصرة أو القدس. تستطيع مخيلتك أن تنسخ صوراً من هذه المدن التي لا تزال تتمتع بمراكزها ثم تلصقها، أثناء قيادتك، فوق مركز حيفا الذي محاه القائد الصهيوني أبا حوشي بعد رهان، على زجاجة ويسكي، قال فيه إنه قادر على تدميره خلال 48 ساعة. وهذا ما حدث فعلا. ظلّ جامعان وكنيستان وأشلاء بنايات من هذا المركز القديم. وأثناء التحضير لكتابة هذا التقرير، عرفتُ من مخطط المدن عروة سويطات أنه عمل على منع هدم جزء من هذه البنايات. يشعر المرء مع خبر كهذا بغبطة عجيبة. لكن ماذا على الحيفاوي أو الحيفاوية أن يفعلا حتى يستعيدا، أو يعتقدا أنهما استعادا، مدينتهما المدمرة؟
كيف تمحو مدينة خلال 48 ساعة
يكتب وليد الخالدي في مقالة له في مجلّة الدراسات الفلسطينية بعنوان "عودة إلى سقوط حيفا": "سأل ستوكويل (الجنرال البريطاني) عن الوقت الذي تحتاج إليه منظمة الهاغانا الصهيونية لإنجاز احتلال المدينة بأسرها"، فكان جواب (القائد الصهيوني) آبا حوشي السريع: "ثماني وأربعون" ساعة. رأى ستوكويل أنّ هذا ادعاء "طموح"، وأن الهاغانا لن تستطيع تحقيق ذلك في أقل من أسبوع. وعندئذ تحدى حوشي الجنرال بأن يدخل في رهان معه "لنقل، على زجاجة ويسكي؟".
ونقرأ أيضاً: "وعلى ما يبدو، كانت حلقة ضيقة من قادة الهاغانا والضباط البريطانيين على علم بالرهان على الويسكي، وكان ذلك مصدر تسلية لهم. ففي كتابه عن حرب 1948، the edge of the sword، يذكر المقدّم نتانئيل لورخ أن "ستوكويل تراهن مع أحد معارفه ]كذا[ على أن ]احتلال حيفا[ لا يمكن تحقيقه في أقل من أسبوع. وخسر الرهان- رجاجة ويسكي".
إن الموقع الذي تحظى به البلدة التحتا في حيفا يختلف عن أي مكان آخر، فهو قريب من الميناء ومن سكة الحديد والمنطقة الصناعية. لقد فهم من خطط لتدميرها بأنّه لا يمكن تطوير هذه المرافق بوجود المركز التاريخي
يشير منصور في كتابه إلى عمليّة تدمير المدينة: "مباشرة وبعد الانسحاب البريطاني من حيفا وسيطرة اليهود على مواقع الجيش البريطاني في المرتفعات المركزيّة في حبل الكرمل، بدأت عمليات تنفيذ خطّة المقصّ التي وضعتها قيادة الهاغاناه للإجهاز على الأحياء العربيّة في المدنية والتي من الناحية الجغرافية واقعة تحت مجهر القوات اليهودية وفوهات بنادقهم. وتوجّهت فرق مقاتلة يهودية- بلغ قوامها خمسة آلاف، مزوّدين بأسلحة رشّاشة ومدافع- نحو الأحياء العربية". نقرأ أيضاً: "خطة تفريغ حيفا وتشريد أهلها والاستيلاء على مرافقها الحيويّة كانت مسألة موضوعة ضمن الخطة دالت (دال) التي وضعتها قيادة الهاغاناة وقامت بتنفيذها حرفيّاً". وعن تفاصيل هذه العملية، يشير الخالدي في مقالته: "بينما كان الجيش البريطاني لا يزال مسؤولا عن حفظ القانون والنظام العام في حيفا، فإنّ الهاغانا كانت تقصف عشوائياً، ومن دون أن تتعرض لأي عقاب، المدينة العربية ببطاريات مدافع هاون من عيار 2 إنش، كل منها مكونة من 12 مدفعاً تطلق نيرانها جميعًا في الوقت نفسه". ويتابع الخالدي في مقالته شارحًا استغلال الهاغانا لطوبوغرافيا المدينة، فالأدراج المحبّبة إلى قلوبنا في حيفا؛ التي توصل الأحياء ببعضها، النازلة والصاعدة سفوح الكرمل، تدحرجت فوقها براميل مشتعلة حتى البلد التحتا العربية لتدمّرها.
السوق عند البوابة الشرقيّة لحيفا (أرشيف المؤرخ جوني منصور)
وفي تحديده للمعالم المتبقّية جرّاء هدم البلدة الواقعة داخل السور، يعدّد منصور لرصيف22: "ثلاث كنائس هي كنيسة الروم الكاثوليك وكنيسة الروم الأرثوذكس اللتان شيّدتا في ستينات القرن التاسع عشر وكنيسة اللاتين. بالإضافة إلى المسجد الصّغير ومسجد الجريني وقصر الباشا وحمّام الباشا؛ مصطفى باشا الخليل. وهناك أربعة مباني عمرها نحو مئتيّ سنة، ليست سليمة؛ ثلاثة منها غير مستخدمة ورابع مستخدم".
صوت ينقذ آثار النكبة
يوجب القانون الإسرائيلي وجود لجنة محلية للتخطيط والبناء تنبثق منها لجنة المحافظة على المباني والمواقع. تتكوّن هذه اللجنة من أعضاء من بلدية حيفا ومن عضو خارجي خبير في التخطيط هو مخطّط المدن والباحث عروة سويطات. قبل أيام وصل إلى اللجنة مخطط مشروع تجاري إسكاني ضخم في شارع يافا في البلدة التحتا في حيفا سيهدف إلى هدم آثار مبانٍ تاريخيّة من مباني المركز التاريخي المتبقّية التي ذكرها منصور. "اعترضت على المشروع. وحصل صدام داخل اللجنة. رفضت الاستعلاء على هذه المباني والتعاطي معها بشكل هزيل. ثمّ إن أي تخطيط لبناء جديد ينبغي أن يحافظ على الإرث وأن يندمج معه ومع الحيّز. وقد نجحت في التصدي لهذا المخطط. والآن على المستثمر أن يعيد رسم المخطط بحيث لا تتضرّر الأبنية"، يقول سويطات لرصيف22.
يدور الحديث عن مشروع من ثلاثة مبان يحتوي الواحد منها على عشرة طوابق؛ ستستخدم طوابقها الأرضية كمحال تجارية والأخرى كشقق صغيرة لاستئجار طلاب الجامعات. يُستخدم هذا المكان اليوم مصفّاً للسيارات بعد أن كان في الماضي ساحة مركزية هامة، بحسب سويطات. "بنى الظاهر عمر هذه المباني (التي كان ينوي بمحاذاة الشاطئ، قبل أن يقوم الانتداب بتجفيف البحر وبناء شارع الملوك. أما طبيعة البناء الذي تمثله هذه الأبنية فهو فلسطيني (قد يسميه البعض عثماني أو شرقي)، لكنّه يمثل العمارة الفلسطينية التي ارتبطت بمشروع الظاهر عمر الحداثوي في فلسطين. هذه المباني هي عبارة عن أشلاء؛ آثار دمار النكبة"، يقول سويطات.
ثمّ يضيف: "لقد تعرضت بعد التدمير إلى تجاهل وتهميش. لم تدخل في السوق الحرة كي يُعمل على صيانتها. سيّما بعد أن جرى تحويل في المنطق القانوني السياسي الإسرائيلي تجاه الأرض والحيز وبالتالي تجاه التخطيط؛ قد قامت الدولة ومؤسساتها بالسيطرة على أملاك اللاجئين لصالح الخصخصة. ولهذا التحول اسقاطات مباشرة على المركز التاريخي الفلسطيني في حيفا. تُباع آثار النكبة، سيما في العقد الأخير، تحت غطاء القانون". يعتبر سويطات بأن هذه نماذج حيّة للسياسات الاستعمارية التي تفرّغ المكان من معناه السياسي ثم تحتويه من جديد بمنطق نيوليبرالي اقتصادي من خلال مشاريع سياحية وتجارية. وهكذا يتم تحويل الأصلاني، تحويل الوطن المنكوب، إلى مكان كوني universal، الأمر الذي يضفي شرعية على المشاريع الرأسماليّة التي تدمّر الأصلاني، وعلى النيوليبراليّة التي تغطّي آثار الجريمة".
لماذا حيفا بالذات؟
سيتبادر هذا السؤال إلى ذهن كل من سيعرف أنّ لحيفا كان مركزًا تاريخيًا وسوقًا قديمةً تمامًا كما في غيرها من مدن فلسطين. يجيبنا المؤرخ جوني منصور قائلا: "إن الموقع الذي تحظى به البلدة التحتا في حيفا يختلف عن أي مكان آخر، فهو قريب من الميناء ومن سكة الحديد والمنطقة الصناعية. لقد فهم من خطط لتدميرها بأنّه لا يمكن تطوير هذه المرافق بوجود المركز التاريخي. إذ أن هدمه يعني تشكيل أرض مستقبلية احتياطية لإقامة مباني إدارية وتجارية لهذه المرافق. أما السبب الثاني، فهو موقع البلدة القديمة التي تربط بين شمال البلاد وشرقها وجنوبها. وهكذا، ساعد هدمها في شقّ الطرق لتسهيل هذا الربط. أما السبب الثالث هو سياسي تاريخي يندرج ضمن عمليات هدم أخرى في مدن فلسطينية هدفت إلى منع عودة اللاجئين إلى بيوتهم وأملاكهم".
يلخّص منصور في مقاله: لمحات من الحياة الثقافية في حيفا العربية جوانب الحياة التي دمّرت مع تدمير المدينة، فيكتب: "مع اتساع مساحة العمران في حيفا منذ نهاية القرن التاسع عشر نحو غرب وشرق المدينة، شهدت المدينة طفرة كبيرة في النشاطات والفعاليات الاجتماعية والثقافية على مختلف أنواعها". يعدّد منصور منها؛ العمل الأهلي وتأسيس الجمعيات الأدبية والتعليمية والجمعيات النسويّة. إضافة إلى الحركة المسرحية ودور السينما وإقبال فنانين عرب على خشبات المسارح الحيفاوية، وظهور الصحف العربية السياسية والمجلات الثقافية.
صحيح أنّنا نتحدث في هذا التقرير عن تدمير المدينة وليس عن نكبة سكّانها، ذلك على اعتبار أن هذه الحياة النابضة عاشت داخل هذه المدينة قبل هدمها. "من أعطى الدولة الحقّ في أن تهدم موروثي الحضاري؟ أنا أنظر إلى الحق في العمارة كحقّ جمعي وليس فردي وحسب. صحيح أنّ البيوت تعود لأصحابها الذين شيّدوها، لكنها سويّةً تشكل الهوية المكانية التي نفقدها اليوم. مدينة حيفا مقطّعة. هناك أحياء عربية هنا وهناك لكن المدينة العربية التي حلمتُ بها والتي ولد فيها أهلي مفقودة"، يقول منصور.
آبا حوشي بعد أن صار رئيساً لبلدية حيفا يشرف على عملية هدم في حي وادي الصليب 1964 (أرشيف المؤرخ جوني منصور)
الوجود الجديد فوق البلدة المدمرة
تمشي اليوم فيما كان المركز التاريخي في حيفا، على يمينك عمارة الصاروخ الحكومية، على يسارك محاكم الصلح ومؤسسة التأمين الوطني. أصبح المركز قرية حكومية ذات بنايات عالية وباردة. "نمى الفضاء العمراني في حيفا، تمامًا كما فعل في الخليل ونابلس ومدن أخرى، بصورة طبيعيّة وعلى مهل. اليوم نرى الأبراج الشاهقة التي تشوّه المدينة. نرى عشوائيّات خدمت المشروع الصهيوني الذي سارع لتوطين اليهود في الخمسينيات. الانتداب الإنجليزي لم يسمح بمبان مرتفعة في المدينة. كان يمكن لحيفا أن تتطور عمرانيًا، أن تمتد على شريط الساحل وتصعد رويدًا رويدًا نحو الجبل. فتضاهي بحداثتها الحداثة الأوروبية. ثمّ جاء اليهود وفرضوا المباني الألمانية والباو هاوس وغيرها. ذلك غيّر من شكل المدينة وعلاقة الفرد بها وبمبانيها"، يقول منصور.
أمّا فلسطينيًا، فانتهت علاقة الفلسطيني بمركزه المدمر. ثمّة أناس لا يزالون يستخدمون تسميات المكان الأصلية في مركز المدينة التاريخي: "ساحة الحناطير"، "ساحة الجريني"، "حارة الكنايس"، يذكر منصور أنّه تفاجأ مرّة بأن أشار له شاب إلى مكان بتسميته الأصلية. "لا يمكنني القول إن شريحة كبيرة لا تزال تحتفظ بهذه الذاكرة، ربما هي آخذة بالتضاؤل، لكن بمجهودنا نستطيع استعادة المكان من خلال الذاكرة". أما على أرض الواقع، فيبدو أن العلاقة لم تُستعد بعد. صحيح أن البلدة التحتا (المركز التاريخي المدمر) شهدت خلال السنوات الخمس الماضية تأسيسًا لمقاه وحانات فلسطينية، إلا أن مخطط المدن عروة سويطات يعقب عليها قائلا: "على ضوء السياسات النيوليبرالية في المركز التاريخي، أقول إننا نقوم برد الفعل. رد فعلنا يتجسد من خلال بوتقة السوق الحرة. تم احتواؤنا حتى نكون جزءاً من حركة التجدد في المركز التاريخي. لكني أقول إنه لا يمكن حل قضايا سياسية ووطنية واجتماعية كبيرة من خلال السوق الحرة. ولا يمكن تحقيق نهضة في المركز إلا من خلال إنتاج حياة للفلسطيني. كما لا يمكن تطوير المركز دون أصحابه الأصلانيين الذين يمتلكون الطاقة العاطفية الكامنة الوحيدة مع المكان".
أنا أدعي أن بإمكان المدينة أن تحمينا من الدولة. نضالنا الحقيقي يكمن في سيطرتنا على المدينة. لا يمكن لنا أن نسيطر على الدولة. لكنّا نمتلك القوة في مدننا ونحن لسنا ضحايا
لكن هل يمكن أن تُستعاد المدينة؟
يرى سويطات بأنه بالإمكان تغيير هذه السياسات التي تعمل على تحويل المكان. يتحقق ذلك بخوضنا لدور فاعل وجماعي في المكان نفسه وليس على هامش السياسات النيوليبرالية. فيقول: "نحن في نهاية الأمر مستأجرون لهذه المقاهي والحانات في البلدة التحتا. ليست لدينا أي ملكية أو بنية تحتية تضمن الاستدامة. علينا أن نعي بأن هناك ما ينهش فكرة المدينة الفلسطينية بشكل يومي من خلال مشاريع كالمشروع الذي ذكرناه في شارع يافا. لكن في نفس الوقت، لم تنته القصة، ولا تزال الإمكانية متاحة لإنقاذ المدينة".
"ينبغي أن تكون هناك عدالة تصحيحية. وليس عدالة توزيعية في الموارد. نحن لا نريد حصة من الكعكة. بل تعويضاً عن الجوع والغبن الذي حل مع النكبة. أنا أدعي أن بإمكان المدينة أن تحمينا من الدولة. نضالنا الحقيقي يكمن في سيطرتنا على المدينة. لا يمكن لنا أن نسيطر على الدولة. لكنّا نمتلك القوة في مدننا ونحن لسنا ضحايا. انظري إلى حيفا وعكا، العرب موجودون في المركز ولا يمكن لأي قوة أن تخرج هذا النبض من المكان"، يقول سويطات ويضيف: "من كان يتخيل أن أتوافق في نقطة أخلاقية مع رئيسة بلدية حيفا، كونها مخططة مدن، كي أمنع هدم مبان تاريخية؟ هذه ديناميكيات تعمل على تحلل علاقات الاضطهاد والعنصرية". وبمنع هدم المباني التي تبقّت بعد رهان زجاجة الويسكي، نكون قد حققنا إنجازاً، لكنه إنجاز الحجر الذي سيظل يحتاج نفس البشر ليدبّ فيه الحياة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع