استطاع المخرج المصري الشاب "سامح علاء" أن يصنع بصمة متفردة في تاريخ السينما المصرية مع فوزه بالسعفة الذهبية لأفضل فيلم روائي قصير بمهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته ال 73عن فيلمه "ستاشر- أخاف أن تنسى وجهك".
"ستاشر" الفيلم القصير الثاني لسامح علاء بعد فيلمه "خمساتر- Fifteen " الفائز بجائزة العرض الأوروبي للفيلم القصير عام 2017 وغيرها من الجوائز العالمية. "علاء" المخرج الثلاثيني الذي يعيش بين مصر وبروكسل ، درس تقنيات صناعة الأفلام الأساسية لمدة عامين في "أكاديمية فنون السينما والتكنولوجيا"، وحصل على درجة الماجستير من EICAR Film School 5 في باريس..
"ستاشر "الفيلم المصري الأول الحاصل على السعفة الذهبية مدته 15 دقيقة، بطولة سيف حميدة ونورهان أحمد ، ومن إنتاج شركة "فيج ليف ستوديو" للمنتجين محمد تيمور ومارك لطفي، يشاركهم أحمد زيان والفرنسي مارتن جيروم.
وبميزانية محدودة قيمتها 200 ألف جنية نجح سامح علاء بأن يُسافر" ستاشر" لعدة مهرجانات ومن المقرر عرضه في مهرجان القاهرة الدولي في نسخته 42 في الفترة من ( 2 – 10 ديسمبر)، كما يواصل الفيلم في حصد الجوائز بعد السعفة الذهبية منها؛ جائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان موسكو السينمائي الدولي في دورته الـ 42، وتنويه من مهرجان نامور البلجيكي في دورته الـ 35 ، وجائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان الجونة السينمائي في دورته ال 4 وجائزة “القط الذهبي” من مهرجان إزمير السينمائي في تركيا. عن رحلة فيلم "ستاشر " وتحديات إنتاجه وكواليس تصويره التقت رصيف 22 بالمخرج من بروكسل عبر الماسنجر .
مرحبًا .. سامح .. مبروك فوزك بالسعفة الذهبية .. لن اسألك عن شعورك كما ذكرت في تصريحات سابقة .. ولكن مالذي تذكرته في هذه اللحظة عن علاقتك بالسينما بصفة عامة ومشوارك حتى وصلت لمسرح مهرجان "كان"؟
أفكار ومشاعر كثيرة "مختلطة"، حاولت على قدر المستطاع أن أعيش هذه اللحظة الاستثنائية وأكون سعيد بها، فكرة الصعود على هذا المسرح كانت شىء كبير جدًا لي. لن اكذب عليكِ؛ لم افُكر بالماضي إطلاقًا بقدر التركيز واستيعاب اللحظة نفسها، لإنها كانت بمثابة " مفاجأة كبيرة". ولكن بمرور الوقت ، بدأ عقلك في التفكير ويرسم صورة عن كيف بدأت وأين وصلت وغيرها من التفاصيل .
"المناخ السينمائي ثري جداً في صناعة الفيلم القصير، وهذه الطفرة تعود في رأيي لظهور الكاميرا الديجتال عام 2000، وكانت بمثابة اختراع القلم السينمائي للأفلام القصيرة، وأصبحنا، كشباب مخرجين، لدينا إمكانية لصناعة أفلام بعيداً عن الشكل الإنتاجي الكبير والتقليدي" لقاء مع المخرج سامح علاء
مَن كان في هذه الصورة التي أصبحت أكثر وضوحًا بعد أيام ؟
والدي ووالدتي . "كان نفسي أشاركهم جدًا هذه الفرحة وأصدقائي أيضًا ولكن خصوصية عائلتي في هذه اللحظة تعود لدورهم الكبير في تكوينى السينمائي"؛ والدي كان رجل شغوفًا بالسينما والفنون كافة ورغم عدم عمله بالصناعة الإ إنه كان حريص على ذهابنا للسينما ومشاهدة الأفلام المختلفة التي تُناسب ذائقته الفنية التي لا تفضل الأكشن مثلا ، فكنت صبيًا مراهقًا لم اُشاهد مثل رفاقي أفلام فاندام أو بروسيلي ، بينما كانت المشاهدة مع أمي ممتعة جدًا ، كانت تلعب دور ال narrative في ترجمتها للأفلام التي نُشاهدها معًا في طفولتي التي لاتسعفني في الترجمة خاصة مع الأفلام الأمريكاني المليئة بالحوار وكانت المُفضلة لدى والدتي. وبعد أيام من جائزة "كان" استعدت هذه اللحظات الهامة وتأثيرها في حياتي وكيف أحببت السينما عن طريق عائلتي.
ولكن يبدو أن هذا العالم البصري الذي لعبت الأسرة دورًا في تكوينه بطفولتك .. ظل مستمرًا وداعمًا في الكبر ودراستك للسينما بل سفرك لاستكمالها بالخارج عكس رغبة الكثير من عائلتنا في العالم العربي ؟
بالعكس .. عائلتي كانت لديها مخاوف من صعوبة الجمع بين دراستي الجامعية والسينما في ذات الوقت، كانوا يُفضلوا دراسة السينما في مرحلة لاحقة. ومن ثم حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب الألماني، ودرست السينما ليًلا في أكاديمية رأفت الميهي لمدة عامين .
وماهو رد فعل من عائلتك بعد جائزة مهرجان " كان" ؟
والدي قال جملة مؤثرة جدًا وهي: " دي تاني مرة أكون سعيد في حياتي بعد الثورة ".. الثورة لعبت دور كبير في حياته ، وإنه يُشبهني ويَضعني في نفس الجملة معها كانت إحساس عظيم.
"ستاشر" أو I am afraid to forget your face .. حدثني عن سبب اختيارك لعنوانين للفيلم ؟
عادة لا اسُمي قصص أفلامي في البداية، ولكن أثناء التحضير لها والبدء على العمل بالقصة والسيناريو والفيلم يُمكن أن يبدأ حضور بعض الأسماء أو لا، و"ستاشر" اخترته لمجرد إسم يُكتب على الكلاكيت ولكن لم يكن هناك إسمًا للفيلم ، واخترته بناء على أن فيلمي الأول" 15 " والشباب في الفيلم الجديد أصبحت أعمارهم 16 ، فجاء الاختيار هذه البساطة . ولكن أثناء تصوير الفيلم ألحَت عليَ جملة " اخاف أن أنسى وجهك" وشعرت إنها تُعبر بشكل أساسي عن الخوف الذي دفعنى لصناعة هذا الفيلم ومن ثم اخترتها، ووجدت أنه غير منطقي الجمع بين الإسمين في جملة واحدة ، وشاهدت تجارب كثيرة لأفلام من قبل تحمل اسمين ، وقررت تجربته في هذا العمل طالما كلاهما له دلاله في الفيلم .
والدي قال جملة مؤثرة جداً وهي: "دي تاني مرة أكون سعيد في حياتي بعد الثورة". الثورة لعبت دوراً كبيراً في حياته، وأن يُشبّهني ويَضعني في نفس الجملة معها كان إحساساً عظيماً
إذًا .. هل نعتبر من حديثك أن فيلم" 16" مُكمل أو جزء من سلسلة بدأت بفيلمك الأول القصير "15 " اقتربت من عالم فئة عمرية محددة للمراهقين ؟
فيلم" خمستاشر" كان يُمثل بشكل كبير بداية العالم الذي احُب أن اعمل فيه ، لأن سبقه تجارب ومشروعات صغيرة لا اطلق عليها أفلام بالتعاون مع الأصدقاء ، ولكن " 15" كان أول فيلم حقيقي اصنعه بُحرية كاملة في مصر بإنتاج معقول ويضُم فريق عمل والحصول على تصاريح للتصوير ؛ بينما فيلم " ستاشر" هو قصة مختلفة تمامًا ولكن يربط بين الفيلمين عالم واحد ، ماأردته من تطوير فني بعد " 15" عملت عليه فى " 16 "، وفيلمى الروائي الطويل الذي أحضر له الآن سيكون في ذات العالم أيضًا ، ولكن بتطوير وتغيير واستيعاب بعض الملاحظات في فيلم " 16 " .
صناعة فيلم قصير هو عمل شديد التفرد من حيث الفكرة والتكنيك والتكثيف في السرد ، ماهي motivations الذي دفعتك والتساؤلات لميلاد فيلم" 16" بذهنك ؟
الموضوع لدي مُختلف ، لا اعمل على أفلامي من منطلق اضطراري؛ أول فيلم انتجته كان بالتعاون مع والدي وصديق، وفيلم (16) كان بشكل كبير إنتاج مستقل، "ليس هناك أحد يدفعني لمناقشة فكرة معينة ؟!". ولكن الدوافع والشغف لحكي حدوتة معينة بفيلم نابعة من الإحساس والمشاعر ، و100% لايكون الاختيار ذهني أو عقلي في أفلامي.
نتعرض كثيرًا لتجارب في الحياة تُشكل في داخلنا إحساس تجاهها ورغبة في التعبير عن مشاعر معينة بصورة ما ، وعندما تظل هذه القصص وتأثيرها مستمرًا و مُلحًا داخلك ولم ينتهي هنا يحدث تعلق كبير وشغف بهذا الاحساس يدفعني للتفكير فيه واختياره ليكون فيلم . ولو توقف الاحساس في وقت ما بحدوتة ما اتوقف عن العمل عليها، مازال لدي هذا الشغف المرتبط بالهواه ، لم اتخلص منه بعد .
وإلى آي مدى أثرت روح السينمائي الهاوى على مساحة الارتجال بديالوج فيلم "16" ؟
أوًلا مساحة الديالوج في فيلم " 16" أقل كثيرًا مما كان عليه حوار فيلم " 15" ، " ولا أحد يرتجل في اللوكيشن، ولكن كمخرج برتجل"؛ الارتجال قائم على تفاصيل لها علاقة بالمشهد وليس في مساحة الحوار ، فمثًلا لديك ديكوباج مسبق للتصوير ولكن ذهبت صباحًا للوكيشن وطرأ على ذهني تفاصيل جديدة في هذا العالم ، أبدا في التعديل ونتناقش مع الممثل في وقفته وحركته مع التعديل الجديد ومدى ارتياحه معه، وأحيانًا الممثل يُفاجئني برد فعل مختلف خاصة مع تفضيلي لتصوير لقطات طويلة ، كمخرج تعجبني ونختارها ونبدأ نبني عليها وهكذا ، آي أن الارتجال كان مهم ومدروس من أجل الوصول للحظة مفعمة بالإحساس الحقيقي.
كمخرج .. صِف لي غواية التعاون مع ممثلين غير محترفين .. كما شاهدنا في فيلميك 15 ، 16 ؟
هو بسيط جدًا وأقل تعقيدًا من التعاون مع الممثلين المحترفين . وهذا لاينفي رغتبي كمخرج في العمل مع ممثل محترف لديه خبره فنية. وتظل غواية التعاون مع ممثل لأول مرة ممتعة جدًا ؛ لإنه يكون لديه مشاعربسيطة جدًا ولاتغلب سيكولوجية الشخصية على تفكيره ، وهذا هام جدًا بالنسبة لي كمخرج ، بأن يكون هناك وعي وتفرقة بين اللحظة التي تُصورها كممثل وبين تاريخ الشخصية. بالإضافة أن شباب الممثلين غير المحترفين لديهم حماس وتركيز شديد وإيمان عظيم بالمشروع يٌماثل إيمان المخرج والمنتج وكل فريق العمل الذي بدأ تحضير للفيلم قبل سنوات. هذا الاختلاف في التعاون مع ممثل لأول مرة ملىء بالحماس والحلم والتمثيل بشغف الهاوي " اللي هو أصًلا إحنا منه!" يتناغم تمامًا مع ذات شغفنا وحُبنا للسينما بجنون .
ولكن نلاحظ موخرًا موجة من التعاون مع نجوم " ممثلين محترفين" .. إلى أي مدي يكون إيجابي أم سلبي في رأيك على صناعة الفيلم القصير .. وهل هي محاولة يلجأ لها المنتج لمغازلة التوزيع لتوزيع اوسع على مستوى المهرجانات .. أم ماذا؟
لايؤثر اختيار "النجوم" بشكل ايجابي أو سلبي ولكن العمل الجيد هو الذي يؤثر بشكل كبير ؛ آي ممثل أو( نجم) يُشارك في فيلم مصري لن يساعده ذلك على إنتاج عالمي ! لإن بالخارج لن يهتم أحد من بطل فيلم قصير، الإ لو تحدثنا عن ممثل في هوليود سيختلف الأمر بالطبع ، لكن مسألة توزيع الفيلم عالميًا بصورة أوسع مع نجم لن يفيد هذا النجم في التوزيع الإ لو تحدثنا عن ممثل مثل عُمر الشريف ! بصفته نجم عالمي .
أتمنى أن يكون هناك صناع أفلام للفيلم القصير فقط والوثائقي... وأتمنى مشاركة ممثلين كبار في الأفلام القصيرة، وأن يكون ذلك عادياً وليس جديداً أو لأسباب توزيعية
في رأيك ماهي التحديات التي تُواجه صناعة الفيلم القصير في مصر ؟
التحديات تدفعنا للحديث عن ماهية تعريف الفيلم القصير؛ لإنه لدينا أزمة في مصر تربطه بفكرة اللعبة أو الهواية وإنه يفتقر للجدية الكاملة الخاصة بصناعة الفيلم الطويل ؟! وأتمني حقيقي تغيير هذه النظرة لأن الفيلم القصير أهميته مثل أهمية القصية القصيرة في الأدب مثلا ، لا احد نسمعه يرى أن القصاصين للهواه والروايات للكتاب المحترفين! اتمني يكون هناك صناع افلام للفيلم قصير فقط وآخر وثائقي ، بل أن الفيلم القصير الآن اصبح له شكل جيد فى التوزيع على المستوى العالمي ومع المنصات الحديثة في السنوات الأخيرة وأصبحت صناعة الفيلم القصير مختلفة جدًا وشديدة الحماس ، واتمنى مشاركة ممثلين كبار في الأفلام القصيرة ويكون ذلك عاديًا وليس جديدًا أو لأسباب توزيعية . الأهم أن يتعامل الجميع مع الفيلم القصير بإنه ليس مشروع طلبة ولكن عمل فني مستقل لن يُحقق الربح التجاري كما الفيلم الطويل .
نعود لاختيارك لبطل " 16 " سيف حميدة .. كيف جاء ؟
اتذكر جيدًا حصولي على كم هائل من الصور الممثلين في أحد مكاتب ال casting خلال يوم ونصف ، واخترت صورة سيف وطلبت مقابلته بمفرده رغم النصائح بمقابلة ثلاث أو أربع وجوه جديدة، وهو اختيار مرتبط بالإحساس أيضًا كطريقة كتابتي لفكرة الفيلم ، ورغم إن صورته كانت قديمة وكبر في السن ل 21 عامًا، وقابلته لمدة 10 د.ق قررت إنه سيلعب بطولة الفيلم ، وطلبت منه تقليل الطعام ليفقد جزء من وزنه والتزم بكل الملاحظات .
وهل توقعاتك في قدراته وتمثيله حققت 100 % مما كنت تتخيله بعد تصوير الفيلم؟
جدًا وأكثر، كمخرج إذا لم تعجبني أى تفصيلة صغيرة بالفيلم لن تظهر على الشاشة تمامًا ، لكن "سيف" ولد موهوب جدًا ، لديه حماس شديد للتمثيل ، واحب جدًا التعاون معه في أفلام بالمستقبل .
في فيلمك الأول "15" كان من تأليفك وإخراجك بينما "ستاشر" قصتك وتعاونت مع مطور السيناريو محمد فوزي .. حدثني عن الفرق بين التجربتين؟
قاطعني ( خطير الولد ده) بكل ماتحمله الكلمة من حماس وإعجاب برفيقه فى كتابة الفيلم ، فوزي شخص مُلهم وذكي جدًا وتربطني به علاقة صداقة منذ 10 سنوات ، ذوقنا الفني مُتشابه وعملنا سويًا في مرحلة التجريب والمشروعات الأولي؛ للأسف لم نتعاون في فيلم " 15 " لانشغاله ، ولكن كان من أول الأشخاص الذين تعرفوا على قصة " ستاشر" ومطور السيناريو أو Script Doctor يعود دوره الهام لسببين ؛ إنه شخص لديه معرفة كبيرة بكتابة السيناريو ، البناء والحكي ، والسبب الأهم إنه شخص ذكي على المستوى الإنساني ويستطيع تحريكك كمخرج تجاه الدافع الحقيقي لعملك لهذا المشروع وهذا ينتج من خلال المناقشات الطويلة معه ، يستطيع أن يضع يدك على مناطق هامة جدًا وتفيدك ككاتب للعمل .
ماذا عن كواليس التصوير .. هل كانت هناك تحديات؟
فكرة الفيلم وخطوطه العريضة وُلدت منذ 2017 ، ولكن بدأت العمل مع محمد فوزي ديسمبر 2018 ، واستمرينا حتى انتهينا من تصوير الفيلم في فبراير 2020 ، استغرق تصويره يومين فقط . "ستاشر" قصة حب بين (روميو وجوليت) وأسطورة اورفيوس بالنسخة المصري . أما التحديات كانت تتمركز حول أزمة التمويل لفيلم قصير مما استغرق انتظار 3 سنوات لتمويله ثم البدء في تصويره.
كيف قرأت مانشيتات الصحف بأن سامح علاء انتصر على يوسف شاهين بالسعفة الذهبية لأول فيلم قصيرمصري ؟
أزعجتني كثيرًا هذه العناوين .. لاتصح اطلاقًا هذه المقارنة، لا نلعب رياضة لينتصر أحد على الآخر ،يوسف شاهين أكبر من أي جائزة، وسيظل "شاهين" مُخرج مُلهم لي ولكل ابناء جيلي في السينما .
جدير بالذكر أن المخرج المصري يوسف شاهين حصد جائزة اليوبيل الفضي من مهرجان كان السينمائي الدولي عام 1997 .
200 ألف جنيهًا انتجت فيلم " 16" .. الميزانية المحدودة صنعت فيلمًا ناجحًا وفائزًا بالسعفة الذهبية .. كيف تؤثر تجربتك على خريطة صناعة الأفلام المستقلة في مصر التي طالما سألنا صناعها عن تحدياتهم ؟
هو رقم كبير في مصر ولكن عالميًا قليل جدًا ، بالمقارنة بميزانية الأفلام التي تنافست في مهرجان " كان" ، فهناك أفلام مصورة على خام 35 مللي وتكلفتها الإنتاجية عالية جدًا ، ولكن كمخرج مؤمن بجودة العمل الفني ككل، عندما تُجهزي لإخراج فيلمك، عليك أن تتعاملي مع الميزانية المطروحة، وتصنعي لذاتك محددات وتتحركي في إطارها، ولكني اكتشفت مع الوقت أن هذه المحددات تخلق شكل إبداعي كبير جدًا، مما جعلني استخدمها بشكل إيجابي.
" 16" استغرق تصويره يومان فقط، في اليوم الثاني كان هناك لقطة يتطلب تصويرها وقت وإنتاج كبير، تم تغييرها، واؤكد لك الآن أن هذا التغيير حقق لي سعادة بشكل اكبر من الاختيار الأساسى المرسوم في الديكوباج للفيلم ، وهنا تأكدت من مقولة "David Fincher ("بأن المخرج الحقيقي تظهر موهبته عندما تغيب الشمس ولديه 4 لقطات يلزمه تصويرهم دون تأخير )، وعلينا كمخرجين مستقلين التكيف مع هذه المحددات سواء كانت في الإنتاج ، اللوكيشن، الممثلين ، ونستغلها بشكل إيجابي ونُكمل مشروعاتنا السينمائية ، ونستغل هذا الform في صناعة الفيلم الطويل.
شهدت السنوات الأخيرة طفرة في صناعة الأفلام القصيرة وإقبال جماهيري على مشاهدتها نراه فى صفوف حجز تذاكر المهرجانات أو Art houses .. في رأيك ماهي الأسباب الفنية والجماهيرية؟
ظاهريًا تبدو الplatforms الحديثة ساهمت في دعم صناعة الفيلم القصير ومشاهدته جماهيرية أكثر وأصبح لها سوق ومخرجين أكبر، ولكن المشهد في مصر وهذه الطفرة بدأت قبل 15 عام ، أتذكر مشاهدتي لأول مرة في مهرجان ساقية الصاوي للأفلام القصيرة عام 2007 ، وكان هناك زحام جماهيري كبير وأسماء لمخرجين ناجحين مثل شريف البنداري وفيلمه" صباح الفل" ، إسلام العزازي ، وظل كل عام تخرج أفلام قصيرة قوية وأسماء مخرجين مميزين مثل أدهم الشريف وفيلمه " أحد سكان المدينة" ، عمر الزهيري، أحمد شوقي حسن ، خالد معيط ، وصولا للعام الماضي وفيلم "فخ " لندى رياض وهذا العام "حنة ورد " لمراد مصطفى،
وهذا يعكس أن المناخ السينمائي ثري جدًا في صناعة الفيلم القصير ، وهذه الطفرة تعود في رأيي لظهور الكاميرا الديجتال عام 2000 ، وكانت بمثابة اختراع القلم السينمائي للأفلام القصيرة ، وأصبحنا كشباب مخرجين لدينا امكانية لصناعة افلام بعيدا عن الشكل الانتاجي الكبير والتقليدي.
يوسف شاهين أكبر من أيّ جائزة وسيظل مُخرج مُلهم لي ولكل ابناء جيلي في السينما
إلى مدي يؤثر هذه الموجة المميزة لمخرجي الأفلام القصيرة على الفيلم الطويل ؟
نحن نسير بخطوات جيدة جدًا ستذدهر أكثر مع المستقبل، وهنقدم كشباب سينمائيين سينما قوية ، وهذه التراكمية في مشهد صناعة الفيلم القصير ستنعكس بالضرورة على صناعة الأفلام الطويلة فى مصر خلال العشر سنوات المُقبلة ، نحن لسنا متأخرين ولكن مستوى الجيل السينمائي الجديد متقدم ومبدع جدًا .
"سنقدم كشباب سينمائيين سينما قوية، وهذه التراكمية في مشهد صناعة الفيلم القصير ستنعكس بالضرورة على صناعة الأفلام الطويلة في مصر خلال العشر سنوات المقبلة. نحن لسنا متأخرين، ولكن مستوى الجيل السينمائي الجديد متقدم ومبدع جداً" من لقاء مع سامح علاء
أخيرًا .. ماذا عن مشروعك القادم ؟
بدأت العمل على أول فيلم روائي طويل لي إسمه " 18 " ، تدور أحداثه في مدينة الإسكندرية، والفيلم في مرحلة الكتابة ، وسنذهب به لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 42 المقرر انعقادها في ديسمبر المقبل، من أجل البحث عن شراكات لتمويل الفيلم ، ويعتبر المشاركة في مهرجان القاهرة بمثابة أول خطوة احترافية تحدث في طريق إنتاج الفيلم الطويل .
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون