شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"إلى أين أيها الشعب المحافظ؟"... عابرة جنسياً كويتية تتهم شرطياً باغتصابها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 6 أكتوبر 202001:03 م

خيّرها الشرطي بين الاعتقال والاغتصاب.

هذا ما قالته روان (22 عاماً)، وهي عابرة جنسية كويتية، عبر حسابها على سناب شات، كاشفةً تعرّضها لاغتصاب من قبل شرطي في الأمن العام الكويتي.

كتبت: "عندي دليل كبير يدلّ على شرطة الكويت شلون يعاملون المثليين". (نوّه حساب مجتمع الميم العربي على تويتر بأنه "ليس من المؤكد إذا كانت الضحية امرأة ترانس أو مثلية الجنس" إلا أنها تُطلق على نفسها اسم روان).

ونشرت فيديو وهي تبكي وتقول: "إلى متى؟". 

ليس ما جرى لروان هو الحادث الأول من نوعه الذي يمسّ أفراد مجتمع الميم-عين وغير المنصاعين/ات للثنائية الجندرية في الكويت، إذ تعرّضت العابرة جنسياً ططوة المطيري في حزيران/يونيو الماضي للاغتصاب والتحرّش من قبل رجال شرطة وسجناء عقب سجنها في حبس الرجال.

ويُرجع نشطاء في مجال حقوق الإنسان ما يتعرّض إليه أفراد مجتمع الميم-عين في الكويت من انتهاكات إلى المادة 198 من قانون الجزاء المعدل بالقانون الرقم 36 لسنة 2007. تنصّ المادة على أنه "من أتى إشارة أو فعلاً مخلاً بالحياء في مكان عام بحيث يراه أو يسمعه من كان في مكان عام أو تشبه بالجنس الآخر بأي صورة من الصور يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز ألف دينار (نحو 3250 دولاراً أمريكياً) أو بإحدى هاتين العقوبتين". 

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بقضايا حقوق الإنسان قد حذّرت عام 2008 من أن "قانون التشبه بالجنس الآخر القمعي يشجع على انتهاكات الشرطة".

وأكدت أن "القوانين الخاصة بارتداء أنواع مغايرة من الثياب، والتي تستند فقط إلى التقسيم المألوف للنوع، تقيد حرية التعبير وحرية الشخص في جسده. والعناصر المستهدفة الوحيدة في القانون الكويتي كانوا من العابرين جنسياً، وهم أشخاص ولدوا في جنس معين ويعتقدون بشدة أنهم ينتمون لجنسٍ آخر"، مضيفة أن هذا القانون "يهدف إلى مزيد من التقييد لحقوقهم، ويلغي تماماً وجودهم العلني". 

ونقلت المنظمة عن عابرين جنسياً قولهم إنهم يخشون مغادرة بيوتهم، حتى للذهاب إلى العمل، خشية الاعتقال والمعاملة السيئة.

ولا تسمح الكويت للعابرين جنسياً بتغيير بطاقات الهوية ولا بإجراء عمليات جراحية لتغيير مظهرهم.

كانت هيومن رايتس ووتش قد حذّرت من أن "قانون التشبه بالجنس الآخر القمعي يشجع على انتهاكات الشرطة"... عابرة جنسياً تتهم شرطياً كويتياً باغتصابها

إساءات الشرطة

كذلك نشرت هيومن رايتس ووتش تقريراً بعنوان "يصطادوننا لمتعتهم"، وثّقت فيه "التمييز وعنف الشرطة ضد النساء العابرات جنسياً في الكويت" بسبب القانون الذي "يُعَد بذاته انتهاكاً لحقوق الإنسان".

قالت إنه بالرغم من أن العابرات جنسياً بتن يرتدين الملابس الرجالية ويعرّفن عن أنفسهن كرجال لتفادي الاعتقال، فإن ذلك لم يردع الشرطة التي استمرت بتوقيفهن بناء على "الصوت الرقيق" أو "البشرة الناعمة" أو غيرهما من الصفات الجسدية التي لا يمكن التحكم بها.

وأشارت إلى أن جميع النساء اللواتي قابلتهن أكّدن على تعرضهن للإساءة من الشرطة كالضرب والعنف الجسدي اليدوي أو استخدام كابلات والسخرية اللفظية والإهانة من خلال إجبارهن على تنظيف الحمامات أو تعريتهن أمام الملأ في مراكز الشرطة أو التحرش بهن حنسياً.

ولفتت عدة عابرات جنسياً إلى أن الشرطة ابتزتهن من أجل الجنس وهددتهن بالتوقيف في حال الرفض، فيما قالت أُخريات إن الشرطة تستخدم القانون وضعف الأشخاص العابرين/ات من أجل الجنس السهل والخالي من العواقب، بحسب ما وثقته هيومن رايتس ووتش.

وقلما تلجأ العابرة جنسياً للتبليغ عن إساءات الشرطة بسبب الخوف من إعادة توقيفها أو الانتقام أو بسبب تهديد مباشر من المعتدي.

"بعض العابرات جنسياً أشرن إلى أن الشرطة الكويتية ابتزتهن من أجل الجنس وهددتهن بالتوقيف في حال الرفض، فيما قالت أُخريات إن الشرطة تستخدم القانون وضعف الأشخاص العابرين/ات من أجل الجنس السهل والخالي من العواقب"

"إلى أين يا أيها الشعب المحافظ؟"

ومن أوائل المُعلّقين على حادثة روان، الناشطة في مجال حقوق الإنسان الكويتية دلال مسلّم التي طالبت بحقّ الضحية، وتساءلت: "إلى أين يا أيها الشعب المحافظ؟". 

وفي حديث مع رصيف22 قالت مسلّم إن هذه ليست المرة الأولى التي تسمع فيها عن اغتصابات تحدث للمثليين أو العابرين جنسياً في الكويت، مُرجعةً السبب إلى قانون المادة 198 الذي وصفته بـ"المطاطي". 

أضافت: "لا يوجد أخلاق ولا إنسانية. الشرطي يحتمي بالقانون لمساومته على حريته مقابل الجنس... ثم يقولون نحن مجتمع محافظ لا نرضى بالمثليين في بلادنا...".

ووصفت المسلّم حال مجتمع الميم في الكويت بالقول: "هم أشبه بالموتى. بالمُعدمين. لا حياة لهم. أظل أنصحهم بالهجرة من هذه البقعة غير الإنسانية. الإنسانية ليست فقط بإرسال التبرعات للدول المحتاجة ولكن أيضاً بضمان حقوق الإنسان واحترام حياته وميوله".  

كتب مغرّد من أفراد مجتمع الميم: "الكويت الديمقراطية مو قادرة تستوعب المثليين، ولا تحميهم من الشرطة نفسها. الشرخ الأوسخ إلى أين؟ لا قادرين يلتزمون بتعاليم دينهم ولا تعاليم الديمقراطية والعلمانية الحقيقية. ضايعين حرفياً!".

ونشط هاشتاغ على تويتر هو "#اغتصاب_مثلي_من_شرطي" تضامناً مع العابرة جنسياً روان. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard