حملة "وشاية إلكترونية منظّمة" شنّها أنصار التيار الوطني الحر في لبنان على الناشطة الاجتماعية والسياسية أماني دنهش، الشهيرة بـ"أمونز"، بسبب نقدها الساخر للرئيس ميشال عون. تسببت الحملة بإلغاء إقامتها في دولة الإمارات حيث تعمل.
أعرب عدد كبير من اللبنانيين عن تضامنهم مع الشابة، التي اشتهرت بمقاطعها الساخرة التي تنتقد جميع أطراف السلطة من دون تحيز، عبر وسم #كلنا_أمونز، مستنكرين ما وصفوه بـ"وقاحة جمهور السلطة في ملاحقتها إلى مكان عملها والتسبب بقطع مصدر رزقها".
"أبداً مش رح بطل"
تعليقاً على الحملة المتواصلة، قالت أمونز لرصيف22 إنها علمت بوجود حملة من العونيين -نسبة إلى كنية الرئيس اللبناني- ضدها عبر تويتر، تضمنت قذفاً وسباً وتشهيراً وعريضة تخاطب وزارة الداخلية الإماراتية بالقبض عليها وترحيلها إلى لبنان من أجل محاكمتها على ما بدر منها ونشر بعضهم رقم هاتفها لإرسال الشتائم لها، وذلك من أصدقائها لعدم امتلاكها حساباً على هذه المنصة.
"قاهرة العونية ملكة الهضامة"... أنصار الرئيس اللبناني يشنّون حملة "وشاية إلكترونية منظمة" ضد الناشطة أماني دنهش تسببت بإلغاء إقامتها في دولة الإمارات لانتقادها "جدو الغفيان". لبنانيون يسألون: في أحقر من هيك؟
ولفتت إلى أنها لم تهتم بالأمر بدايةً لاعتقادها أنها في بلد يحكمه القانون ويحسن التعامل مع الوافدين والمقيمين، شأنهم شأن المواطنين. لكن الوضع تطور سريعاً إذ تواصلت معها شركة كانت تعمل فيها وسرّحتها عقب أزمة فيروس كورونا، وأبلغتها أن خطاباً وصلها من شخص يحث الإدارة على طردها من العمل، واصفاً إياها بـ"غير المحترمة وتهين الرئيس اللبناني"، وداعياً الشركة إلى اتخاذ إجراءات ضدها، كفصلها عن العمل مع التذكير بأغنية ساخرة أدتها قبل نحو الشهرين متوجهة بها إلى رئيس الجمهورية.
في ما يلي مقطع من الأغنية:
"وحياة ولادك، ورحمة أجدادك، كرمال أحفادك، حل عن لبنان. تزوجنا الذل وقرطوا (سرقتوا) الكل. مش رح منفل يا جدو الغفيان (الرئيس عون). يستر ع فخادك، حل عن لبنان".
ومقطع آخر:
: "شو رح أحكيلك يا بو الشباب، بعنا الكلسون وباقي التياب. إنسى اللحمة وتهوي الفحمة، صرنا نقرا تاريخا بكتاب. هيلا هيلا وهيلا هيلا هو الكرسي مش إلك يا حلو".
وأضافت دنهش: "اللي صار وبسبب الإيميل هيدا، الشركة ألغت إقامتي. الآن أبحث عن بديل لعمل إقامة جديدة"، لافتةً إلى أنها لا تخشى أي تحرك من دولة الإمارات ضدها لأنها "بلد قانون، وأنا ما قربت على البلد أو حكامها ما بيقربوا عليكي. نحن ببلد ديمقراطي". كما أكدت أن أهلها "داعمون لها" وأنها "أبداً مش رح بطل، أبداً مش رح وقف" انتقاد جميع أطراف السلطة والفساد في بلدها.
أماني دنهش لرصيف22: "الحملة نجحت في إلغاء إقامتي من قبل شركة كنت أعمل فيها وأبحث عن بديل. الإمارات لن تتحرك ضدي لأني لم أمس حكامها"، مشددةً: "أبداً مش رح بطل، أبداً مش رح وقف. أهلي يدعمونني والعونية انزعجوا من ‘يستر عفخادك‘"
ونبهت أمونز إلى أنها "مش بس بنتقد التيار أو الحزب. أنا بنتقد كل الأطراف السياسية. ما عندي ميول لأي طرف سياسي، وأنا انتقادي بيجي عالكل. فيديواتي انتقادات ساخرة، بوصل الكلمة بطريقة مهضومة وبتضحك". وهو ما تظهره مقاطعها التي تابعها رصيف22.
"عار على جمهور السلطة"
ونشط لبنانيون كثر معلنين الوقوف إلى جانب أمونز ضد ما وصفوه بـ"انعدام الضمير والأخلاق" من قبل "الجيش الإلكتروني للسلطة". ورأوا أن "العونية حالة مرضية"، مطالبين بسن "قانون اجتثاث العونية" عقب انتهاء رئاسة عون تماماً كما حدث مع حزب البعث عقب إسقاط الرئيس الراحل صدام حسين في العراق.
وقالت رولا الحلبي إن دنهش، التي توصف بأنها "ملكة الهضامة" و"قاهرة العونية"، "بتمثل كل لبناني مخنوق من الفساد، والظلم، والقرف من المنظومة الفاسدة والمتسلطة التي نهبت شعب بأكمله"، واصفةً ما يجري معها بأنه يلخص "قصة وطن".
واستغرب الناشط بيار حشاش أن يتحرك العونيون وحدهم ضدها من بين جميع شركاء السلطة الذين تنتقدهم أمونز. وأضاف: "أمونز من جماعة ‘كلن يعني كلن‘. والكل اتقبل نقدها: من حركة أمل، من تيار المستقبل، الاشتراكية، والكتائب. بس في فئة واحدة ما اتقبلوها، مين قولكن؟ مظبوط التيار الوطني الحر".
وتابع: "عملوا عليها حملة منظمة من جيش إلكتروني منظم. سيبكم من المسبات والشتائم والتهديدات، راحوا لأبعد من هيك بكتير: استخبروا عنها وعرفوا أنها بتشتغل بدبي وعملوا التغريدات كلها موجهة لوزير الداخلية الإماراتي!"، متسائلاً ماذا سيكون الموقف لو أن أمونز تقيم في بلد قوانينه صارمة وتعرضت للسجن أو حتى للإعدام بسبب حملة من هذا النوع المقيت؟
"العونية حال مرضية"... غضب في أوساط الناشطين اللبنانيين بسبب استهداف "الجيش الإلكتروني للسلطة" أماني دنهش، وتساءل فريق كبير منهم: "هجرتوا نص البلد. ما بدكن ياهم يرجعوا ولا بدكن يانا نضل، بدكن يانا نهاجر. شو بدكم منا يا خيي؟"
وعلّق الناشط بيار بعقليني في مقطع فيديو: "أد ما أنكم فاشلين، أد ما أنكم عار، أد ما أنكم حرامية، هجرتوا نص البلد، مهجرينا للبنت، مخلينها تشتغل برا البلد متل كتير شباب من عمرنا. نحن عم منحارب لنضل، في عالم برا عم بيحاربوا ليرجعوا ما بدكن ياهم يرجعوا ولا بدكن يانا نضل بدكن يانا نهاجر. شو بدكم منا يا خيي؟ ما في وقاحة هالقد يا زلمة! (...) يا للعار على هيك سلطة. يا للعار على هيك جمهور أحزاب".
وكانت أمونز قد كتبت ذات يوم: "للمرة المليون أنا عايشة برات لبنان من ورا هالقرطة (المجموعة) الفاسدة والحرامية (...) وبالنسبة للفيديو اللي بنزلو على ‘صفحتي الشخصية‘، هيدا شي بيرجعلي. حريتي أحكي عن اللي بدي ياه وبالطريقة اللي بدي ياها. إذا عايشة برات لبنان، الشي الوحيد اللي ممكن أعمله هوي أحكي باسمي وباسم كتير ناس بيطلبو مني هالشي".
وأضافت في المنشور نفسه: "ما فيني حبب كل الناس فيي. وما فيني أتوافق بالرأي مع كل الناس. اللي مزعوج من آرائي هيدي حريتو الشخصية. ما بجبر حدا يتابعني".
ويشهد لبنان، منذ انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ملاحقات أمنية وقضائية واسعة للناشطين بسبب انتقاد المسؤولين والسلطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويبدو أن السلطة قررت أن تذهب أبعد من ذلك فتلاحق حتى اللبنانيين في الخارج، وإن بشكل غير رسمي، عبر "ذبابها الإلكتروني".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين