قد تواجه صانعتا أفلام نيجيريتان حكماً بالسجن مدّة 14 عاماً إذا تجاهلتا تحذيرات السلطات النيجيرية وأطلقتا فيلمهما IFE (أي "الحب" في اللغة اليوروبية وهي لغة رسمية في نيجيريا) الذي يروي قصة حبّ مثلية الجنس.
تدور أحداثه حول شابتين وقعت إحداهما في حب الأخرى عقب قضائهما ثلاثة أيام معاً، يبدأ بعدها اختبار هذا الحب في دولة تُحرم المثلية الجنسية وتعاقب عليها بموجب القانون.
تقول منتجة الفيلم Pamela Adie ومخرجته Uyaiedu Ikpe-Etim إنهما مصرّتان على عرض الفيلم للجمهور النيجيري، إلا أن المجلس النيجيري للرقابة على الأفلام والفيديو (NFVCB) يقول إن الفيلم لم ينل الموافقة لأنه "ينتهك قوانين البلاد الصارمة بشأن المثلية الجنسية".
وللتحايل على المنع، قد يُعرض الفيلم على الإنترنت (Pay-on-demand) بشكل مفاجئ، لا في دور العرض السينمائية. ومع هذا، يقول المجلس الرقابي إنه يراقب جميع المنصات الرقمية لمنع الفيلم من العرض، وإن صانعتيْ الفيلم قد تواجهان حكماً بالسجن 14 عاماً بسبب ترويجهما للمثلية الجنسية في بلد تُحرّمها.
ويضيف رئيس NFVCB: "لا توجد مساحة لفيلم Ife أو غيره من الأفلام المثلية في نيجيريا، وفقاً للقانون".
ويشدد على أن الرقابة، بغض النظر عن كيفية طرح الفيلم، مسؤولة ما دام الفيلم يتحدث عن قصة مثلية نيجيرية.
وبحسب صناع الفيلم، سيكون هناك عرض دولي أول بكندا في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
يُذكر أن رئيس نيجيريا آنذاك، غودلوك جوناثان، وقّع في السابع من كانون الثاني/يناير 2014 على مشروع قانون حظر الزواج من الجنس نفسه، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة انتهاكاً لحقوق الإنسان. وتقول إنه لا يبرر عدم تأييد الأغلبية للمثلية الجنسية لأسباب أخلاقية أو دينية، تجريم أو التمييز ضد الأشخاص المثليين.
ويتضمن القانون حكماً بالسجن 14 سنة لمن يتزوج من الجنس نفسه، وبالسجن عشراً لأي شخص يعمل على إدارة أو تحريض أو مساعدة زواج من الجنس نفسه أو المشاركة في مراسم زواج مدني. وينص القانون على أن "أي شخص (أو مجموعة من الأشخاص) يدعم تسجيل وتشغيل أندية مثليي الجنس والجمعيات والمنظمات والاجتماعات في نيجيريا يكون قد ارتكب جريمة وعرضة في حال إدانته للسجن عشرة أعوام".
"بصفتك فرداً من أفراد مجتمع الميم، فأنت دائماً تحت رحمة أشخاص لا يفهمون معنى أن تكون مثلياً. وكي ينظر المجتمع إلى هذه الفئة بصورة مختلفة، يجب عليّ سرد الحكاية الكاملة"... قد تواجه صانعتا أفلام نيجيريتان حكماً بالسجن 14 عاماً بسبب فيلم يروي حكاية حب مثلية
حبّ مثلي نيجيري
تقول منتجة الفيلم إن الهدف منه "إظهار صورة دقيقة للنساء المثليات والمزدوجات الميول الجنسية Bisexuals في الأفلام النيجيرية".
وأوضحت في حديث إلى "بي بي سي": "إن ظهرت امرأة مثلية الجنس في أحد أفلام Nollywood، فغالباً ما تُصوٰر كما لو أنها متأثرة بأصدقاء سيئين أو مجبرة على المثلية الجنسية ومحتاجة إلى من 'ينقذها'".
وأضافت: "قلما نرى قصصاً عن مجتمع الميم (مثليي الجنس ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً وغير المنصاعين/ات للثنائية الجندرية) خاصةً عن النساء المثليات الموجودات في حياتنا". ورأت أن الفيلم صُنعَ لسدّ هذه الفجوة، وليبدأ النقاش عن هذا الموضوع علناً في نيجيريا.
ومن المرجح أن يسمح هذا الفيلم بسرد الحكايات المثلية في نيجيريا أخيراً.
يتضمّن الإعلان الدعائي للفيلم لقطة لبطلتي الفيلم Ife وAdora وهما تتحدثان عن الحبّ والمصاعب والتحديات التي يواجهها مجتمع الميم، وخاصة في محيط العائلة.
ومما ورد في حوارهما:
"هل من السابق لأوانه القول إني قد وقعت في حبك؟".
"نحن مثليتان جنسياً، هذا هو الوقت المثالي".
"في السابق، قيلت لنا قصص من طرف واحد. ما نفعله في الفيلم هو تطبيع تجارب المثليين وتطبيع رومانسية أفراد مجتمع الميم"... قد تواجه صانعتا أفلام نيجيريتان حكماً بالسجن 14 عاماً بسبب فيلم يروي حكاية حب مثلية
تحدي المعتقدات السائدة
تقول الممثلة Uzoamaka Aniunoh التي جسّدت دور Ife إن والدتها "تصالحت" مع الشخصية التي ستلعبها في الفيلم بعد نحو أسبوع من إخبارها.
هنا علّقت الممثلة Cindy Amadi التي لعبت دور Adora: "وهذه الفترة تعتبر قليلة جداً لأم نيجيرية".
في إطار متصل، تشن الشرطة النيجيرية حملات على "المشتبه فيهم" من أفراد مجتمع الميم، وهو ما أجبر معظمهم على الاختباء. علماً أن نيجيريا واحدة من 30 دولة تُجرّم المثلية الجنسية لأن "مجتمعها متديّن وتقليدي، وتعارض الديانتان المسيحية الإسلام فيها المثلية".
على هذا الصعيد، تقول مخرجة الفيلم إن تهميش أفراد مجتمع الميم بحجة أنهم "غير أخلاقيين"، هو ما دفعها تحدي المعتقدات السائدة وما ألهمها للقيام بالمشروع.
وتضيف: "في السابق، قيلت لنا قصص من طرف واحد. ما نفعله في الفيلم هو تطبيع تجارب المثليين، وتطبيع رومانسية أفراد مجتمع الميم".
وصرّحت لـ"بي بي سي" بأن الفيلم بداية لمحو "العار" الذي يواجه النساء المثليات والمزدوجات الميول والعابرات جنسياً".
وأظهر استطلاع رأي أُجري عام 2019 زيادة قبول أفراد مجتمع الميم في نيجيريا، إذ قال 40% من النيجيريين الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يمانعون أن يكون أحد أفراد أسرتهم من مجتمع الميم، فيما كانت نسبة هذه الفئة عام 2017 نحو 17%.
"بصفتك فرداً من أفراد مجتمع الميم، فأنت دائماً تحت رحمة أشخاص لا يفهمون معنى أن تكون مثلياً. وكي ينظر المجتمع إلى هذه الفئة بصورة مختلفة، يجب عليّ سرد الحكاية الكاملة"، تقول المخرجة Uyaiedu Ikpe-Etim.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع