شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
زنزانته بلا أجهزة تناسب إعاقته...

زنزانته بلا أجهزة تناسب إعاقته... "داعية الكراهية" يقاضي أمريكا بسبب ظروف سجنه "القاسية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 31 أغسطس 202003:59 م

شرع "داعية الكراهية" و"أكثر الدعاة تشدداً في بريطانيا"، مصطفى كامل مصطفى، الملقب بـ"أبو حمزة المصري"، في مقاضاة السلطات الأمريكية بسبب الظروف "القاسية" لسجنه ومعاناته "التوتر والقلق". وهو يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة على خلفية إدانته في قضايا إرهاب.

وكان أبو حمزة (62 عاماً)، الإمام الأسبق لمسجد فنزبري بارك (شمال لندن) والمعتقل منذ عام 2004 في بريطانيا بتهمة التحريض على العنف، قد سُلّم إلى نيويورك عام 2012 بعد معركة قانونية استمرت ثماني سنوات.

وهو منذ عام 2015، محتجز في سجن "إيه دي إكس فلورنس" الفدرالي الشديد الحراسة في ولاية كولورادو الأمريكية، حيث يُزجّ بالسجناء في زنازين "شبيهة بالأقفاص" 23 ساعة في اليوم، ويخضعون لنظام "إجراءات إدارية خاصة"، ويُحظّر عليهم الاتصال بالآخرين .

"محروم من أشعة الشمس وأسنانه تعفنت ويعاني التوتر والقلق"... "داعية الكراهية" المحكوم بالسجن مدى الحياة في جرائم إرهاب، أبو حمزة المصري، يقاضي أمريكا بسبب "ظروف سجنه القاسية والمهينة"

"معاملة غير إنسانية ومهينة"

وقد أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية بأن أبو حمزة يشكو في دعواه "المعاملة غير الإنسانية والمهينة" في السجن الأشد حراسة في العالم، و"الظروف القاسية وغير العادية في الحبس الانفرادي المطول والمستمر والخطير منذ عام 2012".

ويختصم الداعية المتشدد في دعواه المدنية وليام بار، المدعي العام الأمريكي، زاعماً أنه يضطر إلى تمزيق عبوات الطعام بأسنانه "المتعفنة" بعد إزالة خطافه أو أي طرف صناعي آخر لذراعيه. ويعيش أبو حمزة بلا ساعدين وبعين واحدة بعدما فقد الأخرى في أفغانستان قبل اعتقاله بسنوات عدة.

يقول أبو حمزة إنه "حُرم من أشعة الشمس والضوء الطبيعي في زنزانته المنعزلة" ويعاني "التوتر والقلق" منذ حرم من الزيارات العائلية عام 2012. ولا يسمح له إلا بمحادثة أسرته هاتفياً 45 دقيقة شهرياً.

في الغرب حيث لحقوق الإنسان شأن عظيم، يقاضي إرهابي خطير أمريكا مطالباً بحقه في ظروف سجن آدمية، بينما الآلاف من معتقلي الرأي والسجناء السياسيين في الدول العربية محتجزون بلا جريمة ولا يحق لهم الشكوى من الانتهاكات الجسام والتعذيب

وأشار إلى إضرابه عن الطعام 10 أيام على الأقل احتجاجاً على ظروف سجنه تلك، لافتاً إلى أن زنزانته غير مجهزة على نحو يناسب إعاقته، خاصةً مع عدم وجود مرحاض مناسب للمعوقين، وهذا ما يجعله "يلوّث ملابسه غالباً" ويتسبب بنزيف جذع ذراعه عند فتح صنابير المغسلة.

توضح وثائق المحكمة أن "المدعي فقد ثلاث أسنان نتيجة فتح أكياس الطعام بها. جميع الأسنان الأمامية متهرئة ومؤلمة. يمكن رؤية بعض الأعصاب".

أبو حمزة، الذي قال إنه تُرك من دون أن يقص أحد أظافر قدميه ذات مرة 14 شهراً، شكا اضطراره إلى تناول طعام كوشير لأن الوجبات الحلال اليهودية تقدم في صوانٍ "يسهل تناول الطعام منها" مقارنةً بالطعام الحلال وفق الشريعة الإسلامية، واصفاً هذه الخطوة بأنها "مرهقة دينياً".

في سياق متصل، رأى المتهمون في القضية، منهم بار ورئيس مصلحة السجون الأمريكية، أن الدعوى ينبغي أن ترفض لأنها "غامضة ولا يستطيع المتهمون تحضير رد معقول" عليها.

تاريخ من التحريض على العنف وتسهيله

لدى أبو حمزة، المولود في مصر عام 1958، تاريخ طويل من الدعوة إلى "الجهاد" والعنف وتسهيل الهجمات الإرهابية والإشادة بها. 

وظهرت ميول الرجل، الذي درس الهندسة المدنية قبل أن يسافر إلى بريطانيا عام 1979 وعمل في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية فترة من الزمن، إلى الإسلام والسياسة مطلع ثمانينيات القرن الماضي. ولا يخفي تأثّره بالثورة الإيرانية على وجه الخصوص.

"لم يقص أحد أظافر قدميه مدة 14 شهراً"... داعية مدان بالإرهاب يطلب تعويضاً من السلطات الأمريكية، شاكياً عدم تجهيز زنزانته بمرحاض مخصص لذوي الإعاقة، وهذا ما يجعله "يلوث ملابسه غالباً"

عام 1987، توجه للمرة الأولى إلى أفغانستان حيث فقد ذراعه وإحدى عينيه، ثم عاد إلى بريطانيا عام 1993 لتلقي العلاج. بعد عامين، غادرها لكن هذه المرة إلى البوسنة لدعم المسلمين هناك في محاولة الانفصال عن يوغوسلافيا.

خلال فترة قصيرة، برز أبو حمزة "شخصية قائدة في المشهد الإسلامي في بريطانيا"، متحولاً إلى الدعوة، إذ أصبح إماماً لمسجد فنزبري بارك منذ عام 1997. وتعاظم نفوذه داخل بريطانيا بعد ذلك بعامين.

وبرغم استجواب شرطة سكوتلانديارد له على خلفية الاشتباه في تورطه في تفجير باليمن، وسجن ابنه محمد هناك ثلاث سنوات بتهمة التورط في جرائم عنف مزعومة، عزز وضعه كخطيب للمسجد. ومن داخله، أشاد بمنفّذي هجمات سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة في ذكراها الأولى.

وعقب القبض على موالين له تورطوا في تفجير فاشل بلندن، دهمت الشرطة المسجد، مطلع عام 2003، وأغلقته قبل أن تعيده إلى الأمناء. ومنع أبو حمزة من الخطابة فيه لكنه استمر في الخطابة في المصلين يوم الجمعة أمام المسجد.

عام 2004، اعتبرت الولايات المتحدة أن أبو حمزة "يسهل الأعمال الإرهابية في العالم" فاعتقلته. وبعد خمسة أشهر، وجهت إليه نحو 15 تهمة في بريطانيا على صلة بـ"إلقاء خطب وكتابة مؤلفات إرهابية" حكم على أثرها بالسجن سبع سنوات.

واستمرت واشنطن في سعيها إلى تسلمه لمحاكمته لديها في معركة قانونية مع بريطانيا فازت بها أخيراً عام 2012.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard