تواجه المرأة في المجتمعات العربية، وفي كل المجتمعات، صنوفاً شتى من العنف، أشدها قسوة الاعتداءات الجنسية والتحرش. يحدث ذلك بشكل شبه يومي في الشارع وأماكن العمل، وأي مكان يتواجدن فيه. لكن الكارثة عندما يكون الجناة في منازلهنّ، وأقرب الناس إليهنّ.
الأشخاص الذين يتوجب عليهم حماية الفتيات، من أب أو شقيق أو خال أو عم، يتحوّلن أحياناً إلى معتدين، والمنازل التي يعتقد البعض أنها مصدر للأمان والثقة تتحوّل إلى جحيم.
"خالي اغتصبني وأمي تخلّت عني"
مرّ 17 عاماً ولا تزال أميرة تذكر اللحظة التي هاجمها فيها خالها واغتصبها. كانت طفلة بعمر الست سنوات فقط. لم تدرك وقتها طبيعة ما يحدث غير الألم الكبير الذي شعرت به ولا يزال يسكنها حتى اليوم.
أميرة علي فتاة مصرية تعمل في مجال التمثيل وتنشر عادة فيديوهات ترفيهية وغنائية عبر حسابها على فيسبوك، لكن قبل فترة، قررت نشر فيديو غير كوميدي بالمرّة، لا بل تراجيدي.
ظهرت في حالة انهيار تام، وقالت إنها تعاني من أزمة نفسية قاتلة منذ 17 عاماً، بسبب تعرّضها للاغتصاب على يد خالها، وإنها تخشى الموت وحيدة، وليس لديها عائلة أو أصدقاء.
تخضع الفتاة المصرية في الوقت الحالي للعلاج، إثر إصابات بالغة نتجت عن محاولتها الانتحار في 7 تموز/ يوليو 2020، بعد أقل من 24 ساعة من نشر الفيديو. أرادت الهرب من الضغوط النفسية والاجتماعية التي تعرّضت لها بعد إعلان قصتها، وخاصة من أمها التي لم تساندها وفضلت إنكار الموضوع دعماً لشقيقيها، فألقت بنفسها من سيارة كانت تسير على الطريق السريع.
تروي أميرة لرصيف22 أن خالها اغتصبها قبل 17 عاماً، ثم تناوب هو وخال آخر لها على اغتصابها لسنوات بعد ذلك، وتقول إنها تعاني منذ ذلك الوقت من أزمة نفسية شديدة، وإنها، وفقاً لتشخيص الأطباء، مريضة بحالة اكتئاب حادّ قد يؤدي إلى الوفاة.
تحكي أميرة أن والديها انفصلا وهي في الخامسة من عمرها، وتزوج كل منهما، ما اضطرها وأختها للعيش في منزل جدتهما. هنالك، تعرضت للاغتصاب وهي طفلة بعمر الست سنوات، ولم تستطع الحديث وقتها لأن الخال كان مصدر رعب بالنسبة لها، وكانت خائفة جداً من رد فعله إذا أخبرت أمها أو جدتها، و"كنت طفلة، لم أستوعب أصلاً ما كان يحدث، ولم يحدث مرة واحدة ولكن ظل يتكرر حتى بلوغي الـ14 من عمري".
تركت الطفلة المدرسة ومنزل جدتها، وراحت تعمل للإنفاق على نفسها. وتضيف: "كنت طفلة عندما قررت ترك منزل جدتي وعملت كخادمة، وفي محل للعطارة، وفي مصنع لجمع وتدوير القمامة، وكلها كانت أعمالاً قاسية جداً على بنت في عمري، لكنها كانت أرحم من الجحيم الذي كنت أعيش فيه في منزل جدتي، بسبب اعتداء خاليّ المتكرر عليّ".
وتتابع: "لم يكن لديّ ملجأ سوى منزل أمي. عشت معها لمدة عامين، لكن المصيبة أن زوجها حاول التحرش بي أكثر من مرة، ما دفعني إلى مصارحة أمي بالحقيقة كلها، فتحدثت مع زوجها لكنه أقنعها بأنه كان يختبر ردة فعلي ويقيس مدى تربيتي".
تلقي أميرة باللوم على والدها في المقام الأول، لأنه لم يتحمل مسؤوليته تجاه ابنتيه، وتركهما، وتقول إنها لم تره منذ نحو 10 سنوات، وتطالب النيابة العامة المصرية كما تناشد الرئيس المصري بمساندتها لاسترداد حقها وحق أختها التي تحرّش بها خالها أيضاً، حسبما تروي، وتطالب بحبس خاليها وزوج أمها وأبيها أيضاً.
وعن موقف أمها تقول إنه كان موقفاً صادماً للغاية. بعد أن حكت لها القصة، أجابتها بأن خالها "كان مراهقاً ولم يقصد".
حالياً، تعيش أميرة في القاهرة، بعد أن هربت من الإسكندرية وهي بعمر الـ16 عاماً، وسط ظروف نفسية واجتماعية صعبة جداً، كما تواجه تهديدات من عائلتها بعد الحديث عن الموضوع، وتستعد لبدء الإجراءات القانونية ضد المعتدين، بعد أن تتعافى من إصابتها وتتمكن من الحركة.
تشعر الشابة باليأس من استرداد حقها لأن المحامين أخبروها أنه من الصعب الحكم بعقوبة على خاليها لعدم وجود دليل ولا شهود على واقعة الاغتصاب.
"ظننت أن أبي يضربني لكنه اغتصبني"
قصة سعاد (اسم مستعار) أكثر بشاعة، لأن البطل هو والدها. تروي الشابه الثلاثينية لرصيف22 أن والدها اعتدى عليها جنسياً وهي في عمر الـ16، ما سبب لها صدمة لم تستطع تجاوزها أبداً، وتقول لرصيف22 إنها لا تزال لا تصدق أن ذلك حدث بالفعل وتظن في كثير من الأحيان أنه مجرد كابوس وسيمرّ.
تحكي: "كانت الأمور في منزلنا تسير بشكل طبيعي جداً وعلاقتي بوالدي لم تكن سيئة. كان قاسياً بطبعه، لكن لم أشعر أنه كان ينظر إليّ نظرات سيئة، ربما كان ذلك موجوداً لكنّي لم أشعر به".
وتتابع: "المصيبة حدثت في ليلة كنت في غرفتي واستعدّ للنوم، بعد يوم مرهق بدأته في المدرسة وأكملته في ‘المذاكرة’. فوجئت بوالدي يدخل غرفتي، ويتصرف بشكل مقزز ويتحرش بكل منطقة في جسمي. في البداية قاومت وصرخت، لكنّي فقدت الوعي بسرعة لأنّي كنت مرهقة جداً ولم أستوعب أصلاً ماذا يحدث. في الدقائق الأولى ظننت أنه يضربني وكان ذلك يحدث من وقت لآخر عندما أغضبه".
"الانتحار كان شبحاً مقيماً دائماً معي في رحلتي... كنت أتخيّل سيدة عجوز تسحبني من يدي وتقول لي هذا هو الخلاص من هذه المأساة التي لا يمكن تحملها"
وتضيف: "عندما استيقظت من حالة الإغماء كنت قد فقدت عذريتي. الدم كان على السرير. حاولت استجماع قوتي وفهم ما حدث، لكنّي لم أستوعب، وقررت الهروب من المنزل، لأن المواجهة كانت صعبة. أمي كانت ‘طيبة وحنينة’ لكن لو علمت بما حدث ‘كانت هتموت’. لذلك فضلت الفرار، وبالفعل هربت من البلدة التي كنت أقيم فيها، في دلتا مصر، إلى القاهرة، وطبعاً أعيش حياة مأساوية منذ ذلك الوقت، وأحاول التعايش مع حالة الاكتئاب، وطبعاً حاولت الانتحار. حياتي تدمرت تماماً ولم أكمل تعليمي، وأعيش وحيدة وأمنيتي أن أرى أمي وإخوتي".
"الانتحار كان شبحاً مقيماً دائماً معي في رحلتي"، تقول وتضيف: "كنت أتخيّل سيدة عجوز تسحبني من يدي وتقول لي هذا هو الخلاص من هذه المأساة التي لا يمكن تحملها".
وتتابع: "أزمتي كانت كارثة وكان صعباً على عقلي أن يصدّق أن والدي هو ‘اللي عمل معايا كده’. أنا طبعاً لم أنسَ في حياتي ولكن لمجرد أني أستعيد تفاصيل الحكاية وأحكيها الآن أشعر بوجع رهيب. كانت لديّ أحلام كبيرة وكنت متفوقة في مدرستي جداً، وكل هذا ضاع بسبب تصرف قاسٍ من هذا الرجل".
"الحمد لله في الوقت الحالي أنا أحسن كتير"، تكمل قصتها وتضيف: "الحقيقة الدنيا لسه فيها خير. هناك سيدة محترمة جداً تستضيفني في بيتها وتعاملني زي بنتها وهي غير مصرية، لكن جمعنا القدر وعندما عرفت قصتي قررت دعمي ولها أصدقاء أطباء تواصلت معهم وعرضتني عليهم، والحقيقة شعرت بتحسن لكن ليس كبيراً. أمنيتي إن كل ده يكون كابوس، وما حصلش".
"يا رب تموتي المهم أخوكي يعيش"
ياسمين (اسم مستعار)، بنت الصعيد التي عاشت معظم حياتها في قرية صغيرة، وكانت ممنوعة من كل شيء لأنها بنت، تلقي باللوم كله على والدتها التي فضلت أخويها الذكور عليها، ما جعل أحدهم يتجرأ على التحرش بها.
تقول ياسمين التي لم تتجاوز الـ25 من عمرها بعد إنها وُلدت في إحدى محافظات الجنوب حيث عاشت مع أمها وأخوين، ووالدها كان مسافراً ويعمل في إحدى الدول العربية، وتتهم أمها بالقسوة الشديدة عليها والتمادي في تدليل أشقائها، "لأنها تفضل الذكور ولم تكن ترغب في إنجاب بنت".
وتضيف: "نشأت مثل الكثيرات من أبناء الريف، نفعل المسموح لنا فقط، نذهب إلى المدرسة، لا نختلط مع الأولاد، نلبس الحجاب، نسمع الكلام، وطبعاً لدينا الفكرة التي يزرعوها فينا عن أن الذكور أفضل ولهم الحق في فعل كل شيء".
وتتابع: "أمي كانت تطلب من أخي الأكبر ضربي في بعض الأحيان وفي مرة كسر يدي، وكانت تقول له ‘أدّبها’، وعندما تحرش أخي بي وحاول الاعتداء الجنسي عليّ فكرت في مصارحتها لكنّي طبعاً كنت خائفة. أمي كانت تقول لي دائماً ‘يا رب تموتي والمهم أخوكي يبقى كويس’".
"أزمتي كانت كارثة وكان صعباً على عقلي أن يصدّق أن والدي هو ‘اللي عمل معايا كده’. أنا طبعاً لم أنسَ في حياتي ولكن لمجرد أني أستعيد تفاصيل الحكاية وأحكيها الآن أشعر بوجع رهيب. كانت لديّ أحلام كبيرة وكل هذا ضاع بسبب تصرف قاسٍ من هذا الرجل"
"واقعة التحرش حصلت أكثر من مرة"، تروي لرصيف22 وتضيف: "أول مرة كنّا صغيرين، هو أكبر مني بسنة واحدة، وكنّا في الطريق إلى المدرسة وكنت بعمر الـ10 سنوات تقريباً. فوجئت به يشدني من صدري. في البداية كنت فاهمه إن كده بنلعب عادي، وهو كان بيضحك، فظننت إنه بيهزر. بالعكس أنا فرحت وقتها لأنه كان قاسياً ولا يتحدث معي أصلاً، لكن بعدما تكرر الموقف بدأت أشعر بأن هناك شيئاً خاطئاً، وتأكدت عندما شاهدته أكثر من مرة يتعمّد فتح باب غرفتي وهو يعلم أنّي أغيّر ملابسي، والشيء المقزز أنه دائماً كان يشدّني من مناطق حساسة خصوصاً عندما يضربني، وأمي أحياناً كانت موجودة، لكن يبدو أنها لم تتوقع أنه يتحرش بي".
وتتابع: "لم أفهم يوماً سبب القسوة التي كانت عليها أمي ولا أعرف ما الذنب الذي اقترفته. هي السبب في كل التعب والحزن الذي مررت به في حياتي".
تزوجت ياسمين من ابن عمها الذي يعيش في القاهرة وهي في عمر الـ20 عاماً، وأنجبت طفلين، ولا تزال تعاني من العنف الأسري المستمر وتتعرض للضرب بشكل مستمر، وتفكر كثيراً في الهروب لكنها تخشي على طفليها، الأمل الوحيد الذي تملكه في الحياة.
كيف يمكن دعمهن؟
تقول داليا فكري، مؤسسة مبادرة صرخة لمناهضة العنف ضد المرأة، إنها تلقّت رسائل عديدة عن تحرش أقارب ومحاولات اغتصاب من أحد المقربين طالبت ضحاياها بالدعم النفسي، "بعد أن أطلقنا هاشتاغ #أول_مرة_تحرش_كان_عمري".
قصص كثيرة قَصّتها عليها فتيات عن تعديات وقعت عليهنّ وهنّ صغيرات، وعن تحرش من الأب والأخ والجد وزوج الأم وأب الزوج، و"كان لهذا تأثير كبير على نفسياتهن وتسبب بضرر نفسي رهيب عليهنّ.
وترى أن عدم نسيان تلك اللحظة طوال العمر بدون محاولة للعلاج هو السبب في استقبال الكم الهائل من الرسائل التي تطلب الدعم النفسي أو القانوني.
وتضيف لرصيف22: "من الروايات التي استقبلناها في المبادرة واقعة تحرش تعرّضت لها سيدة على يد حميها (أب زوجها) أثناء سفر زوجها للعمل في الخارج".
تروي أن السيدة "فوجئت بأن أب زوجها يرتاد بيتها كثيراً، بحجة الاطمئنان عليها، ولكنها كانت تلاحظ نظراته الغريبة لها ومحاولاته للمس أجزاء من جسدها. واشتكت لزوجها أكثر من مرة ولكنه في كل مرة كان يكذّبها ويدعوها بالمريضة لمجرد تفكيرها في الأمر. وفي إحدى المرات كانت تعدّ الطعام في المطبخ وحاول الحمو الاعتداء عليها بالقوة فأخذت تصرخ وتستغيث بأطفالها فتراجع. في نفس اليوم، تواصلت مع زوجها وطلبت منه العودة فوراً إلى البلاد لأن مصيبة حصلت ولا بد من تدخله، وبالفعل عاد الزوج، بعد حوالي ثلاثة أيام من الواقعة، وعندما روت له ما جرى طلّقها واتهمها بالافتراء على أبيه".
قصة أخرى استقبلت صاحبتها المبادرة هي قصة تحرّش زوج الأم بفتاة وهي في سن السبع سنوات. وعلى الرغم من مرور أكثر من 20 سنة على تلك الحادثة إلا أنها ما زالت مترسخة في ذهن الضحية، وهذا ما جعلها ترفض الزواج و"أرسلت لنا رسالة استغاثة تطلب فيها الدعم النفسي، فهي كانت تعتبر زوج والدتها بمثابة أبيها، وكانت آنذاك صغيرة لا تفهم الفرق بين اللمسة المؤذية وغيرها".
وتروي الضحية أن "زوج أمها اعتاد الإمساك بها بقوة من أماكن حساسة". وعلى الرغم من عدم فهمها لما كان يجري إلا أنها كانت تشعر بالضيق وبألم في بطنها، ومع مرور الوقت فهمت أن هذا كان تحرشاً بها، ما سبب لها صدمة نفسية من كل الرجال.
ضرورة الإفصاح
تبدي المحامية دينا المقدم صدمتها من التزايد المستمر في وقائع "زنا المحارم" وحالات الاعتداء الجنسي على البنات من قبل ذويهم، "نظراً لكوننا نعيش في مجتمعات شرقية تأبى مثل هذه الجرائم المخلة بالشرف والأعراف ناهيك عن كونها تُعَدّ من الكبائر في جميع الديانات السماوية".
دافعت المقدم خلال العام الماضي عن عدة فتيات تعرضن للتحرش من قبل آبائهنّ، للانتقام من أمهاتهنّ بعد الانفصال.
وتقول لرصيف22: "التحرش الجنسي بالنساء والفتيات مشكلة عالمية وهو شكل من أشكال العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي، ويشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، ويؤدي إلى استدامة الأشكال النمطية لأدوار النوع الاجتماعي التي تهدر الكرامة الإنسانية للفرد، فالغالبية العظمى من ضحايا العنف الجنسي، والناجين منه، هم من النساء والفتيات".
وتضيف: "لكن الكارثة التي نتحدث عنها عنها هي أن الشارع أو المؤسسات خارج المنزل لم تعد المكان الوحيد الذي تخافه المصريات فحتى المنزل لم يعد مكاناً آمناً لبعضهن، في ظل تعرض البعض للتحرش وزنا المحارم، حتى أضحت حياتهن أقرب إلى الجحيم".
ونص القانون المصري على عقوبات واضحة وحاسمة ضد "هتك العرض"، فصّلها قانون العقوبات في المواد 267، 268 و269، وهي مواد لا تتحدث بشكل محدد عن الأقارب ولكنها عامة.
وترى المقدم أن "خوف الفتيات وصمتهن هو السبب فى زيادة معدل مثل هذه الجرائم، فالصمت العاجز للفتيات فاقم خطورة هذه الجريمة على المجتمع، لذلك فإننا ندعو الفتيات إلى الإفصاح عن أي واقعة يتعرضن لها سواء من قريب أو أي شخص".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون