أحيا عدد كبير من السوريين النشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذكرى المئوية لواحدة من أشهر المعارك في التاريخ السوري الحديث: معركة ميسلون، التي سعى خلالها حشد من أبطال الجيش السوري إلى مقاومة تقدم القوات الفرنسية التي احتلت البلاد وأعلنت الانتداب عليها إثر هذه المعركة.
وفي 24 تموز/ يوليو عام 1920، وقعت معركة ميسلون التي سقط فيها القائد العسكري يوسف العظمة، وزير الحربية آنذاك، شهيداً وخُلع بعدها الملك فيصل عن عرش الشام، واستُبدل عهده القصير بنظام الانتداب الفرنسي الذي دام حتى سنة 1946. كما قُسمت سوريا إلى دويلات.
وشارك في المعركة أربعة آلاف جندي وجمع كبير من المتطوعين الأبطال لم يتجاوز عددهم 1500، بحسب وكالة الأنباء العربية السورية (سانا). وتختلف التقديرات بشأن الضحايا من الجانبين.
وبرغم كونها معركة غير متكافئة من حيث القوة والعتاد، يعتبر السوريون واقعة ميسلون مثالاً لرفضهم دخول جيش أجنبي إلى بلادهم، ومقاومة أبطال القوات السورية تقدّمَ القوات الفرنسية بالدبابات والمشاة نحو الأراضي السورية.
"ملحمة الشرف والكرامة ورفض الذل"... السوريون يُحيون الذكرى المئوية لأشهر معارك التاريخ السوري الحديث، معركة #ميسلون التي استشهد فيها وزير الحربية الشجاع #يوسف_العظمة
وهم يعملون على إحياء هذه الذكرى كلّ عام من خلال زيارة ضريح العظمة الذي أقيم على أرض المعركة التي قضى فيها برغم انتهائها بدخول القوات الفرنسية إلى دمشق، وأعقبها في اليوم التالي إعلان الانتداب الفرنسي على سوريا.
"معركة الشرف والكرامة"
وفي ذكراها المئوية، لفت مغردون سوريون إلى وحشية قوات الاستعمار الفرنسي في تلك المعركة غير المتكافئة. وأضافوا أنه في حين كانت المعركة "عملية انتحار جماعي" انتهت إلى "ملحمة شرف وكرامة ورفض للذل".
وأوضح الباحث في التاريخ السوري، بدر الحاج: "لمن لا يعرف. أحدثت معركة ميسلون هزة قوية وشعوراً بالاعتزاز لدى السوريين وبصورة خاصة في المهجر. في سان باولو، سارع الدكتور خليل سعادة، والد أنطون سعادة، إلى دعوة الجالية للاكتتاب بهدف إنجاز تمثال تكريماً للقائد الشهيد. أٰنجز التمثال، وهو ينتصب الآن في ساحة يوسف العظمة في دمشق".
بعد 100 عام على معركة #ميسلون، وعامين من اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوحشية جرائم التعذيب التي ارتكبتها قوات بلاده في #الجزائر، هل يمكن أن يحصل السوريون وغيرهم من ضحايا الاستعمار الفرنسي البغيض على اعتذار؟
وغرد الكاتب والصحافي السوري أحمد زيدان: "في مثل هذا اليوم، قبل مائة عام، تمكن الاحتلال الفرنسي من تدنيس سوريا وإسقاط الحكم الفيصلي، وهزيمة العظمة في معركة #ميسلون... ومن هناك كانت مسيرة الذل والطائفية والحقد والإجرام بدفع وترتيب ودعم فرنسي... تركتنا معها كبيرة وكبيرة جداً لا بد من نبش مستورها ومخفيها".
أما الكاتب والسياسي السوري عبد الباسط سيدا فألمح إلى أن "اعتزاز السوريين بعظمة وصحبه ‘لم يخمد‘، فقد دافعوا بشرف عن حرية سوريا والسوريين"، مضيفاً: "اليوم، يتابع شعبنا طريقه في وجه المحتل الداخلي"، في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي انتفض سوريون ضده منذ العام 2011 ولا يزالون.
وقد أصدرت المؤسسة السورية للبريد طابعاً تذكارياً مع بطاقة لهذه المناسبة التي قالت إنها أروع مثالٍ لـ"الفداء والتضحية دفاعاً عن الوطن" وخلّفت "فصلاً مضيئاً من تاريخ سوريا".
ويبقى السؤال: هل يمكن أن يحظى السوريون وغيرهم من ضحايا الاستعمار الفرنسي البغيض في الدول العربية والأفريقية، باعتذار عن سنوات الاحتلال والجرائم التي تخللتها، لا سيما بعد اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل عامين بوحشية جرائم التعذيب التي ارتكبتها بلاده في الجزائر؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...