شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"تعلمت في الجامعة أن الحب لا دين له"... طلاب وطالبات عرب في الهند

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 11 يوليو 202004:43 م
"الحياة الجامعية ليست مجرد وسيلة لتحصيل العلم والحصول على شهادة فقط، هي بمثابة بوابة للانتقال إلى عالم الاستقلالية، ومواجهة الحياة العملية والمجتمع"، بهذه الكلمات بدأت زينة العنزي، سعودية، طالبة بالسنة الثانية من كلية الصيدلية، جامعة بونا الهندية، حديثها لرصيف22.

كانت زينة تنوي السفر إلى لندن لمتابعة دراستها الجامعية، ولكن بسبب تعقيد إجراءات الالتحاق، بدأت تبحث عن بدائل جيدة، يمكن من خلالها الحصول على شهادتها الجامعية في مجال الصيدلية.

وبالفعل، وجدت زينة ضالتها في الهند، تقول: "كنت في البداية متخوفة بعض الشيء من تلك التجربة، بسبب معتقداتي عن الشعب الهندي، ولكن تلك المخاوف انتهت تماماً فور وصولي إلى مدينة بونا".

"حرية لم أحلم بها"

تصف زينة التعليم في الهند بـ"أكثر من رائع"، وتعدد مزاياه، مبرزة الجانب الإنساني والاجتماعي للهنود، منها: الود، التعاون في حال وجود أي مشاكل وتقديم المساعدة بدون انتظار مقابل.

ولكن ما أدهش زينة هو وجود "الكثير من الحرية والوعي"، تقول: "لا أجد أي اختلاف بين الهند وأي دولة أوروبية في نمط الحياة، بالتأكيد حصلت على حرية لم أكن أتوقع يوماً الحصول عليها أثناء فترة طفولتي وبداية مراهقتي، وتحولت من فتاة تسير في الطرقات دون أن يظهر منها سوى عينيها، إلى فتاة شجاعة تظهر بملابس عصرية، ولدي الحرية المطلقة في وضع الحجاب في بعض الأحيان وإزالته في الكثير من الأحيان، دون اعتراض أو إطلاق أحكام خاطئة علي".

"وجدت هنا حريتي التي كنت أبحث عنها، وشعرت بكياني، وتعلمت أن المرأة لديها حقوق معادلة لحقوق الرجل، فمن حقها ارتداء ما تشاء، ومصادقة من تشاء، وتعيش حياتها بكامل الحرية دون التخفي أو الخوف"

شيرين طهراني، إيرانية، انتهت من شهادتها الجامعية، وتستعد لمناقشة رسالة الماجستير في علوم الاقتصاد، في كلية "نارسي مورجي" بمدينة مومباي.

عانت شيرين من قيود المجتمع الإيراني، الذي تفرض عليها الكثير من القواعد، كارتداء الحجاب بالإجبار، عدم الاختلاط بـ"الجنس الآخر"، وعدم التجول بحرية، لذلك كان حلمها أن تسافر لتلتحق بالجامعة خارج إيران.

وبما أن الهند هي الخيار الأول لطلاب إيران، لأسباب تتعلق بالجوانب المادية، جاءت شيرين إلى الهند عام 2014، ومنذ ذلك الحين لم ترحل عنها إلا خلال العطلات الصيفية، تقول شيرين: "وجدت هنا حريتي التي كنت أبحث عنها، وشعرت بكياني، وتعلمت أن المرأة لديها حقوق معادلة لحقوق الرجل، فمن حقها ارتداء ما تشاء، ومصادقة من تشاء، وتعيش حياتها بكامل الحرية دون التخفي أو الخوف".

"أحببت هندوسياً"

الارتباط العاطفي أمر شائع بين طلاب الجامعات في كل دول العالم، ولكن مع الالتحاق بجامعة في دولة أجنبية، يعتبر الأمر شائكاً، حيث تختلف الثقافة والعقيدة ونمط حياة الطلاب.

حسن النعيمي، عراقي الجنسية، طالب بكلية الهندسة جامعة بونا، وقع في حب زميلته من دولة أوزبكستان، ورغم اختلاف الثقافة واللغة إلا أن هذا لم يمنعه من الارتباط بها رسمياً، والتخطيط للزواج بعد انتهاء الدراسة.

حسن يروي قصته لرصيف22، يقول: "لم تكن حبيبتي ميلا تتقن التحدث باللغة الإنجليزية، رغم أنها تفهمها جيداً، وهذا جعل هناك صعوبة في التحدث أول عام لنا معاً في الكلية، ورغم أنها كانت المرة الأولى التي أغادر بها العراق إلى دولة أجنبية، واختلاف ثقافة المجتمع الهندي، الذي أراه يجمع بين الانفتاح والتمسك ببعض القيم الشرقية، كان من الصعب التنبؤ بنجاح علاقتي مع ميلا، ولكن بعد مرور بضعة أشهر، تيقنت أن كلمة مستحيل هي مجرد تعبير انهزامي لمن يخشون تجربة جديدة، وأصبحت هوايتي المفضلة، التعرف على أصدقاء من ثقافات مختلفة، والاندماج معهم".

"منذ عامين كانت تجربة ارتباطي بشاب هندوسي، زميلي في الجامعة، هي القصة الأكثر جدلاً بين زملائي العرب، وذلك كوني مسلمة، ولكن حقيقة أؤمن أن الحب لا دين له، وتجاهلت كل التعليقات وكنت سعيدة بقصة حبي"

بعض الطلاب يجدون فكرة العمل بجانب الدراسة أمر متعدد الفوائد، من جانب يتم التعرف على الحياة العملية، ومن جانب آخر تحسين مستوى المعيشة، وعدم الاعتماد على العائلة بشكل كلي، لذلك قامت نوشي فيرانج، تركية من أصل لبناني، بالبحث عن عمل بجانب دراستها للاقتصاد في جامعة بونا، ووجدت أن العمل الأفضل لها عارضة أزياء حرة، حيث لن يكون هناك وقت ثابت للعمل، ولن يتطلب الأمر أيضاً مجهوداً ذهنياً أو بدنياً كبيراً.

تقول نوشي لرصيف22: "أعمل عارضة أزياء، ومضيفة للحفلات الكبرى في بعض الأحيان، وأحصل على 100 دولار نظير العمل لثلاثة ساعات، يقوم هذا العمل بقدر كبير على الطالبات الأجنبيات في الهند، وأنا حقا أستمتع به. والشعب الهندي ينبهر لرؤية أي فتاة أجنبية، أتوقف عن العمل فقط بضعة أيام في الامتحانات، لكن سوق العمل في هذا المجال مفتوح طوال العام".

في إحدى التجارب النادرة على المجتمعات الإسلامية والعربية، تروي بيجول كاظيم، تركية، طالبة بكلية الحاسبات وتقنية الاتصالات، لرصيف22 قائلة: "منذ عامين كانت تجربة ارتباطي بشاب هندوسي، زميلي في الجامعة، هي القصة الأكثر جدلاً بين زملائي العرب، وذلك كوني مسلمة، ولكن حقيقة أؤمن أن الحب لا دين له، وتجاهلت كل التعليقات وكنت سعيدة بقصة حبي، حتى انفصلنا منذ بضعة أشهر مضت لأسباب بعيدة تماماً عن الدين أو الثقافة أو ما إلى ذلك".

"أما عن أكثر الأشياء الغريبة التي صادفتني أثناء فترة تواجدي بالهند، هو اعتقاد أهل المدينة التي أقيم بها بأنني هندية، فقط لأنني أمتلك شعراً أسود، لذلك كنت أجد صعوبة في التعامل معهم في البداية، بسبب إصرارهم على التحدث معي باللغة الهندية التي أجهلها تماماً"، تحكي بيجول.

لغات التواصل

اللغة الهندية ليست صعبة وبها الكثير من الكلمات العربية، ما يجعل تعلمها أسهل للطلاب العرب، إلا أن تعلمها ليس ضرورياً، حيث أن التعامل في الجامعات بين الطلاب الهنود وكذلك الدراسة، باللغة الإنجليزية، لأن العديد من فئات الشعب الهندي لا تجيد اللغة "الهندية"، نظراً لوجود 22 لغة أساسية في الهند بجانب لغات القرى، ومع ذلك، يجد الطلاب الأجانب متعة في تعلم القليل من الكلمات الهندية، حتى يسهل التعامل مع الفئات البسيطة من الشعب الهندي أو لإثارة إعجاب زملائهم الهنود.

حسب ما ورد في صحيفة لايف مينت الهندية، فإن إجمالي عدد الطلاب الأجانب في الهند لعام 2019 وصل إلى 47،427 طالباً أجنبياً من 164 دولة، بما في ذلك 1518 من الولايات المتحدة، وفقاً للبيانات الرسمية، وأضافت الصحيفة أن 73.4% من الطلاب ملتحقون بدورات البكالوريوس، تليها الدراسات العليا بحوالي16.15%، يشكل القيد في بقية المستويات 10.4%.

بالنظر إلى التوزيع الإقليمي، فإن كارناتاكا لديها أكبر عدد من الطلاب القادمين من دول أجنبية، وهو 1023، تليها ولاية ماهاراشترا 5003، البنجاب 4533، أوتار براديش 4514، تاميل نادو 4101، هاريانا 2872، دلهي 2141، غوجارات 2068 وتيلانجانا 2020 طالباً، هي الولايات الرائدة من الهند التي تجذب الطلاب الأجانب.

هناك 15 برنامجاً فيها أكثر من 1000 طالب أجنبي، وتمثل أكثر من 78.2% من الطلاب الأجانب. BTech تضم 8618 طالباً، تليها BBA بعدد 3354 طالباً، شهادة البكالوريوس تضم 3320 طالباً، مكتبة البكالوريوس تضم 2226 طالباً، وعلى مستوى الدكتوراة هناك 1560 طالباً، 76.6% منهم من الذكور.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image