صرح مسؤولان تركيان، في 9 تموز/ يوليو، بأنه من المرجح أن تعلن محكمة تركية خلال ساعات عدم قانونية تحويل آيا صوفيا، الأثر التاريخي في إسطنبول، إلى متحف عام 1935، وهذا ما يمهد لإعادته مسجداً وسط مخاوف دولية من ذلك.
ولآيا صوفيا شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية المسيحية والعثمانية الإسلامية. ويُعدّ أحد أهم المقاصد السياحية في تركيا حالياً.
وعندما سيطر العثمانيون على القسطنطينية عام 1453 حوّلوا المبنى الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) من كنيسة إلى مسجد. وذلك قبل أن يتحوّل إلى متحف بناءً على قرار أصدره الرئيس التركي السابق مصطفى كمال أتاتورك الذي عمد إلى "إهدائه إلى الإنسانية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اقترح إعادة المبنى مسجداً مرة أخرى. وأثار احتمال حدوث هذا القلقَ في صفوف المسؤولين بالولايات المتحدة وروسيا واليونان وزعماء الكنائس المسيحية.
ولا يزال القرار المنتظر في يد مجلس الدولة التركي، أعلى محكمة إدارية في البلاد، الذي عقد قبل أسبوع جلسة لبحث مدى مشروعية القرار المتخذ عام 1934.
"تهديد للمسيحية وتغذية للشقاق بين الشرق والغرب"... أنباء عن إعلان قرار قضائي في تركيا يُمهد لإعادة آيا صوفيا مسجداً خلال ساعات
قرار وشيك
وذكر مسؤول تركي بارز لوكالة رويترز: "نتوقع أن يأتي القرار بالإلغاء (إلغاء قرار تحويل المبنى إلى متحف) وأن يصدر الحكم يوم الجمعة"، أي في 10 تموز/ يوليو الجاري.
الأمر نفسه أكده مسؤول من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان، إذ قال إن "قراراً لمصلحة الإلغاء" متوقع غداً الجمعة.
وخلال الساعات الماضية، أشارت صحف تركية إلى صدور قرار بالأغلبية لمصلحة إعادة المبنى مسجداً في جلسة 2 تموز/ يوليو الماضي، لافتةً إلى أن مجلس الدولة أمامه 15 يوماً لإعلان القرار.
وغرد الصحافي التركي حمزة تكين: "توجه إلى الإعلان الرسمي غداً الجمعة عن قرار مجلس الدولة في تركيا حول وضع آيا صوفيا (...) حينذاك سيكون على السلطات التركية المعنية تنفيذ القرار الجديد خلال 30 يوماً".
حوّله محمد الفاتح من كنيسة إلى مسجد، وأهداه أتاتورك "إلى الإنسانية" متحفاً، ويسعى أردوغان إلى إعادته مسجداً… آيا صوفيا بناء أثري يلفه الغموض والجدل
تهديد للمسيحية؟
وهنالك وجهتا نظر بشأن إعادة تحويل آيا صوفيا مسجداً. فأنصار الرئيس أردوغان والهيئة التي أقامت الدعوى يقولون إن آيا صوفيا من أملاك السلطان العثماني محمد الثاني، الملقب بمحمد الفاتح، الذي سيطر على مدينة القسطنطينية عام 1453، وحول الكنيسة التي كان عمرها 900 عام آنذاك إلى مسجد.
وبرر هؤلاء دفاعهم عن تحويل البناء إلى مسجد بأن الفاتح "اشتراه ولم يأخذه عنوة".
لكن العديد من خبراء التراث والآثار، والمسؤولين ورجال الدين المسيحي يقولون في المقابل إن هذا الأمر "مخيب للآمال".
وقد اعتبر البطريرك المسكوني برثلماوس، وهو الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم ويقيم في إسطنبول، أن تحويل الأثر "سيخيب أمل المسيحيين ويحدث شقاقاً بين الشرق والغرب".
أما رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية فرأى في هذه الخطوة "تهديداً للمسيحية". وحثت اليونان والخارجية الأمريكية السلطات التركية على الإبقاء على الأثر كما هو.
ووجِهت هذه الدعوات الرافضة بحشد واسع داخل تركيا تأييداً لإعادة آيا صوفيا مسجداً من قبل جماعات عدّت الأمر مسألة تتعلق بـ"هيبة الإسلام والدولة التركية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...