أثار تحذير السلطات الصينية بشأن ظهور حالات إصابة جديدة بوباء "الطاعون الدبلي" المميت مخاوف من احتمال انتشاره عالمياً على غرار فيروس كورونا المستجد وإنفلونزا الخنازير.
وفي 5 تموز/ يوليو، حذرت السلطات في مدينة "بيان نور"، في منطقة منغوليا الداخلية الصينية، من "صيد أو تناول الحيوانات التي تحمل مرض الطاعون الدبلي" بعد يوم واحد من إبلاغ مستشفى بحالة يشتبه في أنها مصابة بالمرض.
ومعلوم أن الطاعون الدبلي الذي عُرف بـ"الموت الأسود" انتشر في القرون الوسطى وحصد أرواح ملايين المواطنين في أوروبا. وهو مرض شديد العدوى وغالباً ما يكون مميتاً وينتشر عادةً عن طريق القوارض.
"يُصيب القوارض البرية وتنقله البراغيث"... مخاوف من تفشي "الطاعون الدبلي" عقب تحذير السلطات الصحية في منغوليا الصينية من ظهور حالات إصابة به. تناول فأر "المرموط" سبب تكرار ظهور المرض المميت ذي العدوى الشديدة هناك
تحذير من المستوى الثالث
وأصدرت لجنة الصحة في المدينة الصينية تحذيراً من المستوى الثالث، وهو الثاني في نظام من أربعة مستويات، بشأن المرض.
وعلاوةً على حظر صيد أو أكل الحيوانات التي قد تحمل الطاعون، حث التحذير الأشخاص على الإبلاغ عن أي حالة يشتبه في أنها طاعون أو أي حالة ارتفاع في درجات الحرارة من دون أسباب واضحة.
وسبق هذا التحذير الإبلاغ عن أربع حالات إصابة بالطاعون في منغوليا الداخلية خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، منها حالتا إصابة بالطاعون الرئوي، أحد الفروع القاتل من المرض.
لكن التخوف من انتشار المرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتناول حيوان المرموط، أكبر حيوان في فصيلة السنجابيات (رتبة القوارض)، ويشيع تناوله في هذه المنطقة من الصين.
وفي أيار/ مايو من العام الماضي، قضى زوجان منغوليان بسبب الطاعون الدبلي، عقب تناولهما الكلى النيئة للمرموط، الذي يعدّ وصفة علاج شعبية.
في العصور الوسطى، حصد الطاعون الدبلي (الموت الأسود) أرواح ملايين الأشخاص في أوروبا. عقب تحذير من المستوى الثالث وظهور حالات إصابة به هناك، هل يعاود انتشاره مجدداً من الصين؟
معلومات أكثر عن المرض
والطاعون مرض بكتيري يصيب القوارض البرية وتنقله البراغيث. وله ثلاثة أشكال: الطاعون الدبلي الذي يسبب تورم الغدد اللمفاوية، وطاعون إنتان الذي يصيب الدم، والطاعون الرئوي الذي يصيب الرئتين وهو الأخطر والأشد فتكاً.
وتنتقل الإصابة بالطاعون الدبلي إلى الإنسان إذا لسعته براغيث مصابة. وكانت دراسة نشرت عام 2018 رجحت أن يكون من أسباب تفشي "الموت الأسود" في أوروبا في العصور الوسطى البراغيث وقمل الجسم وليس القوارض وحدها.
وإذا أصاب المرض الرئة يسهل انتقاله من إنسان إلى آخر عبر السعال. ومن أعراضه: الحمى والصداع والرعشة وآلام في العقد اللمفاوية والتهاب في اللوزتين والغدد اللمفاوية والطحال.
بحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن علاج المصابين بالطاعون الدبلي بالمضادات الحيوية إذا شُخّص المرض مبكراً. لكن التشخيص المبكر له يبقى صعباً لتشابه أعراضه، التي قد لا تظهر إلا بعد ثلاثة إلى سبعة أيام، مع أعراض الإنفلونزا.
وبرغم أن حالات الإصابة بالطاعون "مألوفة" في الصين، فإن تفشي المرض أصبح نادراً إذ بين عامي 2009 و 2018، لم تسجل الصين سوى 26 حالة إصابة و11 حالة وفاة بالمرض.
أما عالمياً، فقد سجلت منظمة الصحة العالمية، بين عامي 2010 و2015، أكثر من ثلاثة آلاف و248 حالة إصابة بالمرض في جميع أنحاء العالم، منها 584 حالة وفاة.
ويستبعد علماء إمكانية حدوث تفشي وبائي للمرض مرة أخرى لاسيما وأنه بات معروفاً طبيعة المرض وطرق انتقاله وكيفية مواجهته.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين