في خطوة وصفتها واشنطن بـ"الغبية"، أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن طهران أصدرت مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية إعطائه أوامر لقوات الجيش بقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، في كانون الثاني/يناير الماضي.
وكشفت الوكالة شبه الرسمية، في 29 حزيران/يونيو الجاري، أن ترامب هو واحد من 36 شخصية عسكرية ومدنية أمريكية وأجنبية لم تفصح عن أسمائهم، أصدرت أمراً باعتقالهم جميعاً.
وبحسب وكالة فارس، فإن المدعي العام في طهران علي القاسي مهر أكد أن ترامب يأتي في قمة القائمة، مضيفاً أنه (ترامب) سيُحاكَم بمجرد أن يتنحى عن الرئاسة بعد انتهاء فترة ولايته.
إشعار للإنتربول
ذكرت إيران أيضاً أنها طلبت من الشرطة الدولية (الإنتربول) إصدار إشعار أحمر (طلب توقيف) لهؤلاء الأفراد الـ36، حسبما أفادت وكالة "أنباء الطلبة" الإيرانية شبه الرسمية، على الرغم من أنه لم يكن محتملاً أن يُوافق الإنتربول على هذا الطلب.
بين وصفه بـ"حيلة دعائية لا يأخذها أحد بجدية ويجعل الإيرانيين يبدون أغبياء وبين اعتباره تبريراً لـ"اعتقال أو قتل المتهمين في أي وقت"... اختلفت ردود الفعل حول طلب إيران من الإنتربول توقيف ترامب وأكثر من ثلاثين شخصاً آخرين، على خلفية مقتل قاسم سليماني
وقال الإنتربول في تصريح لشبكة "سي أن أن" الأمريكية إنه "لا ينظر في طلبات من هذا النوع"، موضحاً أن ذلك "لا يتماشى مع قواعده وقانونه الذي ينص على أنه ممنوع منعاً باتاً على المنظمة القيام بأي تدخل أو أنشطة ذات طبيعة سياسية أو عسكرية أو دينية أو عرقية".
ردّ الإدارة الأمريكية
وصف المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك الخطوة بأنها "حيلة سياسية"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية عادل الجبير.
وقال هوك: "إنها دعاية اعتدنا عليها"، موضحاً أن "لا علاقة له بالأمن القومي أو السلام الدولي أو تعزيز الاستقرار… إنها حيلة دعائية لا يأخذها أحد بجدية ويجعل الإيرانيين يبدون أغبياء".
وكان المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي قد أعلن، في أوائل حزيران/يونيو، أن مواطناً إيرانياً حُكم عليه بالإعدام بتهمة العمل لصالح وكالات استخبارات أجنبية.
وزعم الإسماعيلي أن هذا المواطن هو محمود موسوي مجد الذي كان ضمن قوات الحرس الثوري في سوريا، وكان ينقل تنقلات سليماني لمسؤولي المخابرات الأمريكية.
خلفيات الإعلان
علّق المحلل الايراني أمير موسوي على أمر اعتقال ترامب في تغريدة بالقول إنه "سابقة جديدة تقلب الموازين".
ورأى الكاتب المصري سامح عسكر في تغريدة له أن "القرار ظاهره الحماقة ومثير للضحك، إلا أن إيران قد تعني به ثلاثة أمور، أولاً اعتقال أو قتل المتهمين في أي وقت، ثانياً إثبات الندية المعنوية، ثالثاً ردع أمريكا عن تكرار العمل".
"أحد الجوانب الجديرة بالملاحظة في إعلان إيران عن مذكرة اعتقال لترامب هو كيفية الإعلان، إذ تمّ عبر شاشة التلفزيون خلال اجتماع ترأسه رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم الريسي، المنافس الرئيسي لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي"
من جانبه قال الباحث الأمريكي جيسون برودسكي، وهو مدير السياسة في مؤسسة "متحدون ضد إيران النووية"، في تغريدة: "أحد الجوانب الجديرة بالملاحظة في إعلان إيران عن مذكرة اعتقال لترامب هو كيفية الإعلان، إذ تمّ شاشة التلفزيون خلال اجتماع ترأسه رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم الريسي، المنافس الرئيسي لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي. إنها نظرة ثاقبة للريسي".
وفي الأعوام القليلة الماضية، ظهر الريسي في مشاهد لافتة اعتبرها الإيرانيون بمثابة تقديم للزعيم التالي، منها جلوسه بالقرب من خامنئي في جنازة سليماني، ومشاركته في اجتماعات عسكرية لكبار قادة الحرس الثوري والجيش، فضلاً عن افتتاح مشاريع لا علاقة لمنصبه بها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...