شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
سألت عن

سألت عن "الحجاب الإجباري"… ريم تفسد المجتمع الأردني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 15 يونيو 202001:04 م

"الأردنيات أو المقيمات: ابعتوا لي واحكوا لي عن قصص خلعكم للحجاب أو محاولة خلعه أو الإجبار عليه، خلي المجتمع يعرف أنه الحجاب عنا مو حرية شخصية ولا ممكن ببساطة تشلحيه (تنزعينه) لو مو عاجبك، وأديش عنا تابو خلع الحجاب، وأديش بنتعرض لمضايقات بسببه في المجتمع اللي المرأة فيه ‘ماخذه حقوقها وزيادة‘".

كانت هذه التغريدة من حساب إحدى الناشطة الأردنية ريم كافية لشن هجوم شديد عليها وتحريض السلطات الأمنية على اعتقالها، والقيام بحملة بلاغات لغلق حسابها في تويتر، وهو ما حدث في النهاية.

اعتبرت دعوة ريم إلى الكشف عن حوادث حاصلة في المجتمع الأردني بشأن "الحجاب الإجباري" محاولة لـ"نشر الفساد في للمجتمع" و"هجوماً مباشراً على الإسلام" و"دعوة للانحلال الأخلاقي" و"تحريضاً للبنات على خلع الحجاب بشعارات الحرية".

"يا ريتني ضليت ساكتة"

 تواصل رصيف22 مع الأردنية ريم (19 عاماً) التي تعيش رعباً حقيقياً من أن تودي تغريدتها بها إلى المساءلة القانونية والملاحقة الأمنية. في حين تؤكد أن ما تعرضت له من "حرب إلكترونية" سيجعلها تتردد قبل التعبير عن رأيها مرة ثانية،  موضحةً "بطلت قادرة أتحمل قذف وتنمر علي أكتر من اللي صار".

وأضافت لرصيف22: "ياريتني ضليت ساكتة. صحيت ولقيتها (التغريدة) لساتها ترند. القانون عنا بالأردن فضفاض وممكن جداً ناس يلزقوا فيّ تهمة إثارة الهلع بين الناس أو الإساءة للدين، بس عشان عبرت عن رأيي من الحجاب".

"بطلت قادرة أتحمل قذف وتنمر"... عقب الهجوم عليها، الناشطة الأردنية ريم تقول لرصيف22 إنها خائفة من المساءلة القانونية والملاحقة الأمنية وتتمنى: "ياريتني ضليت ساكتة"

تلفت ريم إلى أنها نسوية و"تشجعت لأسلط الضوء من خلال تغريدتي على قصص بنات انجبروا إنهم يتحجبوا لأن نسويات من مختلف الدول العربية طرحوا القضية على حساباتهن في تويتر، بس ما كنت عارفة إني رح أتعرض للكم هاد من التنمر والإساءة".

وتعتبر الناشطة أن هناك مَن "استغلوا الجدل من بعد تغريدتي حتى يمارسوا تصفية حسابات قديمة إلهم ضد النسوية"، فاتهمت بأنها "عاهرة، وغير مربية، وبدي أخرب مجتمع بأكمله، وإني بسيء لديني".

وهي تشدد في الوقت نفسه على أن "الناس لازم تعرف إنه الحجاب ما بصير يكون بالإجبار والضرب والقسوة، لأنه الدين قناعة مش غطاء على الرأس"، مدللةً ببعض قصص وردتها لفتيات أردنيات أجبرن على ارتداء الحجاب من ذويهن، عبر الرسائل على تويتر.

وكان من أكثرها قسوةً قصة فتاة تعرضت للعنف والضرب والحبس في غرفتها لأنها طلبت من أهلها خلع الحجاب الذي فرضوه عليها وهي صغيرة، حتى أنه في أحد الأيام، وضع أبوها رأسها في المرحاض.

هجوم وتحريض

وعبر وسم #ريم_تفسد_المجتمع الذي تصدر قائمة الأعلى تداولاً في الأردن، نشرت مئات التغريدات الهجومية التي تزعم أنها "تحارب الشرع".

"أتمنى القبض على هذه البنت لأنها تحرض بناتنا على التمرد ضد الدين والعادات والتقاليد لدى مجتمعنا المحافظ"، كتب أحد المعلقين مع إشارة إلى حساب مديرية الأمن العام في الأردن.

"عم بتهدد بالقتل لأني رفعت أصوات النساء المجبورات على الحجاب؟"... هجوم شديد على ناشطة أردنية طالبت متابِعاتها في الأردن بإرسال قصصهن مع "الحجاب القسري". اعتُبر ذلك "هجوماً مباشراً على الإسلام وإفساداً للمجتمع"

ومن التعليقات أيضاً: "إذا الله اللي خلقني وأمرني بلبس الحجاب… مين هي عشان تدّعي الحرية وتأمر بخلعه؟".

-"شرع ربنا فش فيه أبداً حرية شخصية".

-"تفسد المجتمع من زمان وتروج للشذوذ الجنسي"

-"شاركونا الحملة حتى نوقفها عند حدها".

-"النشميات (الأردنيات) بعرفوا دينهم ومش مستعدات يشوفوا ويسكتوا عن إهانات للدين والحجاب بسبب تفكيرك وإلحادك".

ولوحظ هجوم حاد من فتيات على ريم، كتبت إحداهن: "مين قال الحجاب يسلب الحرية والحقوق من البنات؟ مين قال أنو فرض ربنا هو ضدنا وإشي ما بفيدنا؟ من متى صارت الحرية أنو البنت تكون مش محجبة؟ مين أعطاها الصلاحية تحكي عن فرض ربنا على أساس أنو بياخد حريتنا! لوين عم نوصل بالانحطاط الأخلاقي والفكري".

حتى بعض أولئك الذين أقروا أن ارتداء الحجاب أمر يخص الفتاة وحدها ولا ينبغي الإجبار عليه، رأوا في منشور ريم "استفزازاً لأنه يصور أن جميع المحجبات كأنهن لبسنه بالغصب".

وسخر آخرون من تدخّل السعوديين في أي وسم يعارض النسوية وأفكارها. قالت إحدى المغردات: "اطلعوا فشلتونا التاق (الوسم) ما هو لنا". وتصدر الوسم قائمة الأعلى تداولاً في السعودية (حتى كتابة هذا التقرير) إذ بلغ 10 آلاف تغريدة.

وقبل غلق حسابها، غردت ريم: "متخيلين إني عم بتهدد بالقتل، كل هاد لأني رفعت أصوات النساء المجبورات على الحجاب؟".

"التغريدة التي تهز مجتمعاً كاملاً تعني أنه مجتمع منهار أصلاً"... نقاش يتجدد في الأردن والسعودية حول أسباب انزعاج أي شخص من مطالبة الآخرين بنمط حياة يلائمه كرفض ارتداء الحجاب

"متدينون جداً، فاسدون جداً"

على النقيض تماماً، أعرب معلقون عن دهشتهم من الصدى القوي الذي أحدثته "تغريدة" في المجتمع الأردني وبعض المجتمعات الأخرى عبر وسم #ريم_تفضح_المجتمع_الذكوري الذي دشنته ريم قبل غلق حسابها. ولفتوا إلى أن "انتقاد المجتمع ليس انتقاداً للدين".

وغرد المحامي محمد الرفاعي: "بقول لك #ريم_تفسد_المجتمع، على أساس يعني مش فاسد للعظم ولا مصيبة أو قرف اللي ناخر فيه نخر؟ مدّعو الفضيلة والمستشرفون متدينون جداً وفاسدون جداً"، مشدداً على أن "التغريدة اللي بتهز مجتمع كامل تعني أنه مجتمع منهار أصلاً. هاشتاغ محزن جداً جداً".

وسأل سيف: "كإنسان، ليش ممكن تنزعج من بنت بتشتكي بسبب تقييد حريتها وإجبارها على أسلوب حياة معين؟ يعني ما بفهم كيف شايف أنو لك الحرية تهاجم وتنتقد حدا ما اختار كيف تكون حياته حتى في أبسط الأمور؟". 

ورد آخر بأن "الخوف من تكشف الفضايح" هو السبب في ذلك.

وتساءل مغرد: "ألا يعد ارتداء الحجاب تلبيةً وخضوعاً للذكور ونفاقاً مع الرب؟".

واستنكرت بعض الناشطات مشاركة العديد من الفتيات في الهجوم على ريم وغيرها من النسويات المطالبات بـ"كيان مستقل لكل امرأة وحقوق متساوية للجميع".

وأوضحت سندس: "الذكور عندهم حُب وتقديس للحجاب بشكل مش طبيعي. البسوه وفكونا من محنتكم الغريبة". 

وأضافت أخرى: "عملوا هاشتاق كامل ووصلوه ترند بأقل من يوم بس عشان وحدة استعملت حسابها تبعها عشان تعطي صوت للإناث المضطهدين المجبورين على لبس الحجاب وأعطتهم فرصة يحكوا عن قصصهم؟ كثير بضحك موضوع أن الذكوريين بكرهوا المرأة بس بنفس الوقت هي محور كونهم".

وكانت بضع أردنيات قد تحدثن لرصيف22 في العام الماضي عن قصصهن مع الحجاب غير الطوعي، لافتات إلى أنه بات "عادة مجتمعية" أكثر منه التزاماً دينياً.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard