في 11 حزيران/ يونيو الجاري، نشرت مواقع إنترنت إيرانية صورة للمدعو محمود موسوي مجد، الذي حُكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس على القوات المسلحة، ونَقْل معلومات للولايات المتحدة وإسرائيل، عن تحركات الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي قتل في ضربة أمريكية في يناير/ كانون الثاني 2020.
وتُظهر الصورة الوحيدة التي نشرتها طهران للمتهم بالتجسس على سليماني، أنه شاب ويرتدي الزي العسكري الخاص بالجيش الإيراني.
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي، قد أعلن في 9 حزيران/ يونيو، أن المحكمة العليا أيّدت إعدام "الجاسوس" محمود موسوي، وسيتم إعدامه قريباً.
وكشف إسماعيلي أنه ثبت أن موسوي كان يجمع معلومات في المجالات الأمنية والاستخبارية، ويضعها تحت تصرف جهازي "الاستخبارات الأمريكي والموساد الصهيوني"، مقابل مبالغ من المال.
في 10 حزيران/ يونيو، أصدرت السلطات القضائية في طهران بياناً يؤكد أن "الجاسوس" تم القبض عليه منذ عامين، ولا علاقة له بمقتل سليماني مطلع العام الجاري.
وقال المركز الإعلامي للسلطة القضائية في شرحه لملف "الجاسوس"، أنه "تم اعتقاله في 10 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2018، ولم يتم الإفراج عنه منذ ذلك الحين".
وأعلن أن "جميع المراحل القضائية لملف هذا الجاسوس أجريت قبل فترة من استشهاد الحاج قاسم سليماني، وأن ملفه لا علاقة له بالعمل الإرهابي الذي أقدمت عليه أمريكا، وهو اغتيال الشهيد سليماني".
وكشف المركز أنه صدر حكم إعدام "الجاسوس" في 25 آب/ أغسطس 2019، إلّا أن المحكمة العليا في البلاد استشكلت عليه، وأُعيد الملف الى المحكمة مرة أخرى، ومن ثم وبعد دراسة الملف من جديد، أصدرت المحكمة مرة أخرى حكماً بالإعدام بحقه في 23 شباط/فبراير 2020، ورُفع الملف ثانية إلى المحكمة العليا التي أكدت الحكم الصادر".
وصفت بعض الوكالات الدولية موسوي بأنه رجل دين، لكن قناة "العالم" الإيرانية نفت ذلك، مؤكدةً أن الجاسوس ليس على علاقة بالأماكن المقدسة. من خلال التهم التي أعلنتها إيران، يظهر أن موسوي كان على علم بتحركات سليماني، وهذا يعني أنه كان قريباً من دائرته
من هو محمود موسوي؟
وصفت بعض الوكالات الدولية موسوي بأنه رجل دين، لكن قناة "العالم" الإيرانية نفت ذلك، مؤكدةً أن الجاسوس ليس على علاقة بالأماكن المقدسة.
من خلال التهم التي أعلنتها إيران، يظهر أن موسوي كان على علم بتحركات سليماني، وهذا يعني أنه كان قريباً من دائرة فيلق قدس المحيطة بالجنرال الراحل.
وقالت الصحيفة الإيرانية "سمية مالكان" في تقرير نشره موقع "أيه بي سي" الأمريكي، إن هناك تكهنات بأن موسوي مجد، ربما يكون أحد الجواسيس الـ 17 الذين أعلنت المخابرات الإيرانية عن اعتقالهم العام الماضي.
وفي مؤتمر صحفي في تموز/ يوليو، أعلنت الاستخبارات الإيرانية أنه تم اعتقال 17 جاسوساً يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية، وقد يواجه بعضهم عقوبة الإعدام.
وقالت الاستخبارات الإيرانية حينذاك، إن المعتقلين عملوا كموظفين في "مراكز حسّاسة" في البلاد، بما في ذلك "المجالات الاقتصادية والنووية والبنية التحتية والعسكرية و السيبرانية، ومجالات مماثلة في القطاع الخاص".
ومن جهته، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ذلك الوقت، أن هذه التهم "كاذبة تماماً".
في هذا السياق، أكد الباحث العراقي المختص بالشأن الايراني، علي هاشم، أنه يعتقد أن موسوي مرتبط بالفعل بالمؤامرة التي أعلنت عنها طهران في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، حول محاولة اغتيال سليماني، والتي كانت ستتم في مدينة كرمان الإيرانية.
وأضاف هاشم، في سلسلة تغريدات له على تويتر: "من المؤكد الآن أن هذا الرجل الذي تتهمه إيران بالتجسس على سليماني، كان رهن الاحتجاز عندما اغتالت الولايات المتحدة قائد قوة القدس في وقت سابق من هذا العام، فالحديث يدور عن مؤامرة أخرى".
وأضاف هاشم: "نعلم الآن أيضاً أن محمود موسوي مجد، المتهم بالتجسس على سليماني، كان عضواً في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وخدم في سوريا لبعض الوقت".
وأكد المحلل السياسي الإيراني، محمد غروي، في تغريدة أكد فيها أن "الحكم على محمود موسوي مجد بالإعدام، جاء بعد ثبوت علاقته بالموساد والسي آي إيه، وتزويدهم بمعلومات عن القوات المسلحة وفيلق القدس وتحركات الحاج قاسم سليماني في المنطقة".
ونشر المحلل الإيراني صورة لموسوي بالزي العسكري، مؤكداً أن الحكم سوف يتم تنفيذه قريباً.
في 10 حزيران/ يونيو، أصدرت السلطات القضائية في طهران بياناً يؤكد أن "الجاسوس" تم القبض عليه منذ عامين، ولا علاقة له بمقتل سليماني مطلع العام الجاري
في المقابل، قال الباحث الأمريكي المختص في الشأن الإيراني، كليفورد سميث، إنه "يبدو أن الإيرانيين يعدمون شخصاً في السجن منذ عامين بتهمة (جريمة) وقعت قبل خمسة أشهر".
وأضاف سميث: "في الواقع، الرجل إما ضحية وبريء أو بطل، علينا تذكر محمود موسوي مجد، إنه يستحق ذلك".
وأصدرت إيران حكماً مشابهاً في شباط/ فبراير، بحق أمير رحيم بور، الذي أدين كذلك بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، والتخطيط لبيع معلومات متعلقة ببرنامج إيران النووي.
وأعلنت طهران في كانون الأول/ ديسمبر، توقيف ثمانية أشخاص "على صلة بوكالة الاستخبارات المركزية" الأمريكية سي آي إيه، شاركوا في الاحتجاجات التي اندلعت قبل شهر من ذلك، ضد قرار مفاجئ برفع أسعار الوقود.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...