نحتفل باليوم العالمي للمتاحف اليوم عبر حدث يقام بشكل رقمي في ضوء تفشي فايروس كورونا حالياً والحد من حركة الناس بسبب الحجر الصحي الذي فرضه الوباء. ولإقامة هذا الاحتفال غير الاعتيادي هذا العام، يشارك أكثر من 75 متحفاً من أكثر من 25 دولة بمجموعات وموضوعات جديدة تعرض على غوغل للفن والثقافة Google Arts & Culture، وهي منصة عبر الإنترنت وتطبيق يساعد الناس على مواصلة تجربتهم بالاطلاع على الكنوز الفنية والثقافية أينما وجدت، وتشمل هذه المنصة حاليًا أكثر من 2000 شريك في هذا الحدث.
ومن بين الشركاء الجدد الذين سيبدأون البث المباشر اليوم الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) و(Beirut Art Residency (BAR وهي مساحة عمل حيوية للفنانين والمنظمين لتطوير المشاريع، وتشارك بـ14 معرضاً عبر الانترنت لفنانين من كل أنحاء العالم برؤيتهم الإبداعية الخاصة للبنان. كما تشمل المجموعات المعروضة على الإنترنت ملصقات إعلانية من أوائل الستينيات ومعرضًا يعرف بلبنان من خلال الملصقات الإعلانية للأعمال الفنية ومعرضاً عن بيكاسو الشرق الأوسط، حسين ماضي، ومعرضاً عن مسرحيات أنطوان كرباج. وقد تمكن موقع رصيف22 بأن يرافق هذا الحدث الفني من خلال ما يحاول هذا المقال أن يغطيه من مقتنيات المعرض.
نحتفل باليوم العالمي للمتاحف اليوم عبر حدث يقام بشكل رقمي... ولإقامة هذا الاحتفال غير الاعتيادي هذا العام، يشارك أكثر من 75 متحفاً من أكثر من 25 دولة بمجموعات وموضوعات جديدة تعرض على غوغل للفن والثقافة Google Arts & Culture
مجموعة الجامعة الأمريكية من الملصقات الفنية
تعد الجامعة الأمريكية في بيروت واحدة من أهم الجامعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويشرح معرضها من خلال 165 عملاً متوفراً باللغتين العربية والانكليزية وثلاث موضوعات رئيسية عن تطور فن الملصقات الإعلانية في لبنان منذ الستينات، وذلك بسبب غزارة النشاط الفني في بيروت لمعارض الرسم والنحت والمسرح والحفلات الموسيقية والأفلام بداية من "المعرض واحد" للفنان يوسف الخال. وقد اعتبر الملصق، برغم انتشاره المحدود، واحداً من الأدوات المؤثرة في الترويج للمعرض والفنان فاكتسب قيمة جمالية بحد ذاته فاعتني بجودة الورق وطريقة الطباعة والتصميم، ما جذب جامعي الأعمال الفنية لاقتناء الملصقات وإغناء زواياهم بها. واستمرت صالات العرض والمراكز الفنية في إنتاج هذه الملصقات حتى مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية وانخفاض عدد المعارض المقامة خلال أحداثها. ولعل سبب العناية بالملصقات يكمن في أنها كانت تخاطب النخب المثقفة بشكل أساسي وتحاول أن تعيد صياغة عمل الفنان مع قليل من العبارات المطبوعة بـألوان متعددة.
على عكس الملصقات المسرحية التي كانت تطبع في الخمسينات باستخدام لونين أو لون واحد فقط وورق رخيص.
لقد تألف الملصق الفني من أربعة عناصر رئيسية هي صورة لوحة فنية من المعرض المعلن عنه، اسم الفنان بحروف عريضة، تاريخ الافتتاح ومدة العرض، واسم الصالة الفنية وعنوانها بحروف أصغر. وغالباً ما كانت هذه العناصر تكتب بشكل منفصل عن اللوحة على خلفية ملونة. ولكونها تتوجه لشريحة مثقفة، اعتمد عدد قليل من المصغرات فقط الإعلان ثنائي اللغة حتى في الموضوعات التي تتطلب استخدام اللغة العربية مثل معرض الفنان وجيه نحلة ضمن أسبوع الفن الإسلامي. وكان يتم اختيار صورة اللوحة بناء على تأثيرها وقدرتها على لفت نظر المارة على بعد متر أو مترين. ومع هذا بقي تأثير الملصقات محدوداً تبعاً لطريقة ومكان عرض في الشوارع والأسواق.
بيكاسو الشرق في الملصقات الإعلانية
تم التبرع بمجموعة من الملصقات الإعلانية لمعارض الرسام والنحات حسين ماضي، الملقب ببيكاسو الشرق الأوسط، لمكتبات الجامعة الأمريكية في بيروت بعد "معرض الملصقات الفنية في لبنان" والذي نظمته لجنة المراكز الفنية في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2001. وقد تضمن 18 ملصقاً على طول الفترة الممتدة من 1974 وحتى 1995. ومن ضمن الملصقات، إعلان ثنائي اللغة لمعرض أقيم عام 1992 بعنوان "العنف في التربية"، والذي نظمته الشاعرة والعاملة في تجارة القطع الفنية سامية توتنجي وقد كانت صديقة مقربة لماضي. لقيت سامية حتفها في طريقها إلى استوديو حسن ماضي الفني أثناء الانفجار الذي طال السفارة الإسبانية عام 1989. وقد أقامت توتنجي عدة معارض لماضي في منزلها مثل معرضه عام 1974 ومعرض عام 1978 قبل افتتاح صالتها الخاصة "بلاتفورم".
وبالرغم من تشبيه أسلوب حسن ماضي بتكعيبية بيكاسو بسبب الأشكال المتكررة التي نشهدها في أعماله، إلا أنه يختلف عنه كلياً بخطوطه وألوانه وشخوصه، فقد خلق هذا التكرار نمطاً متفرداً جعل فنه مرئياً ومسموعاً.
أنطوان كرباج والمسرح اللبناني
يتضمن هذا المعرض مجموعة من الملصقات التي تم تصميمها للإعلان عن بعض مسرحيات أنطوان كرباج في الفترة ما بين 1972-1995، والتي تبرع بها الفنان أنطوان كرباج إلى مكتبات الجامعة الأمريكية.
لقد آمن كرباج أن المسرح هو مرآة المجتمع التي تعكس مشكلاته، وهذا ما تمثل في عدة أعمال له نذكر منها مسرحية "الديكتاتور" التي عرضت في أبريل من عام 1972 من تأليف عصام محفوظ.
وقد نجحت هذه المسرحية في تجديد مفهوم المسرح اللبناني من خلال ساعتين من الحوار بالعامية اللبنانية بين الديكتاتور ومساعده وسط ديكور مسرحي يتسم بالبساطة. تعكس المسرحية واقع الحكام العرب الذين يستمدون سطوتهم من تجويع الشعب وقمعه. وفي العام نفسه، عرضت مسرحية "الأمير الأحمر" المقتبسة عن قصة المؤلف اللبناني مارون عبود، والتي تلقي الضوء عل الواقع الاجتماعي والاقتصادي ودور الكنيسة والنظام الضريبي المجحف في القرى اللبنانية خلال الستينات والسبعينات.
أما مسرحية "المهرج" التي عرضت عام 1974 فقد شكلت بداية لمؤلفات الماغوط في المسرح اللبناني، والتي تناولت قضايا تتعلق بالأمة العربية والفساد واحتلال فلسطين في دعوة للتجديد والتغيير في السياسات العربية.
وفيما تقتصر ملصقات المعارض الفنية على اسم الفنان ومعلومات مقتضبة، نجد أن ملصقات المسرح تعج بالأسماء والعناوين على خلفية رسومات بسيطة وألوان محدودة التنوع.
احتفالاً بيوم المتحف العالمي، تدعو الجامعة الأمريكية في بيروت (الـAUB) و(Beirut Art Residency (BAR المهتمين/ات لزيارة مجموعاتها عبر الإنترنت، من المجموعات المعروضة ملصقات إعلانية من أوائل الستينيات ومعرضاً عن بيكاسو الشرق الأوسط، وحسين ماضي، ومعرضاً عن أعمال أنطوان كرباج
Beirut Art Residency
تتضمن Beirut Art Residency المجموعة 547 عملاً ضمن 14 معرضاً يتوفر باللغة الانكليزية فقط للفن المعاصر المستوحى من المدن اللبنانية والإنسان العادي والطبيعة.
إلهام الأغراض العادية
شكلت البقايا والمهملات مصدراً لإلهام عدة معارض نذكر منها، معرض الفنان هيوجن هيون الكوري الجنوبي المقيم في برلين،
والذي استوحى أعماله من مخلفات البشر وآثارهم التي جمعها من مدينة بيروت. ويظهر تأثره بمناطق المدينة والمساجد وأشجار النخيل من خلال تشكيلات نفذها بـقصاصات البقايا الورقية المهملة، والتي أعطاها فرصة أخرى للحياة على لوحاته. مثل الملصقات الإعلانية للحفلات والمعارض والسياسيين. وقد ألهمت هذه البقايا والأغراض العادية معرضاً آخر للفنانة لوسيان بيستال، والتي اعتمد مشروعها الفني على تقديم الأغراض اليومية من خلال عمليات أرشيفية كالفهرسة والمحاورات مع الفنانين.
معارض مستوحاة من طبيعة المدينة
تخلق الفنانة البصرية، المأخوذة بالطبيعة اللبنانية، فيونا سترنغمان انسجاماً بين العالم الطبيعي والخطوط المرئية من خلالها عملها بالنقش على الورق باستخدام الإبرة.
وبينما تبدو لوحاتها فارغة في إضاءة خافتة، لا تلبث أن تظهر ظلال الإبرة في لوحاتها بمجرد تسليط الضوء عليها. ولأن مصدر إلهامها استوحي من الطبيعة والعمارة اللبنانية، نجدها تركز على "الخضرة الحضرية" من خلال تصوير النباتات التي تخرج من بين حجارة المباني والأرصفة عبر رؤيتها الفنية الخاصة.
أما الفنان باريس بيتريديس، الذي جاب أنحاء لبنان من شماله إلى جنوبه ملتقطاً صوراً فوتوغرافية، فاهتم بإظهار التناقضات المادية والاجتماعية والدينية الروحانية في لبنان. وقد جمع بين الآثار، الحركة، الصراع والحاضر الذي لا يزال معلقاً.
أعمال تتناول النسيج الاجتماعي والبيئي
يعبر معرض "وكأن الغد لن يأتي" للفنانة إيفانا إيفكوفيك عن ردة فعلها الشخصية على طبقات التغيير الاجتماعي والتاريخي في بيروت من خلال مجسمات تنقل صورة شعورية غير تحليلية لأجواء المدينة اللامبالية. ويذهب الفنان بيير دالب نحو بعد إنساني ليستكشف من خلال أعماله العلاقات المتشابكة بين الجسد والهوية، الأقنعة والأداء، في سلسلة فوتوغرافية بعنوان "الشخصية".
وفي معرض الفنانة الأيسلندية راندور جيستدوتير، يظهر تأثرها العميق بمخزونها عن الأنثروبولوجية البصرية، وهي تعتقد أن العين هي مصدر غير موثوق تصوغه اللغة والبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والزمنية التي تؤطر حقيقتنا. وقد ألهمتها بيروت كونها مكان يزخر بالتاريخ، فركزت على الدلائل الرمزية لإظهار أصول حضارتها.
وهذا التقديم لبيئة المدينة يتناقض إلى حد ما مع اللوحات التي قدمتها الفنانة جيانا ديسبنزا تحت عنوان "الوليمة الثالثة" والتي استغرق تحضيرها ثلاث سنوات. حيث تظهر ديسبينزا الطيف الواسع للطبقات والعادات والتقاليد الاجتماعية والوطنية للأفراد والجماعات.
فنانون عرب في المعرض
وهناك مشاركات لبعض الفنانين العرب في المعرض نذكر منهم الفنانة اليمنية آسيا الشرابي، التي بدأت كمصورة فوتوغرافية للمجلات قبل أن تنتقل إلى التقاط المشاهد الفنية المفصلية والوصفية لإظهار الطاقة والشخصية لدى النساء العرب. وفي مشروعها في لبنان عندما رفضت النساء في وادي البقاع أن يتم تصويرهن، التقطت صوراً للأقدام بدل الوجوه.
كما نجد تجسيداً لتجربة المغترب في أعمال مثل التي نفذها الفنان العراقي أثير الذي حاول إيصال تجربته الشخصية كعراقي نشأ في مدينة لندن من خلال أعماله التي ركز فيها على إبراز العلم والسارية كرمز للاحتلال مستخدماً مزقاً من القماش عثر عليها في مدينة بيروت.
كما تشارك الفنانة سارة نعيم بمجسمات نفذتها بطريقة غير مألوفة. جمعت فيها بين بنيتها الجسدية والتشكيل العضوي القائم على تغطية قاعدة خشبية بستائر لها نفس أبعاد أطرافها محفزة لدى المشاهد إدراكه للتشكيلات متعددة الأوجه للجسد البشري من خلال المسافة والحسابات.
صورة المقال من Black and White: Exhibition" - Laure Ghoryeb, 1996, American University of Beirut on Google Arts & Culture."
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...