في أول ظهور إعلامي لها، شغلت تعليقات نوار مولوي، زوجة رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، لبنانيين كثر، تراوحت ردودهم بين السخرية من كلامها والغضب مما قالته، في مقابل فريق دافع عن "جانب منطقي" في كلامها.
في كلامها، أشارت مولوي إلى أن خطة تحسين الاقتصاد في لبنان، تشمل تشجيع فتيات لبنانيات على استبدال العمالة الأجنبية، في مجال العمل المنزلي.
وقالت وهي تتحدث عن دورها في "دعم" المرأة اللبنانية: "خلّي الصبايا الي قاعدين في بيوتهن ياخدوا حقوقهن ويشتغلوا بدل العمالة الأجنبية في البيوت".
وحرصت مولوي على طمأنة اللبنانيات إلى أن العمل في هذا المجال لن يكون شبيهاً بنظام الكفالة التي تعمل وفقه الأجنبيات، حيث تُلزَم الأخيرات بتسليم جواز سفرهن للكفيل، ويُمنعن من التحرك بمفردهن فضلاً عن نومهن في منازل مخدوميهن في ظروف غير إنسانية في أحيان كثيرة.
وقد سجلت السنوات الماضية العديد من حالات العنف بحق عاملات، وصلت حد قتل عدد منهن وانتحار عدد آخر، حتى بات "نظام الكفالة" يوصف بنظام استعباد.
ووضعت مولوي ضمانات تشجيعية لصبايا لبنان للعمل في المنازل عندما قالت إنه، ووفق الخطة الاقتصادية التي تسير عليها الحكومة، "الفتيات يأخذن ضماناً وليس ضرورياً النوم في البيوت التي يعملن فيها".
خطة التحفيز الاقتصادي وفق رؤية مولوي لم تقتصر على استبدال العمالة الأجنبية في المنازل بعاملات لبنانيات، فقد دعت إلى الاستغناء التام عن العمالة الأجنبية في لبنان، قائلة: "خلينا نستغني عن العمالة الأجنبية لأنه ما في شي من دون مقابل، وبدل ما تضل تلات أرباع مصرياتنا تروح لبرا".
ورداً على كلام مولوي، طلب عدد من المغردين بشكل ساخر رقمها الشخصي، ذلك لأن "أهاليهم/ن بحاجة ماسة إلى عاملة منزل من الجنسية اللبنانية".
في أول ظهور إعلامي لها، شغلت تعليقات نوار مولوي، زوجة رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، لبنانيين كثر، تراوحت ردودهم بين السخرية من كلامها والغضب مما قالته، في مقابل فريق دافع عن "جانب منطقي" في كلامها
جاءت تلك المطالبات في هاشتاغ "#حسان_ضب_مرتك" الذي تصدر موقع تويتر في لبنان، بعد انتشار فيديو لمقابلة مولوي يوم أمس، في 14 أيار/ مايو، عبر "إذاعة لبنان".
وغرد حساب "ثورة": بدك المتخرجين يالي شهاداتهم قد روسكم والي ما عم يلاقوا شغل يشتغلوا خادمات ونواطير وعلى محطات البنزين يا بلا ضمير؟ أهلنا اللي شافوا الويلات لعلمونا يصيروا خدم آخر العمر؟ وين ضمان الشيخوخة وتكريمهم؟ بس صح لازم نعمل هيك ورح نبلش فيكي بدنا رقمك لأن ماما بدا مين ينظف".
ومن بين المنتقدين لكلام مولوي، من أشار إلى حاملي الشهادات الباحثين عن عمل: "عندك خبر إنه يللي مش متعلم وبحاجة لهيك شغل مش بحاجة إلك تخبريه؟ بس ما تخبرينا إنع ولادنا يللي حطينا علين دم قلبنا إذا ما لقوا شغل حيشتغلوا تنظيفات ونواطير كرمال يحافظولك عالدولار بالبلد".
ولعنت مغردة الحال الذي وصل إليه شباب وشابات لبنان اليوم وغردت:"بكرا بشهادتي الهندسة رح لمع المرايا...".
في المقابل، كان ثمة من انتقد هاشتاغ "حسان ضب مرتك" باعتباره ذكورياً من عنوانه، بموازاة الحديث عن العنصرية في الردود والاستخفاف بمهن لا تُهين صاحبها، وباتت حاجة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتعذر إرسال الدولارات إلى الخارج كأجور للعاملات الأجنبية، تحت هاشتاغ "الشغل مش عيب".
هو تعبير "ضب مرتك" وحدو كتير ذكوري ومقرف، فكيف اذا كانت المرا مش حاكية شي غلط؟ يلا اتضبضبوا#الشغل_مش_عيب
— Tracy (@tracyy00) May 15, 2020
وعلّق أحدهم: "السياسات الاقتصادية المعتمدة في لبنان منذ التسعينات أوصلت شريحة واسعة من اللبنانيين إلى اعتبار العمل هو مزيج من الصراع والتسلية. ليس هناك مهنة وضيعة ولكن هناك عقول مريضة لا أمل لها بالشفاء".
كان ثمة من انتقد هاشتاغ "حسان ضب مرتك" باعتباره ذكورياً من عنوانه، بموازاة الحديث عن العنصرية في الردود على كلام زوجة رئيس الوزراء اللبناني والاستخفاف بمهن لا تُهين صاحبها، وباتت حاجة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة
وقالت مغردة: "أولئك الذين أطلقوا الهاشتاغ ذكوريين ويكرهون الحقيقة. هذا ليس دفاعاً عن دياب وزوجته. ولكنها قالت الحقيقة، لا يخجلون من بيع العصير في الشارع بينما يخجلون من تنظيف منازل وحراسة مباني؟ المشكلة في عقليتكم".
بيت جدي اهل بيي كانو فلّاحين و مزارعين و وربّو عيلة من ٧ شباب منن بابا يلي عمل دوكتورا و خرّج آلاف الطلّاب و علّمن متل ما علّمنا انا و اختي #الشغل_مش_عيب و اوعى تستحوا بأهلكن و شغل اهلكن، ما في شغل حقير في ناس حقيرين سراقين مستترين ببدلات و كراڤاتات.
— Pia Zaklit (@PZaklit) May 15, 2020
واستحضر كثر من حاملي الشهادات تجاربهم في أعمال مماثلة، قائلين إن الأمر ليس عيباً، والظروف تفرض هذا النوع من المهن وهي مهن لا تعيب صاحبها. كما أشار البعض إلى كلام المولوي عن ضمانة للعاملات وشرط عدم الإقامة في المنزل.
أهانت الصبايا؟
— Abeer Shreif (@AbeerShreif) May 15, 2020
دقت بالبرستيج؟
ليش ما نحنا اللبنانية منشتغل برات البلد بمحطات بنزين ونوادل مطاعم!
*وين العيب إذا اشتغلت ببلدك بكرامتك وشجعت اليد العاملة *ورفعت اقتصادك ?#الشغل_مش_عيب#مش_غلط إذا كان معك شهادة ناطور لأن زعيمك جبرك تبيع شقفة أرض ليوظفك! pic.twitter.com/VXaS5sUPaf
بموازاة ذلك، ثمة من انتقد الصورة السائدة التي تحصر العمل المنزلي بالنساء، ووقوع زوجة رئيس الوزراء في التنميط نفسه، وتوجيه كلامها إلى النساء حصراً.
ورداً على الجدل الحاصل، أصدر المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة بياناً جاء فيه: "يحاول البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحوير تفسير روحية ومضمون كلام عقيلة رئيس مجلس الوزراء الدكتورة نوار مولوي بشأن لبننة العمالة في لبنان عبر الاعتماد على اللبنانيين واللبنانيات في الأعمال والمهن المختلفة بدلاً من العاملين والعاملات الأجانب"، موضحاً أن "ما قصدته مولوي واضح في سياق الكلام، وهو ينطلق من الحرص على أن يعتمد اللبنانيون على أنفسهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...