بعد الغارة الأخيرة على سوريا، تابعت الصحافة الإسرائيلية ما نُقل عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين بشأن تراجع الوجود الإيراني هناك. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن تل أبيب لاحظت انخفاضاً كبيراً في عدد القوات الإيرانية في سوريا، وفق صحيفة "هآرتس".
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن طهران تُخلي قواعد عسكرية بالقرب من الحدود مع إسرائيل منذ بدء تفشي فيروس كورونا.
وأشار المسؤول الإسرائيلي، في 5 أيار/مايو الجاري، إلى انخفاض عدد رحلات النقل من إيران إلى سوريا بشكل كبير في العام الماضي، عازياً ذلك إلى الضربات الإسرائيلية على المطارات في سوريا.
في الإطار ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت: "نحن أكثر تصميماً على استمرار عملياتنا ضد الوجود الإيراني في سوريا، فلن نستسلم لأن هذا الأمر يتعلق بحياتنا".
وأضاف: "سوريا باتت مغامرة لإيران التي تبعد عن دمشق ألف كيلومتر... ولن نسمح لها بإنشاء جبهة إيرانية في هذا البلد، ولن نتوقف حتى ترحل".
الرواية الإسرائيلية لتراجع النفوذ الإيراني
وبحسب المسؤول العسكري، تعزو إسرائيل تراجع الوجود الإيراني في سوريا إلى الأضرار التي لحقت بقواتها نتيجة الهجمات الإسرائيلية على قواعدها، وكذلك إلى الأزمة الاقتصادية الإيرانية الحالية.
قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن تل أبيب لاحظت انخفاضاً كبيراً في عدد القوات الإيرانية في سوريا، بينما بدأت طهران بإخلاء قواعد عسكرية قرب الحدود مع إسرائيل منذ بدء تفشي كورونا، وفق "هآرتس"
وسبق أن ركّزت الصحف الإسرائيلية على معاناة الاقتصاد الإيراني بعدما ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي وفرض عقوبات قاسية على إيران، وعلى ما وصلت إليه الحال بعدما تراجعت إيرادات الدولة عقب انخفاض أسعار النفط وغلق البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا.
وتوقع المسؤول الإسرائيلي أن تواجه القيادة الإيرانية موجة أخرى من الاحتجاجات بسبب الوضع الاقتصادي، وأن تركّز أكثر فأكثر على حل مشاكلها الداخلية.
وأفادت تقارير إعلامية أمريكية أن إسرائيل شنت أكثر من 200 غارة جوية داخل سوريا على نحو ألف هدف مرتبط بإيران ووكلائها منذ عام 2011، وحصل العدد الأكبر من هذه الغارات أوائل عام 2017.
وكانت تقارير كشفت عن محاولة إسرائيل خلال عملياتها تفادي حدوث خسائر بشرية كبيرة قد تؤدي إلى التصعيد مع إيران، ومنها إطلاق طلقات تحذيرية لتفرقة المقاتلين قبل استهداف مواقعهم.
ووفق تقرير نشره موقع "ديفينس نيوز" المتخصص في الشؤون العسكرية في الولايات المتحدة، في 23 نيسان/أبريل الماضي، فإن إسرائيل أجرت معظم غاراتها على الأهداف الإيرانية في سوريا عبر المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا.
نقلت "هآرتس" عن مصادر عسكرية في تل أبيب أن الرئيس السوري بشار الأسد يدرك أن إيران أصبحت عبئاً على بلاده، وأنه يدفع ثمناً باهظاً بسبب وجودها
وقال التقرير إن إيران تأقلمت مع الضربات الإسرائيلية في سوريا، مضيفاً أن تل أبيب تفادت الإعلان عن استهداف القوات الإيرانية حتى لا تحرجها وتجبرها على الرد.
وأوصى التقرير الجيش الأمريكي بتبني استراتيجية مماثلة في العراق، والتركيز على أهداف حيوية محدودة بدلاً من ضرب عشرات المواقع في حرب مفتوحة.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر عسكرية في تل أبيب أن الرئيس السوري بشار الأسد يدرك أن إيران أصبحت عبئاً على بلاده، وأنه يدفع ثمناً باهظاً بسبب وجودها.
وأشارت المصادر، وفقاً للصحيفة، إلى أن الجيش السوري الذي يواصل جهوده لإعادة تأهيل قواته بعد الحرب الأهلية الطويلة، أُصيب بأضرار في الهجمات الإسرائيلية، خصوصاً في سلاح الدفاع الجوي، وهذا ما أضعف قدرته القتالية.
نقلت الصحيفة كذلك عن المصادر عينها أن التحديات الاقتصادية أضعفت قدرة إيران على دعم المجموعات المسلحة الموالية لها، بما في ذلك حزب الله الذي يعتمد على التمويل الإيراني.
"تكتفي بتغيير مواقعها"
في المقابل، رأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن إيران تكتفي بتغيير مواقعها وتبديلها بين الحين والآخر.
وقال عبد الرحمن لرصيف22: "إيران ترفض الرضوخ ومغادرة سوريا على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المتكررة، بل كثفت طهران عمليات تجنيد السوريين والتشيّع، خصوصاً غرب الفرات وفي جوار الجولان المحتل".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في إحصاء له بأن عدد المتطوعين في صفوف الإيرانيين والمجموعات الموالية لهم، جنوب سوريا، ارتفع إلى نحو 6250.
كذلك ارتفع عدد المجندين والمتشيّعين في صفوف القوات الإيرانية إلى 4700 في منطقة غرب نهر الفرات وفي ريف دير الزور، بحسب المرصد.
في سياق متصل، قال الصحافي السوري مصطفى النعيمي لرصيف22: "هناك معلومات تشير إلى تقلص الوجود الميليشيوي في سوريا بسبب الاستهداف الإسرائيلي".
ولفت النعيمي، المقيم في شمال سوريا، إلى ما يُحكى عن ضغط روسي على النظام لاستخدام عائدات الدولة في عملية تشغيل البنية التحتية، بدلاً من مواصلة الإنفاق على التجنيد الإلزامي وصرف أموال طائلة على المجموعات القادمة من إيران ودول أخرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...