"مش عارفين نحسّ بالعيد زي كل سنة، العيد من غير عيلة، ومن غير لمة الأصحاب، ومن غير كنيسة ملوش طعم، يمكن عشان نبص تاني، ونعرف معنى القيامة والصليب، ونحتفل بيسوع، أيوا هنحتفل بيه لأنه صاحب العيد نفسه"، تعبّر سارة (25 عاما) تعمل بالترجمة وتسكن في مصر الجديدة، عن مشاعرها تجاه غلق الكنائس وعدم استطاعتها الذهاب إلى الكنيسة، مثلما كانت تفعل منذ ما يقرب من ربع قرن، لكن الظروف التي أصابت مصر والعالم جراء جائحة كورونا، أطفأت فرحة احتفال المسيحيين بعيد القيامة مثل كل عام.
يمارس مسيحيون كل عام طقوس أسبوع الآلام، وهو يمثل دخول يسوع القدس مروروا بصلبه وموته، ثم انتهاء بقيامته من الموت في يوم الأحد، المعروف بيوم القيامة.
"جهز صورة وأشعل شمعة"
القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوضّح معنى أسبوع الآلام للمجتمع المسيحي في حديث لرصيف22، يقول: "هو أقدس أيام العام، وهو أسبوع مكرس للعبادة، يتفرغ فيه المسيحيون وينتظرونه كل عام، ويسمونه الأسبوع المقدس بحسب التسمية الكنسية، ويجتمعون في الكنائس طول الوقت للصلاة والتأمل".
وعن الطقوس التي اعتادها المسيحيون في هذا الأسبوع كل عام، يقول حليم: "تعوّدنا على أخذ عطلات من أعمالنا للتفرغ للصلاة والعبادة، فنحن عادة لا نعمل أي عمل دنيوي على الإطلاق، وننقطع فقط للعبادة والسهر في الكنيسة لأداء صلواتنا".
"يزداد تقرب المسيحيين إلى الرب في هذا الأسبوع، حيث يزيد النسك والأصوام في هذه الأيام، وبعض الناس يصومون الأسبوع كله بدون طعام ولا شراب، ومنهم من يصوم دون أكل وشراب إلا الماء والملح، وهكذا يتبارى المسيحيون في هذا الأسبوع في تكريس أنفسهم للصلاة والصوم والانتظام في التواجد في الكنيس"، يوضّح القس بولس حليم.
"مش عارفين نحسّ بالعيد زي كل سنة، العيد من غير عيلة، ومن غير لمة الأصحاب، ومن غير كنيسة ملوش طعم، يمكن عشان نبص تاني، ونعرف معنى القيامة والصليب، ونحتفل بيسوع، أيوا هنحتفل بيه لأنه صاحب العيد نفسه"
لكن يبدو أن بعض هذه الطقوس المقدسة لن تكتمل هذا العام بسبب الإجراءات الاحترازية التي تشدّد على منع التجمعات، والتي اتخذتها الدولة المصرية لمواجهة فيروس كورونا، ولهذا أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية قراراً بتعليق الصلوات في جميع الكنائس، وذلك منذ يوم 21 مارس، وغلق جميع الكنائس، وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة.
ويوضح بولس حليم أن قرار تعليق الصلوات بالكنائس كان صعباً على نفسية المسيحيين، ولذلك قررت الكنيسة متابعة الصلوات من خلال عرضها على القنوات الفضائية القبطية، ومن خلال الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية.
وبديلاً لعدم الاحتفال كما اعتاد المسيحيون كل عام، أرسل البابا رسالة للأقباط دعاهم فيها للاحتفال في المنزل بجوار صورة المسيح، وشمعة والكتاب المقدس "الإنجيل"، وتجميع الأسرة والصلاة سوياً في المنزل وكأنهم في الكنيسة.
"يسوع يرى دموعنا"
أما الكنيسة الإنجيلية التي اعتادت على الاحتفالات الرسمية بحضور شعبي ورسمي، فقد أصدرت بياناً أوضحت فيه أن احتفالها الرسمي بمناسبة عيد القيامة المجيد يوافق السبت 18 أبريل، سيبدأ في الرابعة إلى الخامسة والربع مساءً، بمقر الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، أي لمدة ساعة وربع الساعة فقط، بسبب الإجراءات الاستثنائية لمنع التجمعات والاختلاط وتعليق الصلوات.
وتقول سارة التي تتبع الطائفة الإنجيلية في مصر، إنها سوف تحتفل على طريقتها بعيد القيامة هذا العام، موضحة أنها سوف تصنع لنفسها "عيداً مع المسيح من خلال التودد والتقرب إليه أكثر دون الاحتفال أو شراء ملابس جديدة"، مثلما كانت تفعل كل عام.
وتضيف سارة بأعين دامعة: "يسوع يرى دموعنا، ويشعر بأحزاننا على غلق الكنائس وتعليق الصلوات، واضطرارنا للجلوس في البيت منعزلين عن القداس، والتناول والصلوات والترانيم، لكن يسوع معنا، يسكن في قلوبنا وبيوتنا".
وأصدر القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، بياناً على الصفحة الرسمية لرئاسة الطائفة الإنجيلية، قال فيه: "نؤمن بأن سلامة الإنسان تأتي أولاً، ومهمتنا الوقوف صفاً واحداً لدعم جهود الدولة المصرية الفعّالة لمكافحة وباء فيروس كورونا، والذي يهدد بلادنا العزيزة، لذلك قررت رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، اقتصار الاحتفال بعيد القيامة المجيد على عدد محدود جداً من قيادات الطائفة بدون شعب، حفاظاً على الأرواح، على أن يتم نقل الاحتفال على الهواء مباشرة عبر القنوات المحلية والإقليمية والدولية، ونصلِّي معا أن يمنحنا الرب نجاة من عنده، حتى نجتاز مع كل إخوتنا في الإنسانية هذه الأزمة".
وكان المجلس الإنجيلي العام لرؤساء المذاهب الإنجيلية بمصر قد أصدر قراراً في 2 نيسان/ أبريل الجاري، بتعليق كافة الأنشطة في مصر دون استثناء، من اجتماعات وأفراح واحتفالات، وقصر الجنازات على أسرة المتوفي فقط، لجميع الكنائس الإنجيلية على مستوى الجمهورية، وذلك لحين استقرار الأوضاع.
أقدر تماما محبتكم ومشاعركم الطيبة لكن اعتذر عن استقبال أية معايدات لأن بصراحة احنا مش في حالة العيد اصلا.. عيد القيامة...
Posted by Amira Tawadros on Saturday, 18 April 2020
حلول تكنولوجية لوقف الصلاة والاحتفال
قررت ليلى ماهر (35 عاما) تسكن في لندن، الاحتفال هذا العام مع عائلتها بالصلاة عبر الانترنت، عبر تقنية البث المباشر بالفيديو وهي في منزلها، وبهذا تكون الصلاة جماعية، أي متزامنة في الوقت نفسه لكن بشكل منفرد كل في بيته، ولكنها تفتقد من جهة أخرى للصلاة في الكنيسة، تقول: "الصلاة في الكنيسة تختلف عن الصلاة في المنزل، لأن لها هيبة، تشعرنا بنعمة كبيرة، وبركة من خلال أداء الطقوس الدينية".
ولفت بيتر مجدي، الصحافي المتخصص في الشأن القبطي، في حديث لرصيف22 إلى أن الكنيسة في مصر تأثرت بقرار إيقاف حركة الطيران، وإغلاق دور العبادة، في أهم وقت طوال العام، أسبوع الآلام.
"الصلاة في الكنيسة تختلف عن الصلاة في المنزل، لأن لها هيبة، تشعرنا بنعمة كبيرة، وبركة من خلال أداء الطقوس الدينية"
وأوضح بيتر أن العيد يرتبط لدى جموع المسيحيين بأمور وعادات اجتماعية، مثل شراء الملابس والأطعمة المختلفة، ولكن بسبب "الحظر" والإغلاق اختلف شكل ومظاهر عيد القيامة.
بالنسبة لبيتر، فقد تأثر روحانياً بعدم الذهاب للكنيسة طوال أسبوع الآلام، ولذلك حاول استحضار روح الطقوس في منزله، بعمل أيقونة الصلبوت الخاصة بالمسيح، وإيقاد الشموع أمامها.
أما تريزا سمير (30 عاماً) مدرس مساعد، مصرية تعيش في ولاية نيوجيرسي بأمريكا، فهي تحافظ على صلواتها باستخدام برنامج "زوم zoom"، وبجوارها تقع أسقفية للشباب، سيجتمعون فيها يوم عيد القيامة، للحديث والصلاة.
تقول سمير: "أبونا لوقا هيرمينا، مسؤول أسقفية شباب أمريكا وكندا في ولاية نيوجيرسي هيجمعنا كلنا وهيصلي بينا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع