أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، في 9 نيسان/أبريل، خطتها لتصنيع وبيع أقنعة حماية للوجه على وقع أزمة تفشي فيروس كورونا. وهذا ما أثار سخرية واسعة واتهامات لها بـ"استغلال الأزمة والإتجار"، وكذلك عدم التخصص.
ووفق ما أوضحته مواقع محلية، قالت الوزارة إنها أنشأت، عبر "المجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف"، وحدة إنتاجية مختصة بإنتاج أقنعة حماية الوجه، "كمساهمة منها لتعزيز حماية الأفراد والمؤسسات ضد فيروس كوفيد-19 المستجد".
"مزايا عديدة"
ولفتت الوزارة الدينية، في بيان، إلى أن "الهدف من القناع توفير حماية كاملة للوجه من الرذاذ المتطاير الناتج عن العطس والكحة (السعال)، والذي يمكن أن يصل إلى الأنف أو الفم أو العينين، وبالتالي نقل الفيروس من شخص لآخر"، مستطردةً أن "الكمامة وحدها لا توفر الوقاية اللازمة للعينين، وهذا القناع يساعد في عدم وصول الرذاذ إليهما، كما أنه يساعد على تجنب لمس الوجه باليدين".
ومن مميزات القناع المزمع إنتاجه من الوزارة الدينية المصرية أنه "يمكن تكرار استخدامه بشكل يومي بعد غسله بالماء والصابون، لصنعه من مادة البولي كربونيت المقاومة للخدش، ما يطيل عمر القناع الافتراضي".
قناع وجه يُغسل ويُستخدم أكثر من مرة أعلنت وزارة الأوقاف المصرية استعدادها لطرحه في الأسواق بـ50 جنيهاً، وهو سعر مرتفع مقارنة بالموجود في السوق... مبادرة الوزارة الدينية قوبلت بسخرية واتهامات عديدة
كذلك، ألمحت إلى أن "المواد الداخلة في صناعة هذا القناع تتسم بالمرونة وإمكانية تغيير مقاسها حسب مقاس الوجه، إذ تغطي الوجه من الجبهة حتى أسفل الذقن".
اللافت أن الوزارة أشارت في بيانها إلى أنها ستطرح الأقنعة بسعر 50 جنيهاً مصرياً للقناع الواحد، أي نحو أربعة دولارات أمريكية. وهذا السعر يعد باهظاً مقارنةً بقناع الوجه العادي الذي يباع في الصيدليات والذي يتراوح سعره بين خمسة إلى 10 جنيهات مصرية أي أقل من دولار أمريكي واحد.
ويعني هذا أنه لن يكون بمقدور شرائح واسعة من المصريين شراء القناع المزعوم "كمساهمة من الوزارة لتعزيز حماية الأفراد والمؤسسات ضد الفيروس"، لا سيما في ظل توقف العديد من قطاعات الأعمال وارتفاع الأسعار في ظل الأزمة.
"إتجار وانعدام تخصص"
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سخر العديد من الناشطين المصريين من إعلان الوزارة، لافتين إلى أن هذا أحدث دليل على "انعدام التخصص" في البلاد و"استغلال الأزمات للتربح".
وقال أحد المعلقين: "الأوقاف كمان شغالة فى البيزنس والتجارة. مش كانت عملت قفازات بالمرة. بس بجد شطار حيكسبوا كتير ويا ريت بس نعرف من أين نحصل عليهم وسعر الجملة كام".
وعلق آخر مستفسراً: "يا ترى هيكون محصن بالأدعية واللي مش هيشتريه الشيطان منعه!"، متهماً الوزارة بـ"الإتجار" مستغلةً أزمة تفشي الفيروس.
"محصنة بالأدعية ومن يمتنع عن شرائها غلبه شيطانه"... سخرية وانتقادات بعد إعلان وزارة الأوقاف المصرية سعيها لإنتاج أقنعة وجه طبية للبيع بسعر باهظ
ورأى ثالث أنها "سبوبة أو مصلحة، الأوقاف تسترزق (تربح) منها وخلاص"، مقترحاً ارتداء "كيس بلاستيك شفاف في الرأس وتوفير الـ50 جنيهاً".
فريق آخر سلط الضوء على عدم تخصص الوزارة في هذا الشأن، معتبراً أن ما أقدمت عليه هو من قبيل "العبث".
وسألت إحدى المغردات: "يعني إيه الأوقاف تنتج؟ هو مين بيشتغل إيه في مصر؟".
وقال مغرد آخر: "جيش بيعمل مكرونة وجمبري، طبيعي الأوقاف تعمل كمامات. وبكره تلاقي الأطباء على المنابر خطباء والشيف شربيني بيحمي الحدود".
ورد البعض على ذلك موضحاً أن وزارة الأوقاف المصرية لديها العديد من الممتلكات الموقوفة من مصانع وورش في مختلف التخصصات، وربما أرادت استثمارها في منتج مطلوب في هذه الظروف.
كان البعض أقل حدةً في انتقاده، فشكر الوزارة على تفكيرها في سبل لحماية المواطنين، لكن مع التوضيح أن سعر القناع المقرر "باهظ جداً"، مناشداً إياها بـ"توزيعه مجاناً".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 5 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي