أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب العديد من المغاربة النشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره تغريدة اعتبروها "أمراً" لبلدهم بإعادة المواطنين الفرنسيين العالقين في الرباط.
قال ماكرون في التغريدة التي نشرها عبر حسابه الرسمي في تويتر، في 14 آذار/مارس: "إلى مواطنينا العالقين في المغرب: تُنظّم رحلات جديدة للسماح لكم بالعودة إلى فرنسا. أطلب من السلطات المغربية القيام بكل ما هو ضروري في أقرب وقت ممكن".
وفيما ردت الحكومة المغربية موضحةً أنها تسعى إلى إعادة جميع السياح الأجانب "من دون إملاءات خارجية"، اعتبر عدد من المدونين أن لغة ماكرون تعكس "استعلاءً كبيراً على المغرب، وتفتقد اللباقة، ولا تحترم السيادة الوطنية".
"تكلم بأدب"
وغرد المغربي أمين رداً على الرئيس الفرنسي: "سيد ماكرون، المغرب ليس مقاطعة من مقاطعات فرنسا، وعليك أن تتكلم بأدب".
وكتب كريم: "المتعجرف ماكرون يظن أن المغرب لا يزال مستعمرة فرنسية ويعطيها الأوامر je demande".
الحكومة المغربية ترد على تغريدة الرئيس الفرنسي: "لا نقبل إملاءات خارجية". ومغردون يسألونه: "هل تجرؤ على مخاطبة ترامب باللغة نفسها؟"
وقال يوسف الفغلومي: "يستحقون (أي أعضاء الحكومة المغربية ورئيسها)... لماذا نغضب؟ سيد ماكرون يمارس سلطاته القانونية الأساسية في مراقبة الإمبراطورية".
وأشار آخرون إلى ما اعتبروه "أزمة صامتة بين المغرب وفرنسا، مؤشراتها تأجيل ماكرون زيارته للرباط عدة مرات، وغضب باريس لعدم أخذها كعكة الأسلحة التي أبرمها الأمريكيون مع الرباط أخيراً".
وسأل مغردون الرئيس الفرنسي: "هل يمكن أن تستخدم اللغة نفسها لدى مخاطبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ عندما قرر وقف الرحلات الجوية بين بلاده وأوروبا من دون حتى عناء التشاور معك!".
في الجانب الآخر، وصف ناشطون ووسائل إعلام مغربية تغريدة ماكرون بأنها "مناشدة" للمغرب وإجراء عادي لم يتخطَّ الأعراف الدبلوماسية. كتب موقع هسبرس المغربي: "كورونا يدفع ماكرون إلى مناشدة سلطات المغرب". وقال حساب المغربي باهون: "ليس هناك ما يدل على مسٍّ بالسيادة… المواطنون فرنسيون ومن الطبيعي أن يهتم بهم الرئيس".
المغرب: نرفض الإملاءات
في سياق متصل، ردت نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بأن "المعرب يسعى إلى تيسير عودة السياح الأجانب إلى بلدانهم".
ما علاقة صفقة الأسلحة التي اشتراها المغرب من أمريكا أخيراً بـ "لهجة" ماكرون الآمرة لدى مخاطبته المغرب؟
وقالت: "المغرب لا يتصرف إطلاقاً بناءً على إملاءات من جهات أجنبية. بلدنا يعامل السياح من جميع الجنسيات على قدم المساواة".
وعلى وقع أزمة تفشي فيروس كورونا، قرر المغرب قبل يومين تعليق الرحلات الجوية مع عدد من البلدان العربية، منها لبنان ومصر والبحرين والإمارات، والأوروبية مثل فرنسا والنمسا والدنمارك واليونان وغيرها.
وأدى هذا القرار إلى تجمهر آلاف السياح، ولا سيما الفرنسيين، في مطارات المغرب. وطالب هؤلاء الحكومة الفرنسية بإعادتهم إلى بلدهم.
وتجمع السياح الفرنسيون أمام قنصلية بلادهم بمراكش، في 16 آذار/مارس، منددين بعدم تدخل السلطات، بعدما وجدوا أنفسهم عالقين جراء توقف الرحلات الجوية إلى فرنسا بسبب تفشي فيروس كورونا.
وسجل المغرب إصابة 37 شخصاً بفيروس كورونا، وهذا ما دفع الحكومة إلى تدشين صندوق للطوارئ بمليار دولار لمواجهة مخاطر انتشار الفيروس. كذلك تم إغلاق المطاعم ودور السينما ووقف جميع الأنشطة الرياضية والترفيهية في أنحاء البلاد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين