شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"يا ليلة الإعصار آنستينا"... المصريون يستقبلون الطقس السيىء بـ"الألش والمقرمشات"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 12 مارس 202001:09 م

"يا ليلة الإعصار آنستينا، وجددتي الأمل فينا"، هكذا بدل مصريون كلمات أغنية "يا ليلة العيد" لكوكب الشرق أم كلثوم، في إطار تعليقاتهم الساخرة "المُحتفية" بموجة "استثنائية" من الطقس السيئ تشهدها البلاد على مدار نحو 72 ساعة.

بدءاً من 12 آذار/مارس إلى 14 منه، تتعرض مصر لـ"منخفض جوي متعمق يؤثر برياح نشطة وعواصف ترابية خاصة على جنوب البلاد مثيراً الرمال والأتربة وصولاً إلى مرحلة العاصفة على المناطق الجنوبية مع انخفاض شديد في درجة الحرارة وأمطار غزيرة"، بحسب بيان مدير إدارة الاستشعار عن بعد في الهيئة العامة للأرصاد الجوية إيمان شاكر لمواقع محلية.

وتكون سرعة الرياح شديدة جداً (تراوح بين 25 و30 عقدة في بعض المناطق، أي ما يعادل من 50 حتى 60 كيلومتراً في الساعة). وهي حالة جوية لم تشهدها البلاد منذ عام 1994.

لكن المصريين اختاروا أن يتعاملوا مع ما وصفوه بـ"إعصار التنين" أو "إعصار القرن" بالسخرية برغم أن الحكومة منحت جميع العاملين وفي الدولة وفي القطاع الخاص إجازة، وعطلت الدراسة وأغلقت العديد من الطرق الرئيسية والموانئ والمطارات. وطالبت المواطنين بعدم مغادرة المنازل وعدم ترك السيارات والممتلكات الخاصة خارجاً.

"وقفة الإعصار"

بدأ المصريون الاستعداد لقضاء الأيام الثلاثة في المنازل لا بشراء الحاجات الأساسية وإنما بالتركيز على السناكس (المقرمشات) والحلوى واللب والسوداني، حسبما أظهرت تعليقات غالبيتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

واستفسر بعضهم: "هو الإعصار بيتاكل له إيه؟".

وقال آخرون: "الشعب المصري جهز طبق المكسرات والفواكه ومستني العاصفة تبدأ"، وكتب مغرد: "بجنيه لب وتمن سوداني يا أبو عمو… بسرعة عايز ألحق الرعد من أوله".

وعلق أحدهم على الزحام في محال بيع اللب والمقرمشات بالقول: "ليلة وقفة الإعصار وكل عام وأنتم بخير"، إذ تشابهت أجواء الاستعداد للمنخفض الجوي مع تحضيرات المصريين للأعياد.

"الشعب جهز طبق المكسرات والفواكه ومستني العاصفة تبدأ"... المصريون يستقبلون حالة استثنائية من الطقس السيئ استقبال العيد ويتبادلون التهنئة بقدومها. إليكم أبرز التعليقات الطريفة

ووصل الأمر إلى أن يتبادل الكثيرون التهنئة بقدوم العاصفة. قال أحدهم لحبيبته: "كل عاصفة وإحنا مع بعض يا قلبي، وإن شالله العاصفة القادمة نكون في بيتنا".

وقال مواطن إن "المصريين بيتعاملوا مع العاصفة الترابية على أنها mbc2 (يقصد فيلماً) وجايبين لب وسوداني وليلة كبيرة سعادتك".

ولفت أحد المغردين إلى أنه "صحيت بدري عشان ألحق العاصفة من أولها".

"أين العاصفة؟"

وتطرقت تعليقات ساخرة إلى تأخر مظاهر المنخفض الجوي الذي أشارت إليه الهيئة العامة المصرية للأرصاد، فسأل البعض: "فين العاصفة؟ أصل الشعب المصري مش قاعد على بعضه." و"يا ابني انطق: فين الإعصار؟ اللب خلص".

وعبّرت سيدة عن ضجرها من الانتظار: "العاصفة هتبدأ أمتى؟ أنا عايزة أنام؟". 

ولم تستثنِ سخرية المعلقين الإجراءات الحكومية الوقائية، منها تعطيل الدراسة. قالوا على لسان "فيروس كورونا": "يا جدع أنا جاي الأول".

وكانت السلطات قد أعلنت رفضها تأجيل الدراسة في إطار المخاوف المتزايدة من انتشار فيروس كورونا عالمياً.

ورد مغرد على التعجب من "احتفاء" المصريين و"سعادتهم الغامرة" بالعاصفة قائلاً: "هو إحنا كل يوم عندنا عاصفة".

وأعرب مواطن عن عدم خوفه من العاصفة قائلاً: "منخفض تنين إيه… يا جماعة إحنا طالبين نيزك لا مؤاخذة!"، في إشارة إلى إحدى "القفشات" المصرية التي تعلق اعتراضاً على أي حدث غير مقبول بـ"نيزك يا رب" ينهي الحياة على الكوكب.

ورصدت مواقع محلية، صباح 12 آذار/مارس، سقوط بعض الأبنية والجدران ووقوع وفيات وحوادث طرق في أنحاء البلاد جراء هذه الموجة المناخية السيئة.

ووثقت مقاطع فيديو متداولة مشاهد الشوارع الغارقة في مياه الأمطار والأتربة التي تعبق بها الأجواء وبعض آثار التدمير جراء الموجة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image