شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
إشارة مثليّة الجنس تتسبب بمنع عرض فيلم عالمي في أربع دول عربية

إشارة مثليّة الجنس تتسبب بمنع عرض فيلم عالمي في أربع دول عربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 11 مارس 202001:35 م

مُنع عرض فيلم الرسوم المتحركة Onward (المضي قدماً)، إنتاج ديزني-بيكسار، في أربع دول عربية هي السعودية وقطر وعُمان والكويت لتضمّنه إشارة "بسيطة" إلى زوجتين مثليتين.

وما هذه الخطوة إلا تكملة لسلسلة قرارات تتخذها بعض الدول العربية لـ"المحافظة على القيم الاجتماعية" وحجب كل ما هو "غير مألوف"، وكأن أبناء الشرق الأوسط ينتظرون فيلماً سينمائياً لكي يطلعوا على اختلافات البشر المتعددة، بما في ذلك ميولهم الجنسية.

وكان قد أُطلق الفيلم في دور العرض السينمائية في 5 مارس/آذار الجاري، ولم يُمنع في دول عربية أخرى منها الإمارات، والبحرين، ولبنان، ومصر.

وتسببت شخصية سبيكتر بالمنع، وهي عنصر في سلك الشرطة، أدت دورها صوتياً المنتجة وكاتبة السيناريو والممثلة الأفريقية-الأمريكية المثلية جنسياً لينا وايث، التي تعدّ حالياً أول شخصية مثلية تظهر في أفلام ديزني-بيكسار. 

واستخدمت سبيكتر كلمة "Girlfriend" (أي عشيقتي أو حبيبتي) في الفيلم في سياق هذه الجملة: "الأمومة/الأبوّة (Parenting) ليست سهلة... ابنة عشيقتي/حبيبتي دفعتني لشدّ شعري".

في هذا السياق، أشارت صحيفة Deadline المعنيّة بأخبار هوليوود "العاجلة" إلى أن وجود سبيكتر في الفيلم كان "ثانوياً"، إذ ظهرت في مشهد واحد فقط، ومع هذا، منعت أربع دول عربية عرض الفيلم، وغيّرت روسيا كلمة "حبيبة/عشيقة" إلى "شريكة"، وتجنبت ذكر جنس شخصية سبيكتر. 

القصة الأساسية للفيلم عن شقيقين مراهقين يتلقيان هدية في عيد ميلادهما الـ16 من والدهما الراحل (الهدية كانت بحوزة والدتهما)، وهي عصا سحرية كان قد تركها لهما، باستطاعتها أن تحييه 24 ساعة، رغبةً منه في رؤيتهما في هذا العمر. ولكنه يظهر في الجزء السفلي من جسمه ولا يتمكنان من رؤية وجهه، كما لا يتمكن هو من رؤيتهما. وهنا تبدأ المحاولات في استرداد الجزء العلوي من جسمه قبل انتهاء الوقت.

وأدّى دوريْهما، صوتياً، الممثل الأمريكي كريس برات والممثل البريطاني توم هولاند.

إشارة "بسيطة" إلى زوجتين مثليتين تتسبب بمنع عرض فيلم عالمي في أربع دول عربية، ومعلقون: "عَ أساس نتفليكس تعرض حلقات خليجية!"

"الحبّ حقّ"

تفاوتت ردود الأفعال عربياً بين روّاد التواصل الاجتماعي. منهم من اعتبر أن الخبر "مُحبط ومؤسف"، ومنهم من سخر من هذا القرار بقوله: "عَ أساس نتفليكس تعرض حلقات خليجية!"، فيما أيّد آخرون القرار "كي لا يزرعوا الأفكار القذرة في عقول الأطفال"، واعتبر أحد المغردين أن هذا "أفضل خبر قرأه". 

ووسط هذه التعليقات، تساءلت مغردة خليجية: "يخي ليش؟ أنا وشدخلني (ما دخلني) بمثليتهم؟".

أما منظمة العفو الدولية (Amnesty)، فقالت إن منع عرض الفيلم في أربع دول عربية يرسل إشارات مخطئة للأطفال والشباب في هذه البلدان. وأضافت: "الحب حقّ من حقوق الإنسان. نحن بحاجة إلى قدوات متنوعة".

"كانت فكرتي"

في حوارٍ مع مجلة Variety، قالت لينا وايث إن قول كلمة "عشيقتي/حبيبتي" ضمن السيناريو كان اقتراحاً منها. سألت: "هل يمكنني قول Girlfriend؟ يبدو الأمر غريباً. لدي صوت مثليّ. لا أعلم كيف سيبدو الأمر إذا قلت زوجي!"، فردوا عليها، حسب قولها، "نعم! اِفعلي هذا".

ولفتت إلى أن القرار اتُّخذ بسلاسة، وانتهى الأمر بمشهد "مميز جداً". وفي الإطار نفسه، قال مخرج الفيلم دان سكانلون: "نحن في عالم خيالي حديث ونريد تمثيل العالم الحديث".

منظمة العفو الدولية تعليقاً على منع عرض فيلم رسوم متحركة في أربع دول عربية: "الحب حقّ من حقوق الإنسان"

"قفزة صغيرة"

في سياق متصل، أشار الكاتب في Yahoo Movies إثان آلتر المهتم بالسينما إلى أنه برغم ظهور سبيكتر في مشهد واحد، وبرغم عدم رؤية الجمهور "العشيقة" ولا "ابنة العشيقة" المشاكسة، يُعدّ هذا المشهد "قفزة صغيرة" لـ"بيكسار"، وهي خطوة عملت عليها الشركة خلال السنوات الماضية. 

واعتبر آلتر أن الممثلة المثلية جنسياً لينا وايث هي أفضل شخص "لكسر هذا الحاجز". عام 2017، أصبحت أول امرأة أفريقية-أمريكية تفوز بجائزة Emmy  لكتابتها مسلسلاً كوميدياً لنيتفلكيس (Master of None)، مستوحى من قصتها الواقعية. 

وفيما كانت تبكي عند تسلّمها الجائزة، شكرت عشيقتها/حبيبتها آنذاك آلانا مايو (زوجتها حالياً)، وعائلة مجتمع الميم (مثليي الجنس ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً) وقالت: "الأشياء التي تجعلنا مختلفين هي قوّتنا الخارقة. ما كانت لتكن الحياة بهذا الجمال لولا وجودنا فيها". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image