تفشى فيروس كورونا بسرعة في إيران، حيث اصبحت جميع المحافظات الإيرانية مصابة بهذا الفيروس. ووصل عدد المصابين به في إيران إلى 4747 شخصاً، بينهم نواب في البرلمان ودبلوماسيون، بينما بلغت الوفيات 124.
وقامت الحكومة الإيرانية بإغلاق المدارس والجامعات والنوادي الرياضية، وإلغاء الأحداث الرياضية والفعاليات الثقافية وتقليل ساعات الدّوام، ومطالبة المواطنين بعدم التنقّل في داخل المدن وبينها، لمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد أكثر من هذا.
وتتمركز حالياً الإصابات والوفيات في العاصمة طهران، ومحافظات "قُم" و"كيلان". وفي مقابلة مع صحيفة إيران الحكومية، توقّع عضو اللجنة الحكومية الإيرانية لمكافحة كورونا، مسعود مَرداني، إصابة ما بين 30% إلى 40% من سكّان طهران بالفيروس خلال الأسبوعين القادمين.
وسبّب انتشار الفيروس في إيران، حالاتٍ من الخوف واليأس والكآبة بين المواطنين، خاصة وأن الإيرانيين على أعتاب "نوروز"، أهمّ الأعياد لديهم وبداية رأس السنة الإيرانية.
وخلافاً لكلّ عام، حيث كانت تمتلئ الشوارع والأسواق بالأشخاص الذين يجهزون أنفسهم للعيد في مثل هذه الأيام، أجبر فيروس كورونا الإيرانيين على أن يلازموا منازلهم، ويفرضوا العزلة على أنفسهم.
وعلى عكس كلّ مكان آخر في إيران، غدت المستشفيات مزدحمة، ولذلك اعتُبرتْ الأماكن الأكثر خطورة في البلاد. وأصبح الطاقم الطبّي والممرّضات في المستشفيات حالياً أكثر عرضة للخطر، حيث اختلطت حياتهم اليومية بفيروس كورونا والمصابين به.
سبّب انتشار الفيروس في إيران، حالاتٍ من الخوف واليأس والكآبة بين المواطنين، خاصة وأن الإيرانيين على أعتاب "نوروز"، أهمّ الأعياد لديهم وبداية رأس السنة الإيرانية
وفي الفترة الأخيرة توفّي عدد من الأطباء والممرضين الإيرانيين بعد إصابتهم بالفيروس. وتتدوال في مواقع التواصل الاجتماعي رسائل الشكر والتقدير لهم من قبل المواطنين، كما أنهم تلقّوا شكراً من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وإلى جانب عملهم، ومعالجة المرضى، حاول الأطباء والممرضون الإيرانيون في الأيام الأخيرة رفعَ المعنويات في المستشفيات من خلال الرّقص؛ ما أدّى إلى تناقل فيديوهات تصوّر رقصهم بثيابهم الخاصة ومن داخل المستشفيات، في الإعلام الإيراني ومواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ واسع، وقد اشتهر هذه الأيام بـ"تحدّي الرقص"، فكلٌّ ينشر الفيديو الخاصّ به.
فهذه الفيديوهات القصيرة، تظهر طواقم طبية في مستشفيات إيرانية وهي واضعة كمامات وقفّازات ومرتدية ملابس طبية وهي ترقص متحدّية فيروس كورونا.
والملفت للنظر في هذا هو تساهل السُّلطات الإيرانية مع الرقص، وهو أمر شبه محظور في إيران، حيث يُحظر الرقص في الأماكن العامّة. ويبدو أن الظروف الحالية في البلاد أدّت إلى تساهلٍ جعل الرّقصَ في العلنِ، ولأول مرّة في إيران، أمراً مسموحاً به، وأصبح الأطباء والممرضون المتعاملون مع فيروس كورونا أوّل أشخاص لم يتمّ اعتقالهم بسبب الرقص في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الملفت للنّظر في هذا هو تساهل السُّلطات الإيرانية مع الرّقص، وهو أمر شبه محظور في إيران، حيث يُحظر في الأماكن العامّة. ويبدو أن الظروف الحالية في البلاد أدّت إلى تساهلٍ جعل الرّقصَ في العلنِ، ولأول مرّة في إيران
وقد شهدت إيرانُ من قبل، ولعدّة مرات، اعتقالَ أشخاص على خلفية رقصهم. كما تمّ إغلاق بعض المطاعم والأماكن بسبب الرقص. وفي فبراير 2020، تمّ اغلاق 3 مطاعم شهيرة في طهران واعتقال مدرائها إثر انتشار مقطع فيديو يُظهر عدداً من النساء والرجال يرقصون في تلك المطاعم. وقالت النيابة العامّة في طهران إن تهمة المعتقلين هي "خلق أجواء غير ملائمة للمعايير الدينية والأخلاقية".
كما بدأت السلطات الإيرانية بمعاقبة الفتيات اللواتي ينشرن فيديوهات رقصهنّ على موقع إنستغرام (الموقع الاجتماعي الوحيد غير المحظور في إيران)، حيث اعتقلت 3 شابّات بسبب نشرهنّ مقاطع تظهر رقصهنّ. واعتقلت السّلطاتُ الشابة "مائدة هجْبري"، العام الماضي، بعد نشرها على حسابها على إنستغرام، مقاطع فيديو تؤدّي فيها رقصات على أنغام إيرانية وغربية.
وفي مايو 2019، انتشرت مقاطع فيديو من رقص تلاميذ في مدارس إيرانية على أنغام اغنية "جِنتلمان" لمغني البوب الإيراني المقيم في أمريكا "ساسي مانكن" في احتفالاتٍ بمناسبة يوم المعلّم في إيران، والتي أغضبت شخصيات سياسية في إيران، حيث دعا وزير التعليم والتربية الإيراني، محمد بَطحائي، شرطة الإنترنت إلى متابعة الموضوع وملاحقة مصدر نشر هذه المقاطع، كما وصف الأمرَ بأنه قضية سياسية و"مؤامرة من قبل الأعداء من أجل تغيير الهويّة الدينية الإسلامية للأطفال الإيرانيين، ومحاولة الأعداء لبَثِّ اليأس بين الشعب المتديّن الثوري".
وفي إبريل 2018، اعتقلت السلطات الإيرانية 7 اشخاص بینهم مسؤولون، بعد نشر فيديو لصبيان وفتيات يرقصون في مركز تجاري في مدينة مشهد شمال شرق البلاد.
وفي مايو 2014، تمّ اعتقال سبعة شباب وفتيات إيرانيين بعد نشرهم فيديو رقص على أغنية Happy لفيريل ويليامز. وحكم عليهم بالسجن والجلد.
وكان الرقص في العلن في إيران قبل الثورة الإسلامية (1979)، أمراً عادياً، لكنه أصبح محظوراً بعد الثورة، حيث تصل عقوبته إلى السجن لعدة أشهر، ودفع غرامات مالية وجلد. كما ان تعليم الرّقص محظورٌ في إيران، ويتمّ اغلاق الأماكن التي يتمّ تعليم الرقص فيها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت