"أعتقد أن الرسالة وصلت إلى كل الأحزاب العربية واضحةً: لا شرعية لأي حزب سياسي من دون تمثيل نسائي. نحن في بداية الطريق حالياً، ربع الأعضاء فقط نساء، فرحة متواضعة وغير مكتملة لمن هن نصف المجتمع".
هذا ما قالته المدونة والناشطة النسوية الفلسطينية سماح سلايمة لرصيف22 تعليقاً على تضاعف عدد العضوات الفلسطينيات في الكنيست الإسرائيلي بشكل غير مسبوق.
وخلال الانتخابات التشريعية الإسرائيلية الثالثة في أقل من عام، والتي جرت في 2 آذار/مارس، حققت "القائمة المشتركة" للأحزاب العربية إنجازاً تاريخياً بحجز 15 مقعداً في الكنيست، بينها 4 مقاعد نسائية.
وفيما أعيد انتخاب العضوتين عايدة توما وهبة يزبك، حجزت سندس صالح (33 عاماً) وإيمان الخطيب (55 عاماً) المقعدين (14 و15) ضمن مقاعد القائمة، وللمرة الأولى لكل منهما.
وفي مقال عن مزايا الإنجاز المحقق للقائمة المشتركة، كتبت سلايمة في 4 آذار/مارس: "انضمام أربع ممثلات للقائمة المشتركة في الكنيست هذه المرة هو إنجاز لا ينبغي ولا يمكن تجاهله. فكل واحدة من هؤلاء النسوة تمثل شرائح مختلفة من المجتمع الفلسطيني".
ورأت الناشطة الفلسطينية في مقالها، أن "إنجاز ‘المشتركة‘ انتصار على الكراهية"، آملة أن تكون زيادة التصويت اليهودي للأحزاب العربية خطوةً أولى نحو "تشكيل حزب عربي يهودي قوي" يناطح الفاشية المتصاعدة في إسرائيل.
"دخول أول امرأة محجبة الكنيست هو أمر جلل من نواحٍ عديدة"… لكن لماذا علينا أن نرفض هذا الوصف التمييزي ونحتفي بوصول أربع فلسطينيات إلى هذا المكان؟
"أول محجبة في الكنيست"
يذكر أن الرأي العام اليهودي والصحافة الإسرائيلية ركزا على التحاق "أول محجبة" بالكنيست، في إشارة إلى العضوة الفلسطينية المنتخبة إيمان الخطيب. فنشرت قناة "آي24" الإسرائيلية مقابلةً معها ومحاولة بث الطمأنينة حيال "التوجهات غير المتشددة للنائبة المتدينة".
وأشارت القناة إلى أن "انتخاب الخطيب المنتمية إلى الحركة الإسلامية أول امرأة تمثل الحركة المُتدينة في الكنيست يعدّ تاريخياً وغير مسبوق بعدما كان تمثيلها حكراً على الرجال".
ونقلت رسالة الخطيب إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومفادها "كفاك تحريض وعنصرية ضد العرب في إسرائيل"، لافتةً إلى أنهم "سينتزعون حقوقهم".
تعهدت الخطيب في المقابلة نفسها أن تكون على "قدر التحدي الكبير الذي ينتظرني"، رافضة تشبيهها بأول عضوة محجبة في الكونغرس الأمريكي إلهان عمر، ومشددةً على أنها "إيمان الخطيب الفلسطينية" فقط.
وشككت في وعد نتنياهو الانتخابي (الخاص بالسماح للمسلمين في إسرائيل بالتوجه إلى السعودية لأداء شعائر الحج والعمرة) بالقول: " فليكف نتنياهو أولاً عن منعنا من الصلاة في القدس والمسجد الأقصى، وعن منع الحافلات التي تقل المصلين من الوصول إلى الأقصى".
في الوقت نفسه، لم ترفض مصادر في "القائمة المشتركة" اعتبار انتخاب "المحجبة" الخطيب "رسالة ضد العنصرية والإسلاموفوبيا في الكنيست" وكذلك "ضد الصور النمطية في المجتمع الإسرائيلي إزاء المحجبات".
المدونة والناشطة النسوية الفلسطينية سماح سلايمة لرصيف22: "الرسالة وصلت إلى كل الأحزاب العربية واضحةً: لا شرعية لأي حزب سياسي من دون تمثيل نسائي"
تقليل من حجم الإنجاز؟
لكن على الجانب الآخر، تصر سلايمة على أن هذا الوصف التمييزي غير مقبول لأنه يقلل من حجم إنجاز الخطيب بشكل خاص والمرأة الفلسطينية بشكل عام.
وفي منشور عبر حسابها على فيسبوك، قالت سلايمة: "من شان الله، أبوس إيديكم بلاش هاي ‘أول محجبة بالكنيست‘، هو المنديل (الحجاب) اللي رح يدخل؟ ولا الحجاب والكم الطويل؟ أم أول نائبة ملتزمة دينياً؟ أول امرأه عن الحركة الإسلامية؟ لأول مرة أربع نساء فلسطينيات في البرلمان مثلاً!".
وفي توضيح لرصيف22 أضافت: "أعلم أن دخول أول امرأة محجبة الكنيست هو أمر جلل من نواحٍ عدة. لكن حصر دخول ‘ناشطة ومهنية ومثقفة بحجم إيمان الخطيب في حجابها يقزم الإنجاز وينتقص من نشاطها واحتمالات حضورها البرلماني".
ثم أردفت: "أدرك تماماً البعد الرمزي للحجاب في المجتمع الإسرائيلي المريض بالإسلاموفوبيا، إلا أن دور إيمان النسوي والسياسي أكبر وأهم من ‘فرك بصلة‘ في عيون النواب في البرلمان الصهيوني".
وأضافت: "كان لنا في سبعينيات القرن الماضي نواب بلباس تقليدي مثل الحطة والعقال". متسائلةً: "هل كانوا قادرين على العمل والنشاط والإنجاز البرلماني بسبب مواقفهم السياسية أم بسبب اختيارهم للملابس؟".
ونبهت إلى أن ما يقلقها في التركيز على حجاب الخطيب هو "إقصاء كل النساء مثلي الداعمات لدخول امرأة فلسطينية ملتزمة دينياً تمثلني في الكنيست، أنا لست متحجبة ولا أريد أن تمثل عايدة توما المسيحيات أو تنفرد هبة يزبك بالعلمانيات. هذا الخطاب يفرق الصف ويضعف الخطاب الوطني والنسوي معاً".
وختمت: "أربع عضوات من أربع شرائح المجتمع الفلسطيني كلهن يرفعن صوتي وصوت بنات شعبي المتنوع والمتعدد الألوان. هذا مكسب، وهذا هو خطابي، وهذا ما أريد أن يمثلني هناك في الكنيست".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع