شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
ياسمين عبد العزيز والقصة المتكررة لكل

ياسمين عبد العزيز والقصة المتكررة لكل "مُطلّقة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 4 مارس 202001:09 م

حادثة تشهير وابتزاز تعرضت لها الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز طوال مساء 3 آذار/مارس، جعلت منها مثار حديث الناس في مصر. لكن خلافاً للعادة لم يكن مثير الضجة خفياً أو خصماً فنياً بل هو شقيقها وائل.

هاجم وائل شقيقته عبر منشور على حسابه في فيسبوك متهماً إياها ضمنياً بسوء السلوك، وهذا ما أثار حفيظة شريحة واسعة من الجمهور وبعض الفنانين الذين تضامنوا مع ياسمين ودافعوا عنها.

سبب الهجوم الشقيق هو العلاقة "غير المفهومة" بين ياسمين والفنان الشاب أحمد العوضي الذي كثر ظهوره معها أخيراً، وهذا ما دفع بوائل إلى اتهام شقيقته بالإساءة إلى "سمعة العائلة" بـ"التعرف على شاب أصغر منها بعشر سنوات وهي مطلقة".

لكن المتابعين رأوا أن القصة أبعد من حادثة تتعلق بشقيق يمارس التسلط والابتزاز العلني بحق شقيقته، مستغلاً شهرتها، واعتبروا أن هذه القصة "قصة كل امرأة عربية تفكر في استئناف حياتها بعد الطلاق، وكل امرأة تحاول الخروج عن "سياج الأسرة الحديدي وتحكم ذكورها فيها والاستقلال بقرارات حياتها الخاصة".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر عام 2018، أعلنت ياسمين طلاقها من رجل الأعمال محمد حلاوة بعد زواج دام نحو 17 عاماً وأثمر طفليها سيف وياسمين.

حينذاك أكدت ياسمين أن الطلاق وقع قبل عام، وقد انتشرت أنباء زواج طليقها من الممثلة الشابة ريهام حجاج. إذ ذاك تعاطف معها الجمهور الذي رأى أنها تعرضت لـ"الخيانة".

"أنتي مطلقة، شوفي سنك، سمعة العائلة"... شقيق الفنانة ياسمين عبد العزيز يشهر بها ويبتزها علناً محاولاً فرض وصايته على حياتها الخاصة

"سمعة العائلة، سنك، أنتِ مطلقة"

تمحور منشور شقيق ياسمين حول ثلاث كلمات هي "سمعة العائلة، سنك، أنتِ مطلقة". تلك هي "المآخذ" التي رأى أنها تستوجب ألا تلتقط شقيقته صوراً مع العوضي أو حتى إقامة عيد ميلادها ومشاركة جمهورها بعض الصور منه.

فكتب: "بصّي يا ياسمين يا عبد العزيز يا أختى، أنا معاكي وفي ضهرك من وأنتي صغيرة شيلت مشاكل كتير بسببك"، مستعرضاً العديد من الشائعات والأزمات التي تعرضت لها ووصل بعضها إلى المحاكم. 

وبشيء من إظهار المِنّة، أضاف: "وقفت إلى جانبك بكل ما أملك ونسيت حياتي عشانك، تركنا أنا ووالدتك لك اختياراتك كلها ووافقنا على معظم قراراتك وكنت الوحيد الذي ساندك في طلاقك. لكن التمادي والارتباط بشخص أصغر منك بـ10 سنوات، والتقاط صور لا داعي لها معه على حساب سمعتك وسمعتنا، لا لن نسمح".

وأردف مستنكراً: "منذ متى نقيم حفلات أعياد ميلاد وننشر (صورها) على السوشيال ميديا؟ منذ متى تخوض الناس في سيرتنا ونتعرض للمعاكسات على السوشيال ميديا؟".

وتحولت لهجته سريعاً إلى النقيض إذ قال: "مع ذلك، هي حياتك وأنتي حرة بها، سأتحدث عما يخصني، نود أن نفهم ما طبيعة هذه العلاقة؟"، قبل أن يواصل هجومه، لكن هذه المرة على العوضي الذي اتهمه بالاقتراب من شقيقته "طمعاً".

ورد العوضي على الفور بمنشور غاضب عاير فيه شقيق ياسمين بإنفاقها عليه متهماً إياه بـ"استنزافها واستغلالها"، نافياً أن يكون هو طامعاً بشقيقته.

ورد شقيق ياسمين على العوضي، معتبراً أن جوابه هذا "متوقع"، ومكرراً اتهاماته له بالسعي إلى استغلال شقيقته في وقت ضعفها، عقب الطلاق، وبعدم الحرص على سمعتها، متوعداً بأن "الأيام ستثبت صحة كلامي".

وحذف وائل منشوراته لاحقاً. كذلك فعل العوضي. في حين لم تعلق ياسمين على أي منهما.

برغم ذلك، أتى الابتزاز بنتيجته المرجوة ربما. رضخت ياسمين والعوضي لابتزاز وائل وأعلنا ارتباطهما، فنشر الأخير صورةً تجمعهما معلقاً عليها "بحبك يا ياسمين" التي ردت بمشاركة الصورة نفسها، معلقةً عليها "بحبك يا أحمد".

ربما أرضى هذا الجمهور الذي رأى في هذا التصرف شجاعة من العوضي وحرصاً على سمعة ياسمين، ودفعه أيضاً إلى توجيه المزيد من رسائل الدعم للشريكين.

ما حصل يبقى علامة على نجاح المبتز في فرض سيطرته وتدخله في خصوصية الثنائي الفني تدخلاً قد يؤثر على ترتيباتهما المستقبلية المشتركة.

ياسمين عبد العزيز والفنان الشاب أحمد العوضي يرضخان لـ"ابتزاز" شقيق الفنانة ويعلنان قصة حبهما. نهاية قد ترضي الجمهور لكنها تعكس انتهاك خصوصيتهما

"عايزها تترهبن؟"

وفي حين أن انتقاد المرأة المطلقة التي قررت استئناف حياتها العاطفية مع شريك آخر شائعٌ في المجتمعات العربية، كان اللافت بشأن ياسمين هو التعاطف الواسع الذي حظيت به من المعلقين على الواقعة، إذ استماتت الغالبية في الدفاع عن حقها في عيش حياتها الخاصة كيفما يحلو لها واستنكارهم "تسلط شقيقها وابتزازه".

ودحض كثيرون مزاعم الأخ حيال حرصه على سمعة شقيقته والعائلة، مبرزين أن ما فعله لا يخلو من تشهير وإساءة لسمعة العائلة، علماً أن الصور "العادية" التي جرى تداولها لياسمين والعوضي لا تخرج عن نطاق المسموح به بين زميلين في جلسات عمل تتوسطها أوراق سيناريو على الأرجح، أو في احتفال وسط جمع من الفنانين.

وقال المنتج محمد محمود عبد العزيز في بث مباشر عبر حسابه على فيسبوك: "لا أعرف ماذا أقول، لا أصدق ولا أفهم ما حدث. أشاهد الكلام وأتعجب أن هناك شخصاً، هو أخ، يمكنه فعل ذلك. لست أعاتب شخصاً بعينه، هذا لا يحق لي. لكن بما أن الموضوع تحول إلى فضح وتشويه، فأنا أقول إن هذا لا علاقة له بما يسمى ‘رجولة أو أخوة أو تربية‘. كما أنه بعيد تماماً عن المنطق".

وعلق الصحافي المصري البراء عبد الله عبر فيسبوك بالقول: "ما كتبه شقيق ياسمين عبد العزيز يُشكل في جوهره أزمة مُجتمعية مصرية ورُبما عربية، ويَنُم عن أخ حاقد وضعيف ومنّان، وصلت به الحقارة والدناءة وقلة الحيلة إلى التشهير بأخته علناً في مسألة شخصية وخاصة جداً بها".

وأضاف: "شخص بهذا التنطع (الإتكالية) يقول ‘نسيت حياتي ونفسي عشان تكبري وتبقي نجمة‘، أراهن أنك قبضت ثمن دعمك بالكامل، وقد تكون عايش بفلوس ياسمين".

وتابع معاتباً: "ضاقت بك السبل فلم تجد سوى فضح شقيقتك أمام الناس! تسألها عن علاقتها الشخصية برجل أمام الناس؟ تلومها على صورة بزعم خوفك على سُمعتها وسمعتك، فتفضحها بمنشور حافل بالحقد والغل ومصادرة حريتها والتسلط لتصبح سيرةً على كل لسان!".

واتفق معه حازم بركات الذي كتب على تويتر: "حوار شقيق ياسمين عبد العزيز يلخص قناعة الرجال بأنهم أوصياء وحراس على تصرفات النساء؛ دائرة كبيرة جداً من القيود المجتمعية بدايةً من الأهل، أن تضطر المرأة للتصرف في حياتها الشخصية كيفما يريد شخص آخر".

واتفق الكثيرون على أنه ربما جل ما يثير "حقد" الشقيق هو "استقلالية ياسمين"، معتبرين أن تلك أزمة مشتركة ورائجة بين "الذكور".

وطرحت دنيا صبحي السؤال المهم: "هل المفروض أن تترهب بعدما حافظت على زوجها وأخلصت له وتركها وتزوج غيرها؟" وأجابت عنه: "لا، هي إنسانة جميلة وتستحق أن تكمل حياتها مع شخص يحبها ويقدرها".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image