مرة أخرى يبرز "تحدي" من جيل الإنترنت وعبر الإنترنت قد يقضي على بعض منفذيه، ويلقى رواجاً كالنار في الهشيم وتنطلق التحذيرات منه.
بعد "دلو الثلج" ورقصة "كيكي"، برز تحدي "skull breaker" أو "كسارة الجمجمة" عبر تطبيق "تيك توك" ومال عشرات المراهقين وطلاب المدارس إلى تجربته خلال الأيام الأخيرة.
من اسمه، يبدو أن هذا التحدي يهدد بشكل مباشر الجمجمة والعظام، فيبدأ بحيلة يتفق عليها شخصان يخدعان ثالثاً يتوسطهما بالقفز لأعلى بهدف مزعوم هو التقاط صورة جماعية، قبل أن يعرقل المخادعان هذا الثالث ليسقط على ظهره وتتعالى ضحكاتهما عقب نجاح "المقلب".
وبرغم أن هدف اللعبة "المغامرة"، فإن هذا قد يكلف كثيراً، إذ تحدثت تقارير إعلامية عالمية عن حالات إصابة بـ"الشلل" و"إصابات خطيرة في الرقبة والعمود الفقري" و"نقل بعض المصابين إلى غرف العناية المركزة".
تحذيرات في كل مكان
وفي 17 شباط/فبراير، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في بيان، إنه شاهد بعض مقاطع ما يعرف بـ"لعبة أو تحدي كسارة الجمجمة"، مبيّناً أنها "ليست من مثُيرات الضَّحك لدى أصحاب الطبائع السّوية، ولا دُعابة فيها أو تسلية البَتَّة، بل هي "لعبة الموت"، التي تؤدى إلى إصابات بالغة، وأضرار جسيمة، كاختلال القُدرات العقلية والإدراكية، وارتجاج المخ، وكسر الجُمجمة، والعمود الفقري، وإيذاء الحبل الشّوكى، والشّلل، والموت".
ونبّه المركز إلى أن "الإسلام نهى عن تعريض النّفس لمواطن التهلكة"، وخلص إلى أن "هذا السُّلوك مرفوض ومُحرَّم".
علماً أن وزارة التربية والتعليم المصرية حذرت أيضاً من التحدي، مناشدةً جميع المديريات التعليمية والمدارس ومسؤولي الأنشطة والاختصاصيين النفسيين ومجالس أمناء الآباء والمعلمين التابعين، توعية الطلاب وإبراز مدى خطورته عليهم وسبل مواجهته.
"يهدد بالشلل والوفاة"... تحذيرات واسعة من تحدي "كسارة الجمجمة" في عدد من البلدان العربية. والأزهر يؤكد أنه "حرام ولعبة موت". لماذا يقبل عليه الكثيرون إذاً؟
وحذر الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" عبر قناة "إم بي سي مصر" الأهالي من خطورة التحدي، مطالباً إياهم بتوعية الأبناء ونصحهم بعدم "التقليد".
عمرو أديب: عاوز من كل أب وكل أم دقيقتين يقولوا لعيالهم ياخدوا بالهم من التحدي الخطير ده (كسارة الجمجمة)#الحكاية#MBCMASR pic.twitter.com/uWFRghaVOB
— الحكاية (@Elhekayashow) February 16, 2020
كذلك حذر برنامج "ليالي الكويت" الذي يبث على تلفزيون الكويت من "لعبة الموت التي قد تؤدي إلى الشلل أو الموت".
#الكويت || تحذير من خلال برنامج #ليالي_الكويت من انتشار لعبة الموت (كساّرة الجمجمة ) pic.twitter.com/VeCe9hmrU6
— جريدة بوخالد نيوز ?? (@e3arbnews) February 17, 2020
تفاعلاً مع المخاوف المتزايدة، قالت إدارة تيك توك إنها لا تسمح بعرض "محتوى خطير" على منصتها.
وأعلنت عن حذف جميع المقاطع التي تتضمن "كسارة الجمجمة" بالقول: "كما أوضحنا في إرشادات المنتدى، نحن لا نسمح بالمحتوى الذي يشجع أو يحث أو يمجد التحديات الخطيرة التي يمكن أن تسبب الإصابة. سنزيل المحتوى الذي تم الإبلاغ عنه".
لماذا يقدم الكثيرون عليه؟
الجدير بالذكر أن تيك توك الذي يحظى برواج واسع في أوساط المراهقين في الدول العربية سبق أن شهد "تحديات" مشابهة، أخطرها "تحدي تناول مواد التنظيف" و"تحدي وضع العملة في الكهرباء".
وراجت خلال السنوات الأخيرة "تحديات" خطيرة، أبرزها "تحدي لعبة الفيل الأزرق" و"تحدي سكب دلو من الثلج على الرأس" و"تحدي الرقص بجانب سيارة وهي في وضع الحركة". وتسببت كلها بحالات وفاة وإصابات بالغة.
ويلاحظ انتشار هذه الألعاب والتحديات في صفوف المراهقين وطلاب المدارس الثانوية على وجه الخصوص، لأنها تقوم على "استفزاز الرغبة في التحدي (الإقبال على المغامرات غير المحسوبة)" و"الرغبة في تجربة كل ما هو جديد" و"التهور أو الاندفاع"، وهي سمات شائعة في هذه المرحلة العمرية.
عدا أنها تُغلف بـ"مزحة" أو "مقلب"، وهذا ما يدفع ببعض المراهقين إلى تجربتها من باب التسلية غير مدركين نتائجها الكارثية في كثير من الأحيان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...