شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
بعد سقوط معرة النعمان… ما مصير سكان إدلب ومقاتلي المعارضة السورية؟

بعد سقوط معرة النعمان… ما مصير سكان إدلب ومقاتلي المعارضة السورية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 30 يناير 202005:52 م

نكسة كبيرة تعرضت لها المعارضة السورية عقب سيطرة قوات النظام، مدعومة من روسيا ومليشيات محسوبة على إيران، على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية، ثانية أكبر مدن محافظة إدلب، وأبرز معاقل الثورة السورية.

تربط معرة النعمان بين محافظات إدلب شمالاً وحلب شرقاً واللاذقية غرباً، وتقع على الطريق الدولي بين العاصمة دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب.

وأعلن الجيش السوري الأربعاء 29 كانون الثاني/يناير أنه استولى على 28 قرية وبلدة مجاورة لمعرة النعمان بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من المدينة بمجرد انهيار دفاعاتهم.

ما بعد معرة النعمان؟

من شمال سوريا، أوضح الناشط والصحافي مصطفى النعيمي لرصيف22 أن السيطرة على معرة النعمان تفتح المجال أمام قوات النظام للتقدم نحو ثلاث مدن أخرى هي أريحا وسراقب وجسر الشغور ثم إدلب، المعقل الأخير للمعارضة.

وأضاف: "تعمل القوات السورية الآن على السيطرة على الطرق الدولية " M5" و"M4" والبلدات التي تقع عليها من أجل الاتجاه نحو مدينة سراقب، ثم اجتياح إدلب بأكملها".

ولفت النعيمي إلى أن قوات النظام يمكنها "دخول مدينة إدلب بعد سراقب بشكل أسرع وأسهل، لأنها منطقة سهلية يمكن روسيا حسمها بسلاح الجو في ظل عدم امتلاك المعارضة أنظمة دفاع جوي، لكن التقدم نحو منطقة جسر الشغور سيكبد دمشق خسائر فادحة لأن جغرافيتها وعرة جداً".

وأضاف: "هم مصممون الآن على الاتجاه إلى جسر الشغور من أجل الوصول إلى اللاذقية، لكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، وقد يتعرضون لاستنزاف كبيرة مقارنةً بمعركة إدلب". 

سيطرت قوات النظام السوري على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية، ثانية أكبر مدن محافظة إدلب، وأبرز معاقل الثورة السورية، وتتجه حالياً نحو إدلب. ما مصير السكان والمعارضة السورية المسلحة؟

بعد آخر معقل... إلى أين ستتجه المعارضة؟

وقال تقرير نشرته الإذاعة الألمانية إن السيطرة على معرة النعمان والبلدات والقرى المحيطة بها يعني أن 40 في المئة من محافظة إدلب - التي يتحصن فيها الجزء الأكبر من مقاتلي المعارضة وجبهة النصرة وعدة تنظيمات أخرى - باتت بيد النظام.

وقال لرصيف22 مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن قوات النظام تضيّق الخناق على الفصائل المسلحة، التي تواصل تراجعها نحو إدلب وتفقد مزيداً من المعاقل المصيرية.

وأضاف: "تفاهمات استانا وسوتشي بين تركيا وروسيا تتهاوى، والآن ينقل الاتراك بعض قوات المعارضة من منبج للحفاظ على المعاقل الأخيرة".

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد مراراً وتكراراً استعادة كل شبر من سوريا.

هنا يبرز سؤال إلى أين سيذهب مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة في ظل تقدم قوات النظام السوري نحو إدلب؟      

أجاب النعيمي: "سؤال كبير... لكن ما زال أمام فصائل المعارضة المزيد من الوقت في معركة إدلب... وبعدها هناك مناطق عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات".

ويسيطر الجيش التركي مع فصائل المعارضة على مناطق غضن الزيتون ودرع الفرات التي تشمل مدن أعزاز وجرابلس والباب وعفرين وضواحيها وصولاً إلى الحدود التركية.

لكن حتى هذه المناطق تتوقع شخصيات بارزة في المعارضة السورية أن تتجه روسيا برفقة قوات النظام للسيطرة على مناطق درع الفرات وغصن الزيتون بعد إدلب.

ولعل هذه التوقعات تفسر تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موسكو ودمشق، الأربعاء 29 كانون الثاني/يناير، بأن صبر تركيا بدأ ينفد، متهماً روسيا بعدم احترام الاتفاقات المبرمة بشأن شمال غربي سوريا التي نصت عليها التفاهمات التي توصل إليها الجانبان.

وأضاف أن "روسيا لا تمتثل" في إشارة إلى اتفاق سوتشي لعام 2018 لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في آخر معقل للمعارضين السوريين في محافظة إدلب.

ووقعت ثلاث من ١٢ نقطة مراقبة تابعة للجيش التركي في مناطق خفض التصعيد تحت حصار الجيش السوري في محيط معرة النعمان.

وشرح النعيمي "أن هناك اتفاقاً بين تركيا وروسيا على أن تقوم التنظيمات المسلحة بحل نفسها ولا سيما جبهة النصرة (تحرير الشام)، لكن هذا لم يحدث، وتستخدمه روسيا ذريعة لتقدم داخل إدلب".

وتابع :"سبب عدم تنفيذ هذا الاتفاق أن التنظيمات التي تقاتل بجانب النظام وتبلغ 50 تنظيماً لم تُحل ولن يحصل حلها، وخصوصاً الموالية لإيران، وهي تقاتل حالياً في إدلب".

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لرصيف22: "قوات النظام تضيّق الخناق على الفصائل المسلحة، التي تواصل تراجعها نحو إدلب وتفقد مزيداً من المعاقل المصيرية"

الوضع الإنساني

وأجبر القصف والغارات الجوية أكثر من 350 ألف مدني على الفرار من منازلهم والتوجه إلى الخيام والمدارس والمباني غير المكتملة في ظل ظروف مناخية شديدة البرودة، وفقاً للأمم المتحدة وعمال الإغاثة.

وتعد محافظة إدلب موطناً لحوالى ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً نزحوا من أماكن أخرى في سوريا بسبب النزاع المستمر منذ تسع سنوات.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image