شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"جريمة ضد الإنسانية"... دعوات لمحاكمة حفتر بعد مجزرة الكلية العسكرية في طرابلس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 5 يناير 202004:25 م

مشاهد الدماء المتناثرة وأجزاء الجثث الممزقة والمتفحمة في باحة مقر الكلية العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، دفعت العديد من الناشطين الليبيين إلى الدعوة إلى محاكمة دولية للمشير خليفة حفتر و"داعميه الدوليين" بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".  

وكانت الكلية العسكرية قد تعرضت لقصف جوي في ساعة متأخرة من مساء 4 كانون الثاني/يناير. واتهم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، على الفور، "طيراناً أجنبيّاً يدعم قوات القيادة العامة" الموالية للمشير حفتر، بالوقوف خلفه.

كما حمّل حساب عملية "بركان الغضب"، التي انطلقت للرد على هجوم حفتر على العاصمة في نيسان/أبريل من العام الماضي، "الطيران الداعم مجرم الحرب حفتر قصف الكلية العسكرية وأوقع العشرات من القتلى والجرحى".

ونفت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي التابع لحفتر أي دور في الهجوم.

وتباينت التقديرات حول الحصيلة النهائية للحادثة؛ إذ أفادت إدارة الإعلام بوزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني، بأنها بلغت 30 قتيلاً، بينهم جثتان مجهولتان، و33 مصاباً بإصابات متفاوتة بين البسيطة والحرجة.

في حين قال آمر الكلية العسكرية بالهضبة الخضراء محمود الغزالي إن عدد ضحايا القصف هو 28 قتيلاً، و22 جريحاً.

وتراوحت أعمار الضحايا بين 18 و25 عاماً، بحسب الغزالي الذي بيّن أنهم من أفراد الدفعة الثانية التي انضمت إلى الكلية في عام 2011.

وعد مسعفون "تناثر الأشلاء وتمزق الجثامين وتفحم بعضها" سبباً في صعوبة إحصائها والتعرف على بعضها.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدماء المبعثرة في باحة الكلية وأجزاء من جثامين الطلاب الضحايا.

وتظاهر عشرات الليبيين في العاصمة ومصراتة وزوارة، فجر 5 كانون الثاني/يناير، تنديداً بالقصف الذي استهدف الكلية العسكرية، وفق وسائل إعلام محلية.

غضب ودعوات للتحرك دولياً

كما أعرب ناشطون ليبيون عن ألمهم وغضبهم من #مجزرة_الكلية_العسكرية واصفين المشير خليفة حفتر بـ"مجرم حرب"، ومطالبين المجتمع الدولي بردعه ومحاكمته، والدول الخارجية المناصرة له، وخصوا منها بالذكر الإمارات ومصر.

وطالب بعض الناشطين الليبيين حكومة الوفاق بقطع علاقات ليبيا الرسمية مع كل من مصر والإمارات والإسراع بتنفيذ الاتفاقات العسكرية مع تركيا وتشكيل "حكومة حرب" لصد هجمات حفتر.

ويتزامن الهجوم على الكلية العسكرية مع مخاوف دولية من تفاقم الصراع في ليبيا مع موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا، لصالح حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج.

وكان المرصد السوري قد أعلن وصول نحو 1000 مقاتل موالي لتركيا إلى ليبيا خلال الساعات الماضية. ولم يصدر تأكيد رسمي بهذا الشأن.

وبينما أعلن المجلس الرئاسي في طرابلس الحداد ثلاثة أيام على أرواح الضحايا، دانت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق القصف "الوحشي الجبان من ميليشيات حفتر لمقر الكلية العسكرية، والذي راح ضحيته عشرات الطلبة المستجدين"، مبينةً أن "البعثة الليبية في نيويورك طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي على خلفية جرائم الحرب التي تقوم بها ميليشيات حفتر".

ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بـ"تقديم حفتر ومن معه إلى المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

مطالبات بمحاكمة دولية لحفتر و"من معه" بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد مجزرة الكلية العسكرية التي تعذر إحصاء قتلاها بدقة بسبب "تناثر الأشلاء وتمزق الجثث"
مبعوث أممي سابق يقول إن "صدقية المجتمع الدولي في ليبيا تآكلت إلى أقصى الحدود" ويطالب مجلس الأمن بالتدخل "بسرعة وفاعلية على وقف العمليات العسكرية"

مصداقية المجتمع الدولي "تآكلت"

وكانت البعثة الأممية في ليبيا قد دانت، في بيان، في 5 كانون الثاني/يناير، استهداف الكلية العسكرية، واعتبرت أنه يأتي في إطار "التمادي المستمر في القصف العشوائي الذي يطال المدنيين والمرافق المدنية الخدمية كالمستشفيات والمدارس وغيرها" موضحةً أن ذلك "قد يرقى إلى مصاف جرائم الحرب".

ربما هذا ما دعى وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا إلى التنديد بـ"المواربة" في شجب جرائم الحرب التي اتهم القوات الموالية لحفتر بارتكابها.

ووصف باشاغا "القصف المتعمد للمدنيين والمنشآت والكلية العسكرية اليوم عمل إجرامي بشع يشكل ‘قطعاً‘ جريمة ضد الإنسانية" مضيفاً "رغم كل الأشلاء والدماء يعتبر البعض أن ما حدث ‘قد‘ يرقى إلى جرائم!! هذه المواربة ‘قد‘ تنحدر بمصداقية قائلها".

في الأثناء، اعتبر المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا بين عامي 2012 و2014، طارق متري، القصف، عبر حسابه في تويتر، "عشوائي وبمثابة جريمة حرب متمادية".

وطالب متري "مجلس الأمن، قياماً بواجبه، أن يعمل بسرعة وفاعلية على وقف العمليات العسكرية"، مبرزاً أن "صدقية المجتمع الدولي تآكلت في ليبيا إلى أقصى الحدود واتسعت الهوة بين سياسات الدول والتزامها اللفظي بالقانون الدولي ومبدأ حماية المدنيين".

ويقول المبعوث الأممي الحالي في ليبيا غسان سلامة أن المعارك الدائرة بين حكومة الوفاق والقوات الموالية لحفتر قد أسقطت أكثر من 2000 قتيلاً بين المقاتلين ونحو 300 من المدنيين، فيما تسببت بنزوح 146 ألف شخص، منذ انطلاق العملية التي شنها حفتر على العاصمة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image