شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"مبدية زينتها وفي حالة اشتعال"... الشرطة الليبية تقبض على شجرة كريسماس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 31 ديسمبر 201905:54 م

بينما يستعد الملايين في أنحاء العالم لوداع 2019 واستقبال 2020 في أجواء من البهجة، حُظّر على الليبيين حتى إضاءة شجرة الميلاد بعدما قبضت عليها الشرطة الليبية. وفيما أثار هذا الأمر ارتياح بعض الليبيين، استدعى دهشة الكثيرين وسخريتهم.

ونفذت الشرطة في محافظة البطنان، إحدى أكبر المحافظات في شمال شرقي ليبيا، "مهمة" رسمية لـ"ضبط شجرة كريسماس بناءً على أوامر وزارة الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة الموالية للمشير خليفة حفتر".

وفي بيان عبر حساب "جهاز الحرس البلدي البطنان" على فيسبوك، ورد أن "رجال الحرس البلدي قاموا بضبط ما يسمى شجرة الكريسماس في محالّ مدينة طبرق. هذه الشجرة لا تمت لديننا الحنيف بصلة وهي من شعائر أعياد النصارى وقد نهانا ديننا الحنيف عن التشبه بالنصارى أو حتى مجرد تهنئتهم بأعيادهم. ونطلب من التجار أن يتقوا الله وألا يستهينوا بمثل هذه الأمور".

وذيّل الجهاز الأمني بيانه بمخاطبة رسمية من مدير أمن بنغازي ورد فيها: "بالإشارة إلى خطاب مدير مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية بشأن تحريم الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية وبعض مظاهرها المرتبطة باعتقاد النصارى الباطل، يطلب منكم جميعاً منع الاحتفال برأس السنة الميلادية ومظاهرها".

"أخطر مروج للفساد"

وانهالت التعليقات الداعمة والشاكرة على المنشور مباشرةً بعبارات من قبيل: "بارك الله فيكم، وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد، وهذا الصحيح، الله يثبتكم على الإسلام، وأصلاً الاحتفال بها غير جائز شرعاً".

اللافت أن رجال الشرطة لم يكتفوا بـ"القبض على الشجرة" ونشر بيان عن ذلك، بل التقطوا الصور إلى جوارها والابتسامة تكسو وجوههم.

واعتبر بعض المعلقين على المنشور أنه كان من الأفضل عدم التقاط الصور معها "حتى لا يفتن بزينتها البعض".

في إطار "تحريم الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية وبعض مظاهرها المرتبطة باعتقاد النصارى الباطل"... الشرطة الليبية تقبض على شجرة "كريسماس"
معلقون ساخرون قالوا إن الشجرة كانت "مُبدية زينتها ومفاتنها، وأُمسك بها وهي في حالة اشتعال". وآخرون استغربوا "السماح بالمخدرات والكحول، والجهاد ضد شجرة الميلاد"

لكن العديد من الناشطين الليبيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الخبر بمزيد من السخرية والاستنكار.

قال أحد المغردين عبر تويتر: "في عملية نوعية، قبض 6 ضباط على شجرة مُبدية زينتها ومفاتنها وتستعد للاحتفال، وأُمسك بها وهي في حالة اشتعال".

وتعجب البعض من السماح بـ"محرمات أخرى مثل الحشيش والكحول، والجهاد ضد شجرة كريسماس". فكتب الناشط الليبي أحمد سنالله: "من طبرق الجهاد إلى شعب ليبيا العظيم، ننبهكم إلى أنه تم القضاء على أكبر وأخطر مروج للفساد في بلادنا الحبيبة برئاسة شجرة الكريسماس اللعينة".

وأضاف: "تنبيه: يوجد لدينا، للبيع وبأسعار مغرية، قناطير الحشيش وأجود أنواع الكحول والمخدرات".

واتهم آخرون الرافضين للاحتفال بالكريسماس بـ"النفاق والازدواجية"، معربين عن أنهم يذمون بيع شجرة الميلاد، لكن يهرعون لالتقاط الصور إلى جوارها عندما يسافرون خارج ليبيا.

وتساءل كثيرون: "هل ينهي القبض على شجرة الكريسماس الحرب؟"، معتبرين الأمر "مثيراً للشفقة وأشبه بالكوميديا السوداء". ومنذ سقوط نظام معمر القذافي، عام 2011، وليبيا غارقة في حرب أهلية وتصارع على السلطة بين فريقين رئيسيين يتمثل الأول في الحكومة المعترف بها دولياً برئاسة فايز السراج، وحكومة موازية بقيادة المشير خليفة حفتر.

ولم يكن هذا التحرك الرسمي الأول في بنغازي ضد احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد، إذ حذرت الإدارة العامة للبحث الجنائي بالمدينة، في 26 كانون الأول/ديسمبر، وبناءً على توجيهات وزارة الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة من الاحتفال بهذه المناسبة.

كذلك حذّرت صالات المناسبات ومراكز التسوق والمقاهي من إقامة مظاهر الاحتفال بالـ"كريسماس". وحظرت على باعة الطرق والمحال التجارية بيع شجرة عيد الميلاد، مشيرةً إلى أن "المخالفين سيكونون عرضة للمساءلة القانونية".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image