"رِد عليّي يا بابا حاكيني. الله يرحمك بابا، رح تبقى صورة حلوى ببالي وألحانك باقية للعمر تفرّح قلبي وقلب أطفال الدني"، بهذه الكلمات المؤثرة نعت الفنانة اللبنانية ريمي بندلي أباها الموسيقار "المبهج" رينيه بندلي.
رحل بندلي الأب، مساء 28 كانون الأول/ديسمبر، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً ثروة فنية تتخطى 200 أغنية؛ لحنها جميعاً وألف البعض منها.
لم تفقد عائلة بندلي الفنية اللبنانية الشهيرة، المكونة من 12 شخصاً يتوزعون بين الغناء والتلحين، برحيل رينيه أحد مبدعيها فحسب، وإنما عمادها الموسيقي والمحرك الفعلي لسلّمها الفني.
كان رينيه قد لحن وألف العديد من أغاني أفراد الأسرة، قبل أن يتفرغ لأعمال ابنته ريمي متعاوناً خلالها مع الشاعر والصحافي الراحل جورج يمين.
وساهم الأب، خلال ثمانينات القرن الماضي، في وصول ابنته إلى مسارح دولية تغنت عليها بوطنها لبنان خاصةً أغنية "عطونا الطفولة".
هو أيضاً مؤسس شركة "ثري آر برودكشن" للإنتاج الفني، التي أنتجت أعمال ابنته. كما أسس "بنك الأغاني" مع الشاعر بشير الضيقة، ليتفرغ، منذ خمس سنوات، إلى تقديم مسرح تربوي للمدارس.
ملأ طفولة أجيال بالمرح والسعادة… رحيل "موسيقار البهجة" رينيه بندلي عن عمر ناهز 70 عاماً تاركاً ورائه أكثر من 200 أغنية
موسيقار البهجة
لا شك أن جيلاً، وربما أجيال، من الأطفال الذين تربوا على أغاني رينيه وابنته ريمي، سيفتقدون تلك البهجة التي زين بها ذكريات طفولتهم بأغنياته الساخرة التي اشتهر بها، حتى تلك التي حاكت فترة الحرب الأهلية في لبنان (بين عامي 1975 و1990) والصعوبات المعيشية التي تخللتها.
ومن أبرز الأغنيات المرحة التي عرف بها، "تنكة تنكة" من تأليف الراحل وسيم طبارة وهي تعرض لواقع الأزمة الحياتية حين اصطف اللبنانيون على محطات البنزين وأبواب المخابز للحصول على حاجتهم.
أغنية تنكة تنكة - رينه بندلي pic.twitter.com/a1WsGSbGvJ
— ???? عزلزيز (@NoCNoH) March 26, 2019
أما "دورها دور" التي غناها الراحل أيضاً في سبعينيات القرن الماضي، فمثلت دعوة لنسيان الحرب، وهي كلمات بشير الضيقة.
وفي رثائها له، استعانت ريمي بإحدى هذه الأغاني التي تعكس جو المشاكسة والمرح، أغنية "بابا" التي أدتها مع والدها في طفولتها. لكن كلمات الأغنية وللمرة الأولى حملت هذه المرة طابع المرارة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب الكثير من محبي فن رينيه بندلي عن فداحة خسارتهم برحيله، قائلين: "وعينا على صوتك… صوتك منحوت بطفولتنا".
واستقت مديرة الأخبار والبرامج السياسية في قناة الجديد اللبنانية، مريم البسام، بعض من كلمات أغانيه لرثائه، فقالت: "كان فناناً قليل الكلام كثير الموهبة، كان للفن الوردة الحمرا وأحلى جار، وعيلته عيلة".
وكان عزوف رينيه عن أضواء الشهرة سبباً وراء وصف البعض له بـ"موسيقار الظل".
ومن المقرر أن يشيع جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمدافن الأسرة في الميناء بطرابلس (شمال لبنان)، في 29 كانون الأول/ديسمبر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 9 ساعاترائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.