تطورات متلاحقة تشهدها الساحة السياسية في إسرائيل منذ الإعلان رسمياً عن إجراء انتخابات تعد الثالثة خلال عام في 2 آذار/مارس المقبل.
أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في 13 كانون الأول/ديسمبر، حملته الانتخابية للانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب الليكود في 26 من الشهر الجاري. وكان قد عقد مؤتمراً مغلقاً في مقره بمدينة القدس مع عدد من النشطاء ورؤساء السلطات المحلية.
وسبق نتنياهو المؤتمر ببث منشور عبر حسابه على فيسبوك دعا فيه أعضاء "الليكود" إلى تأييده بالقول إنه "يوجد لليكود فريق ممتاز، ولأنه الحزب الديموقراطي الأكبر في البلاد سأتنافس خلال الأيام المقبلة على رئاسته، من أجل كسب ثقتكم والاستمرار بقيادة إسرائيل أيضاً خلال السنوات المطلة".
وتعد الانتخابات التمهيدية لليكود هي الأولى التي يترشح خلالها منافس لنتنياهو منذ تغلب رئيس الوزراء على داني دانون بفرق كبير عام 2014.
انتخابات داخلية ونيابية
هذه المرة ينافس نتنياهو على رئاسة "الليكود" عضو الكنيست غدعون ساعر الذي يحظى بتأييد عدد من أعضاء الحزب.
وخلال اجتماعه مع اتباعه في الليكود، قال نتنياهو: "إن شخصاً ما (تفادياً للإشارة إلى ساعر صراحةً) طالب بانتخابات تمهيدية غير قانونية أثناء فترة الواحد والعشرين يوماً"، مبيّناً أنه ليست لديه مشكلة في أي شخص يريد التنافس.
ورداً على ذلك، نبه ساعر إلى أن رئيس الوزراء نفسه هو من اقترح إجراء انتخابات "خاطفة" تتعلق برئاسة الحزب خلال أداء الكنيست يمين الولاء قبل شهرين.
وفي أحدث استطلاع رأي داخل إسرائيل، نشرت نتائجه صحيفة "إسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو، في 13 كانون الأول/ديسمبر، بدت حظوظ ساعر للفوز برئاسة الليكود أكبر من حظوظ نتنياهو، مع توقعات بأن حظوظ ساعر حال فوزه في انتخابات الحزب لن تكون أسوأ من حظوظ خصمه في تشكيل حكومة.
في الأثناء، تنتظر نتنياهو، حال فوزه برئاسة الحزب، منافسة أشرس مع غريمه السياسي الأبرز داخل إسرائيل: رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس.
سباق نتيناهو الانتخابي على رئاسة "الليكود" يبدأ وعينه على المنافسة الأهم: رئاسة الحكومة. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع مستمر في معدلات تأييده
الانتخابات الثالثة "غير الضرورية"
وفي 12 كانون الأول/ديسمبر، أقرّ الكنيست الإسرائيلي رسمياً حل نفسه نهائياً والذهاب إلى انتخابات تعد الثالثة خلال عام، في 2 آذار/مارس المقبل، بعدما انتهت مهلة تشكيل الكنيست للحكومة من دون التوصل إلى نتيجة.
وفشل نتيناهو وغانتس في تشكيل حكومة أغلبية عقب الانتخابات التي جرت في نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر الماضيين.
ويدخل نتنياهو، أطول زعماء إسرائيل بقاءً في السلطة، المنافسة هذه المرة في أجواء شديدة الصعوبة بعد توجيه ثلاث تهم جنائية له بالرشوة وخيانة الثقة والاحتيال في الشهر الماضي.
برغم أن هذه الاتهامات فد تطيح مسيرة الرجل السياسية، رفض نتنياهو الاتهامات ونفى ارتكاب أي مخالفات، متهماً السلطات القانونية في المقابل بمحاولة "الانقلاب" عليه.
وكان غانتس قد صرح، في 12 كانون الأول/ديسمبر، بأنه قد ينظر في "العفو" عن نتنياهو "إذا ما اعتزل السياسة" معللاً ذلك بأنه لا يود "رؤية رئيس وزراء آخر خلف القضبان".
ويظهر استطلاع "إسرائيل هيوم" تقدم "أزرق أبيض" بستة مقاعد على "الليكود" في الانتخابات الثالثة، في أكبر تقدم حتى الآن.
برغم ذلك، لا يزال غانتس يفتقد القوة اللازمة لتشكيل حكومة.
ويلقي 40% من المستطلعين في الإحصاء نفسه باللوم على نتنياهو في الذهاب إلى انتخابات ثالثة يعتبرها الإسرائيليون "غير ضرورية" وكانوا يظنونها "شبه مستحيلة".
ويحذر خبراء من أن التكلفة الاقتصادية لاستمرار تل أبيب لعض الوقت من عام 2020 من دون اعتماد موازنة جديدة ستكون "باهظة"، وهو ما يعني شهوراً من خفض الإنفاق الذي ستؤثر سلباً على النمو.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...