"لأن المساجد لا مصدر دخل منها لسداد فواتير الكهرباء، ندعو الإخوة رواد المسجد إلى التعاون لتسديد الفواتير المستحقة على المسجد"، إعلان مثير للجدل وربما غير مسبوق عن فرض رسوم على كل صلاة في أحد مساجد العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت إدارة المسجد التابع للمدينة التي يسيطر عليها الحوثيون إن خطوة "تسعير الصلاة" أو "فرض الرسوم" عليها هي "نتيجة للحصار المفروض علينا والحرب من دول العدوان وضرب مقدرات البلاد ومنها الكهرباء، واضطرارنا إلى التعاقد مع شركة خاصة عالية التكلفة".
سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء عام 2014، وهم يخوضون حرباً أهلية مع القوات التابعة للحكومة المعترف بشرعيتها دولياً برئاسة عبد ربه منصور هادي منذ ذلك الحين.
وكان تحالف عربي تقوده السعودية وحليفتها الإمارات قد تدخل في الصراع منذ عام 2015، وهذا ما دفع إلى إطالة أمد الصراع الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه "أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، مخلفاً دماراً هائلاً في الاقتصاد اليمني والبنى التحتية والموارد والثروة البشرية التي تبددت بين وفيات ومصابين ومرضى سوء ونقص تغذية.
عروض وامتيازات
على مدار اليومين السابقين، تداول ناشطون يمنيون الإعلان مع الكثير من التعليقات المنددة بالخطوة التي لم يتسنَّ لرصيف22 التثبّت من حقيقة تطبيقها وتعميمها على مساجد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو مسجد بعينه فقط.
ولم يصدر أي توضيح أو تكذيب من المسؤولين الحوثيين بهذا الشأن، حتى نشر هذا التقرير.
في الإعلان يُفرض على كل شخص 100 ريال مقابل صلاة الفجر أو التراويح، و50 ريالاً لصلاتي المغرب والعشاء ومثلها لصلاة الجمعة، مع امتياز أداء صلاتي الظهر والعصر مجاناً، ربما كان ذلك مبعثه أن المساجد لا تحتاج إضاءة في هذا التوقيت.
تشمل هذه الرسوم أيضاً "جميع الخدمات" مثل الوضوء، كما "يحق لكل أب اصطحاب ابن واحد مجاناً".
"لسداد فاتورة الكهرباء"... فرض رسوم على كل صلاة في مساجد بالعاصمة اليمنية صنعاء. مع ميزة "الاشتراك الشهري" تحصل على صلاة جنازة ووضوء مجاناً
معلّقون يمنيّون ندّدوا بالخطوة التي اعتبروها "إمعاناً في إذلال وتعميق معاناة اليمنيين" وآخرون تمنّوا لو أن صورة الإعلان كانت "فوتوشوب"
ليس هذا فحسب، بل "تعاوناً" من إدارة المسجد "يسمح لخطيب الجمعة، والمؤذن للصلوات مع اثنين من المرافقين بأداء الصلاة مجاناً".
هناك "عرض توفير" كذلك يتم بدفع اشتراك شهري 4000 ريال، والاستفادة من أداء جميع الصلوات شاملةً أيام الجمعة والأعياد، واستخدام المياه (للوضوء) ودورات المياه".
أما "ميزة الاشتراك الشهري"، بحسب الإعلان، فهي "صلاة جنازة مجانية على أي متوفى من أهل المشترك" و"امتيازات أخرى يكشف عنها لاحقاً".
جباية وتعميق لمعاناة الشعب
وعبر حسابه في تويتر، دان وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، معمر الإرياني، ما قال إنه "واحدة من صور الجباية التي يمارسها مشرفو الميليشيا الحوثية بحق المواطنين في مناطق سيطرتها. لم تسلم منهم بيوت الله. هذه سابقة لم تحدث عبر كل مراحل التاريخ".
١-واحدة من صور الجباية التي يمارسها مشرفي #المليشيا_الحوثية المدعومة من ايران بحق المواطنين في مناطق سيطرتها والتي لم تسلم منها حتى بيوت الله، وفرضها رسوم على رواد المسجد لكل فرض من الفروض الخمسة في سابقة لم تحدث عبر كل مراحل التاريخ pic.twitter.com/d2s7jeJJPZ
— معمر الإرياني (@ERYANIM) December 7, 2019
وأضاف: "هذه الممارسات الإجرامية وصلت حداً غير مسبوق من الاستهتار والاستخفاف بمعاناة الناس وتعمد إذلالهم وإهانتهم"، داعياً "سكان العاصمة المختطفة صنعاء وجميع مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية إلى اللحاق بركب الانتفاضات العربية في وجه الميليشيات الإيرانية، والتحرك لاسترداد عزتهم وكرامتهم والإطاحة بهذه العصابة الإجرامية التي تجاوزت بممارساتها كل الخطوط الحمراء".
وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة حورية مشهور أيضاً كتبت عبر تويتر: "أول مرة في التاريخ أسمع عن رسوم لدخول المساجد. هذه بيوت الله يا خلق الله. هي ليست مسارح ولا متاحف ولا دور سينما. أرجو ألا يكون الكلام صحيحاً. قال أحدهم ربما لاستخدام الرسوم في التنظيف والإصلاح والترميم، وهذه ليست بحجة؛ مفترض أن يتم ذلك من أموال الأوقاف وهي وفيرة".
الكاتب والصحافي اليمني صالح البيضاني قال: "كنا نقول من باب التندر أنه سيأتي يوم يفرض فيه الحوثي رسوماً على استنشاق الهواء، ولكن يبدو أن هذا الأمر بات وشيكاً بعد فرض رسوم على دخول المساجد!".
العديد من المغردين اعتبروا أن هذا الأمر "ضرب من الجنون" و"ليس معقولاً حتى من قبل ميليشيا مسلحة" ورجحوا أن تكون الصورة "فوتوشوب". لكن معلقين يمنيين أكدوا أن ذلك يحدث بالفعل في مسجد "أم المؤمنين حفصة" في صنعاء، وأشار آخرون إلى أنه يحدث أيضاً في مسجد "الهدى" بصنعاء.
ولفتوا إلى أن الذي يذهب إلى المسجد من دون وضوء يطلب منه دفع 50 ريالاً بدلاً لماء الوضوء.
واعتبر معلقون أن هذا الإعلان يدفع إلى احترام اليمنيين الذين ما زالوا صامدين برغم كل الأمور التي تستدعي الإحباط.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 7 ساعاتالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت