فيما كان منتظراً من الحكومة الجزائرية تدبير الأزمة السياسية في البلاد، وسط رفضٍ شعبي لتنظيم انتخابات رئاسية في 12 كانون الأول/ ديسمبر، تهدف، حسب معارضين، إلى "إعادة إنتاج النظام السابق"، أثار وزير الداخلية الجزائري صلاح الدين دحمون الجدل بعدما هاجم رافضي الانتخابات الرئاسية واصفاً إياهم بـ"خونة ومثليين جنسياً وبقايا استعمار".
"مرحبا بكم في البلد الذي يحتوي على أكبر عدد من المثليين جنسياً، والذي سمّي الجزائر" هكذا غرّدت الجزائرية رانيا مُعبّرة عن أعداد المتظاهرين الذين شملهم هجوم وزير الداخلية.
وغرد زكرياء قائلاً: "لا أدري ما إذا كنت غاضبًا أو سعيدًا، لأن قضية المثليين تكسب الملايين من المغاربة (المنطقة المغاربية) في غضون دقيقة"، وأضاف "أنا لا أجد الكلمات، بل لا أعرف ما هو شعوري". وتساءل آخر: "خرجت يوم الجمعة الماضي وأعتزم الخروج الجمعة القادم، هل هذا يجعلني شاذًا؟".
وكتب الدبلوماسي الجزائري عبدالعزيز رحابي، معبراً عن صدمته: "لقد شعرت بالفضيحة بسبب التصريح البذيء لوزير الداخلية دحمون"، ولفت إلى أن هذا "الانزلاق يصب في خانة الإهانة والابتذال كما يستفز المواطنين، ويغذي بغبائه التطرف في المواقف، في وقت تحتاج البلاد إلى خطاب التهدئة والعقل".
"معارضة الانتخابات مساس بوحدة الوطن"
في سياق متصل، كشفت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، في وقت سابق من الأسبوع المنصرم، أن السلطات في الجزائر اعتقلت في الأشهر الأخيرة نحو 140 شخصاً تظاهروا ضد الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. وكان قاضي التحقيق في محكمة بوسط الجزائر العاصمة أمر في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحبس الأمين العام لمنظمة "تجمع عمل شباب" فؤاد أوشير بعد توقيفه رفقة زميله الخاضع تحت الرقابة القضائية، في تظاهرة ضد الانتخابات الرئاسية. ووجهت المحكمة تهمتي "المساس بسلامة وحدة الوطن، التجمهر غير المسلح" لكليهما "بناء على صور وفيديوهات عثر عليها في هاتفيهما، منها ما نشر ومنها ما لم ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي" حسب ما أكد دفاعهما لوكالة فرانس برس. وفي 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أوقفت السلطات الجزائرية نحو 100 شخص خلال تظاهرات ليلية قبل إطلاق سراح أغلبهم، وتابعت المحكمة ملفات 21 شخصاً في حالة سراح بتهمة "التجمهر غير المصرّح به" في انتظار محاكمتهم، وتم حبس 8 بتهمة "تكوين جمعية أشرار".بعد اعتقال عدد كبير من معارضي إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من الشهر الجاري، وزير الداخلية الجزائري صلاح الدين دحمون يصفهم بـ"خونة ومثليين جنسياً وبقايا استعمار"
#كلنا_مرتزقة_شواذ_ومثليين… ناشطون جزائريون يستنكرون هجوم وزير الداخلية على رافضي الانتخابات الرئاسية
إدانة أوروبية و"انتهاكات" مستمرة
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...