شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
نشوة وخيانات وترامادول... حكايات مصريين مع

نشوة وخيانات وترامادول... حكايات مصريين مع "ليلة إبليس"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 1 ديسمبر 201903:04 م
Read in English:

Orgasms, Adultery and Tramadol: Lucifer Night in Egypt

لهذه الليلة روائح خاصة عند المصريين، فهي أول ليلة قبل الإجازة الأسبوعية، يعدّون فيها أنفسهم لممارسة حميمة، سواء داخل إطار الزواج أو خارجه، سمّوها بـ"ليلة إبليس"، ولكل مصري حكايته، ونشوته وأزمته الخاصة، في ليلة الخميس.

أم محمد، اسم مستعار، (35 عاماً) موظَّفة حكومية، تقضي نهار الخميس تُعدّ نفسها وزوجها لـ"ليلة إبليس"، تقول لرصيف22: "ليلة الخميس عندنا عيد، فهي التي تضيّع الهموم، والضغوط، والأعباء المادية والحياتية التي نتعرّض لها، ولهذا اليوم طابع خاص عزيز على قلبي".

"أساس العلاقة والأسرة"

تحكي أم محمد السيناريو المكرر لتلك الليلة كل أسبوع: "زوجي يبدأ هذا اليوم بابتسامة لها معنى، ويقول لي: النهارده الخميس كل أسبوع وانتي طيبة، أبادله نفس الابتسامة، وأمنحه قبلة دون كلمات".

في الصباح، تُعدّ أولادها للمدرسة ثم تذهب لوظيفتها، وبعد الانتهاء تذهب لمركز تجميل، ثم تتسوَّق، تشتري السمك، والجمبري، والخضراوات، خاصَّة الجرجير، لما يُعرف عنه من طاقة جنسية، ثم تعود للمنزل مُسرعة، تستعين في إعداد طعام هذا اليوم ببهارات خاصة تشعل الرغبة، خاصة الزنجبيل، وجوزة الطيب، ثم "نتناول الطعام ليلاً، ونجلس أمام التلفاز في جو أسري، ونتبادل أنا وزوجي نظرات الاشتياق خلسة، وأعفي أبنائي أيضاً من المذاكرة بتلك الليلة".

 "الجنس أساس استقرار العلاقة وسعادة الأسرة كلها".

تتمنَّع أم محمد عن زوجها طيلة ليالي الأسبوع، تبرّر ذلك قائلة: "حتى لا أكون متاحة دائماً، وأحفّز رغبته وشغفه نحوي".

تُقدِّر أم محمد  قيمة الجنس في العلاقات الزوجية، فهو كما تقول: "أساس استقرار العلاقة وسعادة الأسرة كلها".

يظلّ الحديث عن الحياة الجنسية، خاصة للفتيات، خلف الأبواب المغلقة، ونظراً لغياب الثقافة الجنسية، وأحياناً بسبب الكبت التي تتعرّض له المرأة المصرية في بدايات مراهقتها وشبابها، تُثمّن بعض النساء دورهن المنزلي كأم أو مُعدّة طعام أكثر من كونهنّ شريكات جنسياً للرجل، إضافة إلى أن الكثير من المصريات يتحمَّلن عبئاً مادياً بعملهنّ خارج المنزل، ومجهوداً كبيراً في الأعمال المنزلية، ممَّا يجعلهن مُرهَقَات، يسعين للراحة أكثر من شغفهنّ بممارسة الجنس مع أزواجهنّ.

"علّموني أنّ الجنس عيب"

تقول أسماء (32 عاماً) ربة منزل تسكن إحدى قرى محافظة الشرقية، أنها لم تعرف عن الجنس شيئا إلا بعد الزواج بعمر 18 عاماً، وتنتمي إلى أسرة ريفية متوسطة، تربَّت كقريناتها على أنَّ "جسد المرأة عورة"، وترى أنَّ "ملبسها الفضفاض يحصّنها من نظرات الطامعين"، كما قيل لها.

تقول شارحة الجانب الجنسي في شخصيتها لرصيف22: "تتلخّص حياتي كأنثى في بيت عائلتي في السابق، ومع زوجي حاليا، في قيامي بالأعمال المنزلية، إعداد الطعام، وتنظيف الغرف، وكي الملابس".

"ليلة الخميس عندنا عيد، فهي التي تضيّع الهموم، والضغوط، والأعباء المادية والحياتية التي نتعرّض لها، ولهذا اليوم طابع خاص عزيز على قلبي"
"تحديد يوم أو ليلة لممارسة الجنس، من شأنه إصابة الرجل بضعف جنسي، نتيجة فقدانه الثقة بنفسه من الضغط العصبي الواقع عليه، حيث يتعامل مع الجنس كاختبار وليس متعة"

وتتذكر أسماء كيف قضت فترة طفولتها ومراهقتها، كانت تستيقظ مبكراً مع والدتها لإعداد الطعام، وترتيب المنزل، وعلمتها والدتها أنَّ "مقياس الفتاة الجيدة بقريتنا هي أن تكون ست بيت شاطرة، ومن العيب أن تفصح المرأة عن شهوتها ورغبتها في ممارسة الجنس".

وعن علاقتها الجنسية بزوجها تقول: "تحدث الحميمية في أوقات متفرقة، ليس لها وقت محدد، وكثيراً ما أكون متعبة من أعمال المنزل، وتربية الأبناء، ولا أستمتع بالعلاقة، فتمرّ مرور الكرام، وإن استمتعت أكتفي  بالتلذُّذ سرّاً"، تخجل أسماء البوح لزوجها بذلك.

أما آدم محمد (35 عاماً) يعمل بمجال الاستيراد والتصدير، فيشكو كثيراً من عدم اهتمام زوجته بالجانب الجنسي في شخصيتها، وعلاقتها معه، يقول لرصيف22 أنه تزوج منذ خمس سنوات، بعد قصة حب دامت أربعة أعوام، فعاش أول عام بعد زواجه بسعادة، وفي بداية السنة الثانية جاءت له زوجته يوماً، وقلبها ينبض من الفرحة تبشره بانتظار طفلهما الأول، فشعر أنَّ الدنيا ستعطي له "قيراطاً آخر من السعادة"، ولم تلبث أن تحولت زوجته المليئة بالشغف بالعلاقة الجنسية والرغبة، لامرأة منهكة، ومتعبة، بعد أن كان خميسهم كل يوم.

حاول آدم التحكّم برغبته الجنسية لشهور، ولكنّه فشل، فعاد لعلاقاته مع نساء عديدات كان يعرفهنّ قبل الزواج، وينتابه كثيراً وهو معهن إحساس بالندم والاشتياق لزوجته، يقول: "كل امرأة لها طعم ولذة مختلفة تماماً عن غيرها، ومع ذلك لم أشعر بالسعادة والرضا الجنسي إلا مع زوجتي، وأتمنى أن تعود كما كانت".

مواعيد ثابتة ومنشطات

مختصون تحدثوا لرصيف22 تبلورت حلولهم لمشاعر الانزعاج وعدم الرضا الجنسي في عدم تحديد ميعاد ثابت لممارسة الجنس، وشددوا على ضرورة الامتناع عن تناول حبات الترامادول، حيث تنتهي بكثير من الرجال إلى العجز الجنسي، وهو العقار صاحب الصيت الواسع في مساعدة الرجال على الانتصاب لمدة أطول.

تقول الدكتورة رنيه الشاعر، استشارية الطب النفسي، إنه يتردد عليها حالات مرضية كثيرة تعاني من اضطراب في القدرة الجنسية، وهو ما تراه نتاج اضطرابات نفسية، من أعراضها القلق، التوتر، والضغط النفسي الذي يقع على عاتق الرجل في إتمام العلاقة الجنسية على أكمل وجه في اليوم الأسبوعي المحدد.

ويسمي الرجال المصريون ممارسة الجنس مع زوجاتهم ليلة الخميس بـ"الواجب".

"تحديد يوم أو ليلة لممارسة الجنس، من شأنه إصابة الرجل بضعف جنسي، نتيجة فقدانه الثقة بنفسه من الضغط العصبي الواقع عليه، حيث يتعامل مع الجنس كاختبار وليس متعة"، تقول الشاعر.

أما بالنسبة للسيدات، فهو يوم الاستمتاع، وتفريغ الرغبات، والهدنة التي يأخذنها من أعباء الحياة، بحسب الشاعر، ويترقبن ذلك اليوم للإرضاء العاطفي، والإشباع الجنسي، وتقابل الكثيرات عدم قدرة الرجل على الاتصال الجنسي بالصورة المثالية بالنفور والتذمر، ويعتبرن ذلك انتقاصاً من رجولته، بحسب الثقافة السائدة في مصر.

"يُعيق التوتّر والقلق الوصول للاستمتاع واللذّة المطلوبة".

وتتوجه الشاعر بنصيحة عدم ممارسة الجنس في يوم محدد، حتى لا يصبح التحديد عبئاً نفسياً، حيث يعيق التوتر والقلق الوصول للاستمتاع واللذة المطلوبة.

أما الدكتور أحمد أبو الفتوح، استشاري أمراض الذكورة، فيحمل "ليلة إبليس" مسؤولية انتشار الترامادول والمنشطات الجنسية، وإصابة كثير من الرجال بعجز جنسي نتيجة تعرضهم للقلق والتوتر، واختزال كل طاقتهم الجنسية في عقار منشط، دون إعمال الطبيعة الفيزيولوجية التي يتدفق بها الدم تدريجياً لحدوث الجماع، فيتحول الرجل لترس داخل آلة بلا روح، يعتمد على عقار طبي منشط ومكمل للرغبة الجنسية، بدونه يعجز عن "إتمام رجولته"،  على حد تعبيره، وهي حلقة متتابعة لا نهاية لها إلا العجز الجنسي، بحسب أبو الفتوح.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image