شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"البيانات مقابل الخدمة"... العفو الدولية تحذّر من "مراقبة" فيسبوك وغوغل للمستخدمين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 21 نوفمبر 201902:53 م

حذرت منظمة العفو الدولية، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، من أن المراقبة الواسعة التي تنفذها شركتا فيسبوك وغوغل على مليارات الأشخاص في أنحاء العالم تمثل تهديداً ممنهجاً لحقوق الإنسان، داعيةً إلى تغيير جذري في صلب أعمال هاتين الشركتين العملاقتين في دنيا التكنولوجيا.

في أحدث تقرير لها، وعنوانه "عمالقة المراقبة"، تشرح المنظمة الحقوقية الدولية كيف أن نموذج العمل المستند إلى المراقبة التي تتولاها الشركتان ينتهك الحق في الخصوصية، ثم سلسلة التأثيرات المترتبة على ذلك والتي تشكل خطراً على مجموعة من الحقوق الأخرى، مثل حرية التعبير والرأي، وحرية الفكر والحق في المساواة وعدم التمييز.

تسيطر غوغل وفيسبوك على القنوات الأساسية التي يعتمد عليها معظم سكان العالم، عدا الصين، في استخدام شبكة الإنترنت. 

وتتيح المنصات المختلفة التابعة لهاتين الشركتين، مثل فيسبوك وانستغرام وبحث غوغل ويوتيوب وواتساب وغيرها، سهولة البحث عن المعلومات وتداولها، والمشاركة في النقاش، والانخراط في المجتمع. في حين تدعم غوغل أندرويد معظم الهواتف الذكية في العالم.

وترى "العفو الدولية" أن استخلاص البيانات الشخصية للمستخدمين وتحليلها "على نطاق غير مسبوق" لا يتفقان مع الحق في الخصوصية والحق في السيطرة على المعلومات الخاصة". 

البيانات مقابل الخدمة

وتقول: "بينما توفر منصات الشركتين خدماتها لمليارات الأشخاص من دون رسوم، يدفع الأفراد مقابل الخدمات ببياناتهم الشخصية الحميمة إذ يجري تعقبهم بشكل مستمر عبر الويب وفي العالم الملموس أيضاً.

نقل التقرير عن الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومي نايدو قوله إن "غوغل وفيسبوك تسيطران على حياتنا الحديثة. فهما تحشدان نفوذاً لا مثيل له على العالم الرقمي من خلال جمع البيانات الشخصية لمليارات الأشخاص وتحقيق المكاسب منها"، معتبراَ أن "سيطرتهما الشائنة على حياتنا الرقمية تقوض جوهر الخصوصية، أحد التحديات المتصلة بحقوق الإنسان في عصرنا".

ولفت نايدو كذلك إلى أن "شبكة الإنترنت أمر حيوي للناس. لكن مليارات الأشخاص ليس لديهم خيار حقيقي سوى الوصول إلى هذا الفضاء العام بشروط تمليها فيسبوك وغوغل".

شركتا غوغل وفيسبوك تمنحانا فرصة البحث وتداول المعلومات والتواصل مع المليارات في أنحاء العالم مجاناً، لكنهما تأخذان في المقابل ما هو أهم... "بياناتنا الشخصية الحميمة"

"غوغل وفيسبوك تسيطران على حياتنا الرقمية الحديثة، وسيطرتهما الشائنة هذه تقوض جوهر الخصوصية"، بحسب "العفو الدولية"… هل آن الأوان لظهور شبكة إنترنت جديدة؟ 

وألمح إلى أن "ما زاد الطين بلة هو أن هذا لم يكن الهدف الذي جعل الناس يشتركون في الإنترنت لدى بدء هذه المنصات. اخترقت غوغل وفيسبوك خصوصياتنا بمرور الوقت. فنحن محاصرون؛ إما أن نخضع لآلية المراقبة المنتشرة هذه، حيث تخترق بياناتنا بسهولة للتلاعب بنا والتأثير فينا، أو التخلي عن فوائد العالم الرقمي. وهذا لا يمكن أن يكون خياراً مشروعاً".

ما الحل إذاً؟

تعتقد "العفو الدولية" أن على الحكومات اتّخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح "نموذج العمل القائم على المراقبة" الذي تنتهجه فيسبوك وغوغل عبر قوانين رادعة لحماية البيانات والتنظيم الفعال لشركات التكنولوجيا الكبرى، على نحو يحترم حقوق الإنسان.

وحثّت على سنّ قوانين تضمن عدم وصول الشركات، مثل غوغل وفيسبوك وغيرهما، إلى خدماتها بشرط "موافقة" الأفراد على جمع أو معالجة أو تبادل بياناتهم الشخصية.

وبحسب نايدو، تجب "استعادة هذه الساحة العامة المهمة حتى نتمكن من المشاركة من دون انتهاك حقوقنا". وقال: "من أجل حماية قيمنا الإنسانية الأساسية في العصر الرقمي، الكرامة والاستقلالية والخصوصية، يجب أن يكون هناك إصلاح جذري للطريقة التي تعمل بها شركات التكنولوجية الكبرى، والانتقال إلى شبكة إنترنت تضمن حقوق الإنسان في جوهرها".

وأضاف: "حان الوقت لاستعادة هذا الفضاء العام الحيوي (الإنترنت) بدلاً من بعض الشركات القوية غير المسؤولة في وادي السيليكون".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image