في ما يبدو محاولة لخطب ودّ المرأة الجزائرية، قال المرشح الرئاسي للانتخابات المقررة في 12 كانون الأول/ديسمبر المقبل في الجزائر عبد القادر بن قرينة، في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، إن برنامجه الانتخابي يولي المرأة الجزائرية اهتماماً كبيراً، محذراً من وجود "11 مليون عانس جزائرية".
وأكد أن المرأة تقوم بدور الرعاية والتنشئة والحماية الاجتماعية والمساهمة في بناء الدولة، ووعد بإيجاد حلول لمشكلاتها لا سيما المتعلقة بالزواج والطلاق وإجازة الوضع.
وقال المرشح الرئاسي إن برنامجه الخاص بالمرأة قد اكتمل، لافتاً إلى استشارة جميع المتخصصين في الموضوع أثناء إعداده.
تحذير من "العنوسة"
وبرر بن قرينة اهتمامه بالمرأة خلال تدشين اللجان النسائية حملته الانتخابية، بالقول إنها "كانت في الريادة إبان الثورة، والمضحية في العشرية السوداء"، مبيناً أن مشاركة المرأة ينبغي أن تكون واقعية وليست هامشية مثلما كانت قبل 20 عاماً.
وفي معرض حديثه عن مشكلات المرأة، حذّر بن قرينة من ارتفاع معدلات العنوسة في البلاد، مؤكداً وجود 11 مليون فتاة جزائرية "عانس".
كما نبّه إلى أن الجزائر تضيف سنوياً نحو 200 ألف "عانس" جديدة إلى هذه القائمة، مشيراً في المقابل إلى أن معدلات الزواج بلغت 332 ألف حالة في 2018.
ورأى أن "الجزائر تسجل سنوياً ‘أرقاماً مخيفة‘ في حالات الطلاق، ينجم عنها تشريد الكثير من العائلات وآفات اجتماعية".
بعد طلبه انضمام "غير محجبات" إلى حملته… مرشح رئاسي جزائري، ذو خلفية إسلامية، يقول إن برنامجه الانتخابي يولي المرأة اهتماماً خاصاً لاسيما "العوانس"
وقدم المرشح الرئاسي بعض الإحصاءات التي تبرز ارتفاع معدلات الطلاق من 54 ألف حالة عام 2012 إلى 68 ألفاً عام 2018، علاوةً على 13 ألف حالة خلع.
وحمّل الحكومة مسؤولية عدم توفير المساكن وغياب فرص العمل، التي عدها من أسباب تأخر الزواج وحدوث الطلاق.
وتعهد بن قرينة رفع عطلة المرأة المرضعة العاملة إلى 6 أشهر مدفوعة الأجر بدلاً من الأشهر الثلاثة المقررة حالياً.
وعدّ جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اهتمام المرشح الإسلامي بالمرأة "مغازلة للحصول على أصوات النساء"، فيما سخر آخرون من "اختصار مشاكل المرأة الجزائرية في الزواج والطلاق وإجازة المرض".
وقبل أيام قليلة، أفادت تقارير إعلامية محلية بأن المرشح الرئاسي ذا الخلفية الإسلامية دعا مسؤولة عن منظمة طلابية إلى إحضار فتيات "غير محجبات" للانضمام إلى حملته الانتخابية، عقب تساؤل أعلنته بشأن ضمه "محجبات فقط" إلى التنسيقية الشبابية لدعم حملته الانتخابية.
وبن قرينة (57 عاماً) كان أول من أعلن ترشحه رسمياً في أول انتخابات رئاسية عقب رحيل بوتفليقة، وهو يترأس "حركة البناء الوطني"، الحزب الإسلامي الذي ينتمي إليه رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين.
وشغل بن قرينة منصب وزير السياحة الجزائري بين عامي 1997 و1999. وعام 2013، انشق عن حزبه السابق "حركة مجتمع السلم" (إخوان الجزائر)، بعدما كان من مؤسسيها عام 1989، مع قياديين آخرين لتأسيس حزب "حركة البناء الوطني".
ويعدّ بن قرينة "الإسلامي" الوحيد المرشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية المقبلة بين خمسة مرشحين ضمتهم القائمة النهائية للمرشحين.
ويرفض المتظاهرون الذين خرجوا إلى الشوارع في 22 شباط/فبراير الماضي، المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ويرون إفشالها "واجباً وطنياً"، بينما يصرون على رحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، قبيل إجراء أي انتخابات رئاسية أو تشريعية وذلك ضماناً لنزاهتها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...