احتشد الآلاف من أنصار التيار الوطني الحر، في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، في محيط القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا استجابةً لدعوات التيار لـ"يوم وفاء" ودعماً لرئيس الجمهورية ميشال عون، في وقت يشهد فيه لبنان انتفاضة شعبية ضد النظام السياسي.
وتوافدت عشرات الحافلات حاملةً أنصار التيار والرئيس عون من العاصمة بيروت ومناطق أخرى، إلى قصر بعبدا منذ الصباح. وحمل هؤلاء أعلام التيار وصور عون وصهره وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى جانب الأعلام اللبنانية.
ويتزامن "يوم الوفاء" مع احتفال أنصار عون بالذكرى الثالثة لانتخابه رئيساً للبنان، فيما تغص الساحات في مختلف المدن اللبنانية، منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، بالمتظاهرين المطالبين بسقوط النظام الحالي، مع تركيز أكبر على الوزير جبران باسيل.
ورضوخاً لإرادة الشعب اللبناني، استقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في 29 تشرين الأول/أكتوبر، وكلف الرئيس عون الوزراء بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
عون وتوحيد الساحات
وخطب عون في الحشود المؤيدة له قائلاً: "الساحات كثيرة ويجب أن لا يكون هناك ساحة ضد ساحة وتظاهرة ضد أخرى، لأن الفساد لا يضمحل بسهولة وهو متجذر بالأرض منذ عشرات السنين ولن يضمحل إلا بعد جهود كبيرة".
وأضاف عبر شاشات من داخل القصر الجمهوري: "رسمنا خريطة طريق من 3 نقاط؛ الفساد والاقتصاد والدولة المدنية، والثلاثة ليس من السهل تحقيقها. ونريد ساحة تتألف منكم ومن المتظاهرين كي تدافعوا عن حقوقكم، وكثر يعرقلون لذلك نريد جهداً كبيراً. ونريدكم أن تتفقوا مع الفريق الكبير وتجاهدوا مع بعض".
واعتبر عون أن أنصاره نزلوا لـ"تجديد العهد" متعهداً بأنه "على العهد والوعد" أيضاً، مستطرداً "جئتم لتقولوا لي ‘نحنا معك‘، وأنا أقول لكم أنا معكم. ومن خلالكم أرى شعب لبنان كله. وأقول لكم أنا أيضاً أحبكم، أحبكم ‘كلكن يعني كلكن‘".
باسيل و"الخيانة"
من جهته، خطب باسيل في الحشود قائلاً إن "هناك أيام صعبة تنتظرنا. أهل الخيانة قلائل في صفوفنا، في الأزمات الكبيرة يظهر أمران: الخوف ونستطيع فهمه والخيانة التي لا نستطيع فهمها وليس لها مبرر. وأقول وراء كل غيمة سوداء تشرق الشمس والتيار الوطني الحر كان وسيظل شمس لبنان".
ودعا باسيل مناصريه إلى "استمداد الدعم من الرئيس عون ومشاركته في تطبيق برنامجه في نصف ولايته من خلال إلزام المسؤولين الحاليين والسابقين الكشف عن حركة حساباتهم أمام هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان".
قبل أن يمضي شارحاً: "يجب ألا تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم. محاكمة الفاسدين هي مسؤولية القضاء. أخذنا العمل والقيام بالمشاريع، وكان همنا الإنجاز أكثر من تشويه صورتنا ولكن الحقيقة ستظهر مهما يكن".
وسط أنصار التيار الوطني الحر… باسيل يتحدث عن خيانة الشركاء وقلب الطاولة وتعرضه للظلم، معتذراً من والدته بعدما طالتها المسبات في مختلف الساحات
قلب الطاولة
وتابع باسيل القول: "بدأنا حراكاً شعبياً لتحقيق التغيير الكامل ويجب أن تشاركوا معنا... أنا أسميتها قلب الطاولة، والشعب سبقنا إلى ذلك".
وأوضح "كنا قد حذرنا شركائنا من أننا سنصل إلى هنا (هذه المرحلة) وأعطينا أنفسنا فرصة حتى 31 تشرين، لكن الناس سبقتنا ونحن هنا لنقوي الناس ونكون معها. الشباب والصبايا كثر اعتقدوا أنه لا يهمكم وطنكم. تابعتكم وسمعت صوتكم رأيت نفسي فيكم بالغضب. نحن مثلكم انتفضنا على الظلم وبقدر ما أحسست بالغضب الصادق أحسست بالظلم الذي أتعرض له أيضاً".
ثم استفاض في القول إن "الثورة هي انتفاضة على الظلم ولكن الثورة لا تظلم وإلا سوف تنتهي، فليس من العدل أن نظلم مرتين مرة من رموز الفساد ومرة من ضحايا الفساد".
كما أشار إلى أنه "إذا اتهمتم الكل بالفساد: الفاسدون والأوادم لا نستطيع عندها محاسبة أحد، لذلك شعار كلن يعني كلن يجب أن يكون للمساءلة وليس للظلم ولكن لسنا كلنا فاسدين. الفاسدون هم الذين بنوا قصورهم من مال الدولة والناس".
أعتذر لأمي
وتوجه باسيل لوالدته معتذراً عما طالها من شتائم خلال التظاهرات، فقال "بعتذر منّك لأنّو بسببي طالك الأذى وأنتِ ما ذنبك. بس أنتِ علّمتيني حبّ لبنان، وإنّو كرامتي الشخصيّة مش أهم من كرامة وطني... علّمتيني إنّو ما حدا بيقدر يمسّ لك كرامتك إلاّ إذا أنت مسّيتها بعمل شائن، أنتِ بتعرفي شو ربيّتِ يا أمّي، تحمّلتي كتير بس الوقت كفيل يرجّعِلك حقّك ويبيّن الحقيقة".
ونال وزير الخارجية، صهر الرئيس، جبران باسيل القسط الأوفر من غضب المتظاهرين، والذين لحنوا له خصيصاً هتافات مناهضة.
يذكر أن مسؤولو التيار الوطني الحر وكوادره ومناصروه في أستراليا نظموا وقفتين تضامنيتين مع الرئيس عون في كل من سيدني وملبورن بالتزامن مع الوقفة أمام قصر بعبدا.
ورفع المتضامنون في سيدني شعار "نحن مع الرئيس لأنه كرامتنا وفخرنا ومعه لمحاسبة كل الفاسدين وبناء لبنان الذي نحلم به". أما في ملبورن، فرفعوا شعار "مكملين ما في شي بيوقفنا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين