حمل قضايا وطنه العربي، لا سيما القضية الفلسطينية، وكرس موهبته الفنية في سبيل التعبير عنها وتوصيلها إلى العالم، فأحبه الجمهور وقدّره النقاد، وفجع الجميع عندما غيّبه الموت بغتةً، في 10 تشرين الأول/أكتوبر. إنه المخرج التونسي الكبير شوقي الماجري الذي رحل عن 57 عاماً، إثر نوبة قلبية دهمته في مصر، تاركاً إرثاً فنياً يخلد أثره.
نعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية الراحل في بيان، مؤكدةً أنه "من أبرز المخرجين العالميين إذ ظهر إتقانه الإبداعي وتجلت موهبته المبتكرة منذ بداية مشواره الفني".
من تونس إلى الشام
ولد الماجري في 11 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1961 في تونس، وأقام سنوات طويلة في سوريا حتى وفاته.
تخرج في المعهد الوطني للسينما والمسرح والتلفزيون بمدينة لودز في بولندا، وهو أحد المعاهد المرموقة في أوروبا، وكان قد تخرج فيه المخرج العالمي رومان بولانسكي.
عقب تخرجه، قدّم الماجري العديد من الأفلام القصيرة مثل "La Poste" و"The Smell of Islam" و"Orliano" و "Clé de sol".
وفي الوقت نفسه دخل الدراما العربية من باب مسلسل "أخوة التراب" الملحمي السوري الذي أخرج جزءه الثاني ليكون شهادة ميلاده كمخرج فذ في الساحة الفنية.
وفي العام 2001 أخرج مسلسل "الأرواح المهاجرة"، لكن يبقى عام 2002 مميزاً في مسيرة الماجري الفنية إذ أخرج خلاله عدة أعمال مهمة نال بها إشادة الجمهور والنقاد، ومنها المسلسل التاريخي "عمر الخيام" ومسلسل "تاج من شوك" الدرامي التاريخي وأيضاً مسلسل "الاجتياح".
وعلى الرغم من كثرة أعماله الوطنية والمهمة، يبقى مسلسل "الاجتياح" الذي أخرجه الماجري أحد أهم أعماله. وروى المسلسل الذي حصل على جائزة إيمي لأفضل مسلسل أجنبي، معاناة الشعب الفلسطيني إبان اجتياح الضفة الغربية في العام 2002.
مخرج قدير بدرجة مناضل، رائد الأعمال التاريخية والملحمية، مخرج وطني شرب من العروبة، أوصاف تنطبق جميعاً على المخرج التونسي القدير شوقي الماجري الذي رحل فجأةً وترك إرثاً فنياً لافتاً لعل أبرزه مسلسل "الاجتياح" الذي وثّق بكثير من الصدق معاناة الفلسطينيين
العديد من الفنانين والإعلاميين العرب نعوا المخرج الكبير الراحل شوقي الماجري، معربين عن خسارة الفن العربي الفادحة برحيله المفاجئ والصادم، ومنهم سيرين عبد النور وستيفاني صليبا وهند صبري ولطيفة التونسية ومصطفى الآغا وغيرهم
وفي العام 2006، أخرج الماجري مسلسل "أبناء الرشيد" ونال به الجائزة الذهبية في مجال الدراما التاريخية في مهرجان القاهرة العربي في العام نفسه.
كذلك أخرج في العام 2008 المسلسل التاريخي "أبو جعفر المنصور" الذي يروي فترة حكم الخليفة العباسي. وفي العام نفسه، أخرج مسلسل “إسمهان" الذي حقق نجاحاً باهراً.
أثرى الراحل الدراما العربية بالعديد من المسلسلات التلفزيونية الأخرى في كل من مصر وسوريا والأردن، ومن أهمها: "دقيقة صمت" (آخر أعماله) و"سقوط حر" و"حلاوة الروح" و"هدوء نسبي" و"نابليون والمحروسة" و"الطريق الوعر" و"توق" .
كما أخرج فيلم "مملكة النمل" من بطولة عابد فهد وصبا مبارك ومنذر رياحنة في العام 2012. وروى الفيلم معاناة الشعب الفلسطيني وحياة الفلسطينيين تحت الأرض وفي السراديب وحاكى قصة ثلاثة أجيالٍ من الفلسطينيين الذين يُقاومون، كل بطريقته.
فاجعة رحيله
وقد فجع الوسط الفني العربي برحيله الماجري المفاجئ، ورثاه عدد كبير من الفنانين والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم الممثل السوري مصطفى الخاني والممثلة اللبنانية كارمن لبس والمذيعة المصرية وفاء الكيلاني والمذيع السوري مصطفى الآغا والفنانة اللبنانية سيرين عبد النور التي
أكدت أن رحيله "صادم ومحزن جداً".
و
كتبت مواطنته التونسية هند صبري عبر تويتر: "رحل اليوم مخرج كبير أكد عبر كل أعماله أن الفن لا يحويه وطن واحد ولا مكان واحد... ابن بلادي المخرج الذي يستحق لقب مخرج عربي كبير".
و
وصفته لطيفة التونسية بأنه "الأخ والصديق ‘وولد الدار‘ الغالي المبدع المشرف الذي كثيراً ما رفعت رأسي (افتخاراً) بك بأخلاقك وأعمالك... موتك صدمة لي ولكل أهلي".
الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا التي شاركت في بطولة آخر أعماله، "دقيقة صمت"،
اكتفت في نعيه بالقول: "‘دقيقة صمت‘ لا تكفيني… شوقي الماجري إلى نور الله".
أما طليقته الفنانة الأردنية صبا مبارك، أم ابنه عمار، التي
أبلغت عائلته نبأ وفاته، فأعلنت الحداد عبر حسابها على انستغرام بوضع صورة سوداء حزناً على رحيله.
و
أكد نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي أن جثمان الفقيد سينقل من أحد المستشفيات الخاصة في مصر إلى تونس في 11 تشرين الأول/أكتوبر.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...