كشف مقطع فيديو قصير نشرته قناة دويتش فيله يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر أن اللاجئين في ليبيا تعرضوا للتعذيب في السجون والمعتقلات عن طريق الصدمات الكهربائية، كما كُدسوا بأعداد كبيرة في مساحات صغيرة في ظل ظروف إنسانية صعبة.
وقالت أمينة وهي لاجئة من الصومال فرت أخيراً من ليبيا إلى معسكر للاجئين في النيجر إن الرجال تعرضوا للتعذيب بصدمات كهربائية في الخصيتين، فيما تعرضت النساء لصدمات كهربائية في الثديين.
وقال اللاجئ السوداني إبراهيم في شهادته: "كان يتم شراؤنا كالعبيد. يقولون سنسمح لكم بالعمل مقابل مبلغ مالي. لكن في النهاية لم نحصل على شيء".
وبحسب المقطع، فقد كان يتم بيع اللاجئين وشراؤهم في ليبيا كعبيد مقابل مبالغ مالية تبدأ من 500 دولار.
وقال عبد العزيز ، وهو نيجيري يعيش من تهريب المهاجرين، إن من لا يدفع له من اللاجئين بعد وصوله إلى ليبيا كان يبيعه لسماسرة داخل البلاد، وهؤلاء يبيعونه إلى أصحاب المزارع الليبية كي يعملوا فيها.
ووفق عبد العزيز، فإن السمسار داخل ليبيا كان يقول للاجئين إنه خسر أمواله في شرائهم ويريد أن يحقق بعض المكاسب من بيعهم لأصحاب المزارع.
ويظهر المقطع أنه برغم المعاناة التي يقابلها المهاجرون في ليبيا فهم مصممون على السفر إليها كي يتوجهوا منها إلى أوروبا.
وأظهر المقطع صوراً عدة للاجئين تعرضوا لإصابات في مناطق متفرقة من أجسادهم جراء التعذيب في سجون ليبيا ومعتقلاتها.
أوضاع كارثية
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، حذر الطبيب الألماني من منظمة أطباء بلا حدود، كريستوف هي، الذي أمضى أربعة أشهر في مركز لاعتقال طالبي اللجوء في زنتان الليبية من الأوضاع "اللإنسانية" هناك، كاشفاً عن وجود رعاية طبية سيئة، وظروف تغذية ونظافة كارثية.
وقال الطبيب هي: "بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر الماضي، قضى 22 طالب لجوء نحبهم في المركز، على الأرجح نتيجة إصابتهم بالسل".
تقول أمينة وهي لاجئة من الصومال فرت أخيراً من ليبيا إلى معسكر للاجئين في النيجر إن لاجئين في ليبيا تعرضوا للتعذيب بصدمات كهربائية في الخصيتين، فيما تعرضت لاجئات لصدمات كهربائية في الثديين
وأضاف أن أوضاع زنازين مركز الاعتقال كارثية، إذ "يحشر 45 طالب لجوء في غرفة مساحتها 70 متراً مربعاً لا يدخلها ضوء الشمس ولا الهواء المنعش. ولا يسمح للمعتقلين بفسحة للتنفس خارج الغرفة".
ويوم 15 أيلول/سبتمبر الماضي، دعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى "تضامن دولي" أكبر للسماح بتوزيع اللاجئين العالقين في ليبيا ويواجهون ظروفاً صعبة، خصوصاً في مراكز الاعتقال ووسط احتدام المعارك في البلاد بين أطراف الصراع السياسي والعسكري.
حينذاك قال جان بول كافالييري المسؤول عن بعثة المفوضية في ليبيا: "ما زلنا ندعو الأسرة الدولية إلى إظهار سخاء في إعطاء فرص أكبر لتوزيع اللاجئين".
وفي العام 2017، كشفت شبكة سي أن أن الأمريكية عن انتشار مزادات لبيع أفراد من أجل العمل في مهن مختلفة في مناطق ليبية عدة، مؤكدةً أن التجار يتجمعون حول تلك المزادات لاختيار الشخص الذي يرغبون في اقتنائه مقابل مبلغ من المال.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد حدثت انتهاكات للمهاجرين داخل مراكز الاحتجاز الليبية، منها العمل القسري والاعتداء الجنسي والتعذيب الذي قالت الأمم المتحدة إنه منتشر على نطاق واسع في هذه المراكز.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أياممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.